مابين الإختطاف والإحتجاز
بقلم: زكريا رمزي
خير وسيلة للدفاع هو الهجوم ، مبدأ حربى وقد يستخدم فى الالعاب الرياضية الجماعية لكن عندما يتسع إستخدامه ويصل إلى المعاملات اليومية مابين الفئات والمجموعات المختلفة داخل المجتمع ، فإننا نصل إلى ماينذر بتدنى المستوى الأخلاقى والقيمى الى أبعد الحدود ونتخطى الغاية التى تبرر الوسيلة ، مررنا بأيام عصيبة تبارينا خلالها الإتهامات مابين أطراف عديدة فى المجتمع وكأننا فرقاء ولسنا أبناء وطن واحد ، وساد مبدأ التخوين وعلت نبرة عدم المصداقية مابين كل طوائف المجتمع ، إنها الحرب النصف باردة بين الجميع ولعل أخطرها هى الطائفية ، فمن عيوب المجتمع المصرى أننا نقف بجانب من ننتمى اليهم حتى ولو كانوا على خطأ ، إنها العصبية التى قادتنا سنين وسنين الى أن وصلنا الى هذا الحال . الطائفية التى إنتابت المجتمع فى الفترة الاخيرة تمثلت فى توجيه الإتهامات من كل طرف للآخر ،ولعل أخطرها أن هناك تيار اسلامى تبنى قضية عجيبة الشكل ألا وهى الدفاع عن المسلمين الجدد وتحرير الأسيرات ( فقط ) المسلمات من سجون الكنيسة ـ كما يدعون ـ وفى هذا تعرضت الوحدة الوطنية والسلم العام والكنيسة الى العديد من المشكلات الخطيرة كان آخرها فتنة امبابة ، والغريب فى الامر أن هذا الموضوع تخصص فيه مجموعة من مشايخ هذا التيار وخصصت حلقات طويلة فى قنوات فضائية تابعة لهم عنه ، وتم شحن الرأى العام بأن الكنيسة بها سجون وأسلحة وأشياء من هذا القبيل لا يصدقها الا شخص يملك من الكراهية والحقد على الاخر يجعله يكيد له المكايد حتى يفتك به ، فكيف تصلى الكنيسة من أجل سلام الافراد والبلاد والعالم وتخزن الأسلحة فى نفس الوقت ؟، وكيف توصى الكنيسة أبناءها أن يحبوا أعدائهم وفى نفس الوقت تجهز لهم السلاح لكى ينقضوا عليهم ، وكيف للكنيسة أن تحتجز أسيرات رافضات الاستمرار فى المسيحية وهى التى تؤمن بأن الخراف الضالة ليس لها نصيب مع المؤمنين وأن الانسان بلاعذر , وكل شخص مسئول عن خلاص نفسه . من هنا يتوجب على هؤلاء مراجعة دعوتهم الباطلة على الكنيسة الوطنية التى لم تضع بأقدامها فى طريق الزيف منذ شيدت أساساتها والى المنتهى . أما الشق الثانى من الموضوع هو إتهام بعض المسيحيين بقيام جماعات منظمة بإستقطاب الفتيات القاصرات عن طريق أساليب ملتوية ، فالموضوعات تكاد تكون متشابهة من حيث أن سن الفتاه من 14 الى 24 سنة ، وأنها تعيش حياة عادية مع أسرتها ثم فجأة تختفى بين ليلة وضحاها ، ثم يظهر لها فيديو على اليوتيوب بأنها أشهرت إسلامها عن قناعة ، والغريب أن كلهن يظهرن بنفس الزى . وهنا لابد أن تدور لدى المتلقى العديد من الأسئلة التى لا يوجد لها إجابات . ما سر هذا التشابه فى كل الحالات التى تسلك هذا الطريق ؟ لماذا تعتمد هذه العمليات على الفتيات والصغيرات منهن فقط ؟ ألا يوجد شباب مسيحى مثلا يسلك نفس هذا الاتجاه ؟ وهل للقانون قيمة فى مثل هذه الحالات وهو يجرم هذا الأمر ؟ وهنا تستخدم هذه التيارات أسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع بمعنى أنها تهاجم الكنيسة وتتهمها بكل التهم السابقة حتى تجعل الكنيسة فى موقف الصامت أمام هذه الإنتهاكات , ويعيش المجتمع مابين الاختطاف والاحتجاز قصص درامية ومأساوية لا يشعر بها إلا من يفقد ابنته تحت شرعية الدفاع عن الدين
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :