تغيير المبادئ
د. مينا ملاك عازر
٢٥:
١٢
م +02:00 EET
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
لما فشلوا بقدر ما في السيطرة على أدمغة المصريين، وبث مبادئهم التكفيرية الكارهة للآخر بنسبة ما في نفوس الكثيرين من الشعب المصري، حين فشلت أموالهم في جعل جيل كامل يتسلف الفكر، يكفر الآخر، وحين سقطت محاولاتهم على الأرض منذ السبعينيات، منذ التعاون مع الرئيس المؤمن، بعودة المصريين الذين يعيشون في أراضيهم وتحت هواهم التكفيري إلى مصر، حاولوا التواطؤ مع الدولة، فأبى النظام المباركي حينها، بيد أن من تلاه من الإخوان تعاطف وتواطئ مع التيارات السلفية التي كونوها في مصر، لكنهم لم يرضوا بذلك التواجد الفكري في البلاد، لم يقنعوا بسيطرتهم على الشارع، إذ رأوا في المصريين بقية تَفتح واحترام للآخر، شعروا أنهم لم يسيطروا على الكل، لم يكتفوا بشراء الحكومات وبتكميم الأفواه بالخوف من قوة تيارهم السلفي وفتاويهم الإقصائية، شعروا أنه لا يكفي تكبيل البلد بديون ومعونات ومنح، أدركوا أن حتى بترولهم لا يكفي للي ذراع الشعب الذي رفض التخلي عن تيران وصنافير، وقاتل لآخر رمق في المحاكم رافضاً لهم وكارهاً في تسلطهم.
فوجدوا الفرصة سانحة في مزاج الشعب المصري ليس في الحشيش -ما عاذ الله- لكن في الكرة التي يقدرها ويهتم بها المصريون، حينها وحينها فقط حاولوا التعاون والسيطرة علي النادي الأهلي، والكابتن الخطيب ذو الشعبية الجارفة، خاصةً بثقله الإداري الذي أضيف لتاريخه الكروي، لكنهم لم يفلحوا لأنهم أغضبوا بحماقتهم وبأموالهم الطاغية جمهور النادي المنافس، ولتصادم أطماع الطرفين، حصل فركش كبير أوي، التقطه الرجل البرجماتي مرتضى منصور رئيس النادي المنافس واستغل هذا الخلاف، وأحبوا فيه برجماتيته واستعداده لبيع الأرض بتاعة النادي، إذا كان هذا في سبيل إشباع نهم جمع الأموال والتباهي بمشاريع وإنجازات يسد بها أفواه المهاجمين له، فابتاعوا منه اللاعبين الأساسيين في الفريق والأعمدة الدولية، ولم يأبه بهذا، وجهز المبررات التي تسوق لخطأه الإداري هذا، ثم عادوا وتصالحوا مع النادي الأول ومسؤوله، وأثناء هذا قرروا بأن يكون لرجال محمد بن سلمان -حسب وصفهم لأنفسهم- الآن نادي يدعموه ويجلبوا له الصفقات من الجميع بأموالهم- نادي بيراميدز- فغيروا من مستوى سوق الانتقالات، وأوجدوا لنفسهم مستوى آخر من المنافسة في الشراء والتعامل مع الحكام بالدولار، لعل هذا يجعل ولاء الحكام لهم بعد أن كان للنادي إياه طوال أكثر من خمسين عاماً، ولعل الدولة تدعمه كما دعمت النادي إياه، ولكنهم شعروا أنه لم يزالوا ينقصهم الجماهيرية، الحلم الذي فعلوا كل هذا لأجله فطالبوا المصريين كاشفين عن فكرهم بأن يغيروا مبادئهم، فهل يغير المصريين مبادئهم؟ ويفلحوا هؤلاء بالأموال المتحركة والحالمين بالتأثير على المصريين، وبث أفكارهم الإقصائية التفتيتية والهدامة أم ينجح المصريون في إفهامهم إنهم إن فلحوا في شراء المسؤولين في الأندية واللاعبين وحتى اراضي الأندية لن يفلحوا في شراء مزاج المصريين ودفعهم لتغيير مبادئهم، أم ماذا سيحدث؟ فهذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
المختصر المفيد الفلوس لا تغير كل شيء.
الكلمات المتعلقة