الأقباط متحدون - لا تصيروا الحرية فرصة للجسد
  • ١٩:٠٧
  • السبت , ٤ اغسطس ٢٠١٨
English version

لا تصيروا الحرية فرصة للجسد

سامية عياد

مع الكرازة

٣٨: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٤ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

 عرض/ سامية عياد 

الطاعة والحرية وجهان لعملة واحدة ، فالطاعة تعبير عن حرية حقيقية من الخطية ، والحرية ليست هى أن يعمل الإنسان ما يريده من الخطية ، بل أن يمنع نفسه عن فعلها، يرفض الخطية ويحيا فى طاعة البر والقداسة ..
 
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "ضوابط الطاعة" وضح لنا كيف يستخدم الإنسان جسده فى طاعة البر ، أولا: لابد من طرد الخطية التى تحارب الجسد وعدم تنفيذ رغباتها حتى لا يكون لها سلطان عليه ، فتكون بلا أسلحة ، لا تقدر على محاربته ، فالطاعة هى انعكاس لحرية النفس من كل قيد ، ثانيا: الطاعة هى انصياع لإرادة وفكر الله وليس الفكر والإرادة البشرية ، لقد استحسن يونان النبى فكره وحكمته الإنسانية فى تخليص نينوى الأممية وعصيانه لأمر الله ورغبته فى إرساله لمدينة نينوى ، فكانت النتيجة أنه حكم على نفسه بالإلقاء من السفينة ليموت غرقا لولا مراحم الله إذ أعد له حوتا ليبتلعه وينجيه من الموت.
 
وإلقاء يونان فى البحر إشارة الى طرد الخطية من سفينة حياته ليعود إليه سلامه الحقيقى الذى نزعته عنه المعصية "فقلت قد طردت من أمام عينيك ، ولكنى أعود أنظر هيكل قدسك" ، وحين بدأ يونان مسيرته الى نينوى بدأ وهو فى أعماق البحر يرى الهيكل ، إذ سكن الرب داخله وقدم توبة فأمر الرب الحوت فقذف يونان الى البر فقذفه الحوت بأمر من الله دون أن يؤذيه أفلا يليق بيونان أن يترفق بإخوته أهل نينوى ليخلصهم حتى لو كانوا أمميين . 
 
قمة الحرية هى أن نطيع الله ونسير وفق مشيئته ، قمة الحرية أن نطرد الخطية ولا نجعلها تتملك على أجسادنا ، قمة الحرية أن نترفق بالخطاه ونناديهم بالتوبة ، الحرية بدون طاعة الله ووصيته لا تكون حرية "لا تصيروا الحرية فرصة للجسد ، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا .. فلا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية " ..
 
الكلمات المتعلقة