بالفيديو.. الكاتب عبد الله الطايع يحكي عن مثليته وما واجهه من صعوبات قادته للانتحار حتى سافر إلى باريس
أماني موسى
الاربعاء ١ اغسطس ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
يحكي الكاتب المغربي عبد الله الطايع عن التجارب الصعبة التي عايشها في صباه بسبب الفقر ومثليته الجنسية، ويروي كيف أدخله عشقه للسينما إلى عالم الكتابة والأدب.
عبد الله يعيش في فرنسا وأصدر العديد من الكتب التي تركز على مشاكل الفقر والاستبداد والتمييز ضد المثليين جنسيًا.
يقول عبد الله في لقاءه بـ دويتش فيليه، أنه مغربي مقيم بفرنسا نشر تجربة حياته الجنسية المثلية باللغة الفرنسية في حديث مع DW عربية.
أوضح أنه بدأ الكتابة حول الأفلام التي كان يشاهدها وعلى وجه الخصوص الأفلام المصرية، لافتًا إلى أنها كانت تبهره.
وأخر أعماله التي كتبها إلى الآن هي عمل مسرحي يتحدث عن بائعي الهوا من الرجال في باريس، وكيف أن البعض يستهلكوهم جنسيًا، مشيرًا إلى أن أبطال العمل المسرحي من الشرق والغرب، أي من خلفيات مختلفة، وأن القصص مستوحاة من قصص واقعية حقيقية.
وتابع، أن قصصه تتناول الكثير من القضايا ومنها قضايا المثليين وما يتعرضون له من رفض مجتمعي، وما يتعرضون له من قبل السلطات في المجتمعات العربية.
وأضاف أنه لم يتحدث عن مثليته الجنسية بصراحة في المغرب، لأن هذا أمر مرفوض، وكان سيتم ممارسة ضغوط عليه لإجباره على الزواج، وأن هذا يعتبر فضيحة كبيرة في المغرب، كبقية الدول العربية.
مشيرًا إلى أن مذكراته كانت ملاذه الوحيد للإفصاح عن مثليته الجنسية.
هاجر عبد الله إلى فرنسا عام 1998 وكان عمره 25 عامًا، وحاول الاندماج بالمجتمع الفرنسي، ولم يجد صعوبة في اللغة لأنه بالفعل يتحدث الفرنسية كغالبية أهل المغرب.
وبعد مرور بضعة أسابيع على تواجده في باريس، اتصل بالعديد من دور النشر وأُعجب أحد الناشرين بنصوصه وطلب منه أن يكتب ثلاث قصص لتنشر على شكل كتاب.
وشدد أن الاعتراف والإفصاح بالشيء مرات ومرات يزيد الشجاعة والقدرة على المواجهة بشكل أكبر، وهذا ما حدث مؤخرًا.
كيف اكتشف مثليته الجنسية؟
قال عبد الله ردًا على هذا السؤال، أنه كان يلحظ أن البعض يصفه بكلمات غريبة، وأنه اكتشف الأمر من خلال قسوة الآخرين عليه، مشيرًا إلى أن الكثيرين حاولوا اغتصابه والتحرش به عقابًا له لكونه مثلي الجنس.
وأوضح أنه حين زار المغرب وتم دعوته لحضور أحد البرامج التلفزيونية للحديث عن تجربته الأدبية، لم يفصح عن مثليته، وأنه هو بطل قصصه التي تحكي عن المثلية، وبعد أن عرفوا أصبح مشهور بالمغرب ولكن الكثير حاكموه دون حتى أن يقرأوا كتاباته أو يعرفوه.
لافتًا إلى أنه حاول الانتحار وهو في سن الثالثة عشر، للتخلص من حياته بالكهرباء، بعد أن واجه صعوبات بالغة في أن يتقبله الآخرون، ولكنه نجا من هذه المحاولة، وحين استفاق شعر وكأنه مات وعاد للحياة مرة أخرى.
وعن أمه، أوضح أنها لم تكن تعرف القراءة والكتابة، وترتب بمجتمع مغلق ومن ثم لم تتقبل فكرة أنه مثلي، وحاول مخاطبتها بجواب يشرح لها فيه ما يشعر به، ولماذا أصبح هكذا، لكنها لم تتفهم، وأنه يعذرها وأن هذا الفعل خارج عن إرادتها للأسباب التي سبق ذكرها، ولأنها كانت مُجبرة على التفكير على النحو الذي تفكر عليه، لأن طريقة تفكيرها كان نتاج ظروف وسياق ثقافي محدد. وبعد وفاتها بدأ باقي أعضاء عائلته شيئًا فشيئًا بتقبلونه كما هو، مؤكدًا أن الكتابة والصحافة ساهموا في أن يشفى داخليًا مما تعرض له.
جدير بالذكر أن عبد الله الطايع هو كاتب مغربي من مواليد مدينة سلا، عام 1973 يعد أول كاتب مغربي يعلن عن مثليته الجنسية في سيرته الذاتية، وهو بالطبع ما يعد أمرًا مثيرًا للجدل في بلد عربية.
أعماله
حمرة الطربوش 2004
جيش الإنقاذ 2006
المغرب بين 1600و1990 ألفه بمعية فريديريك ميترن وزير الثقافة الفرنسي 2007
رسائل إلى شاب مغربي 2009
يوم الملك (رواية أثارت الجدل لجرأتها في الحديث عن شخصية الملك الراحل الحسن الثاني) حصل بفضلها على جائزة فلور 2010