أحزاب ما بعد الثورة ومأزق التواصل مع الشارع
حمزة: معظم الأحزاب المكونة بعد الثورة تأسست بطريقة فوقية
العيسوي: مهمتنا تصحيح الأفكار المغلوطة التي يروج لها أعداء الاشتراكية
الخراط: عقدنا أكثر من 700 مؤتمرًا شعبيًا وهدفنا العدالة الاجتماعية
حامد: "ساويرس" ليس الممول الوحيد للحزب فهناك 25 متبرعًا
لطفي: الشارع سيكتب برنامج الحزب
كتبت: تريزة سمير
نظمت مؤسسة "وطن واحد للتنمية والحريات"، مساء الأحد 3 يوليو، بنقابة الصحفيين، ندوة بعنوان "الأحزاب السياسية.. هل تذيب الجليد بين النخبة والشارع؟". "حنان فكري "– رئيس مجلس أمناء المؤسسة أنها معنية بالدرجة الأولى بقضايا المواطنة والحريات وحقوق الإنسان.
البلطجة ودورها السياسي
أوضح ممدوح حمزة -الخبير العالمي والناشط السياسي- أن بعد الانفلات الأمني أصبح للبلطجية دورًا في اللعب بالسياسة، ولاسيما في تشكيل الأحزاب، لتصبح السياسة ضد الثورة، باعتبارها منوطة بأهداف، ولازالت لم تتحقق بعد. وللأسف معظم الأحزاب المؤسسة بعد الثورة تكونت بطريقة فوقية، ومن وجهة نظر الشارع بطريقة عشوائية، فبدأت من القمة بدلًا من القاعدة، وهذا أمر غير مقبول ويمكن تصحيحه.
مساوئ قانون الأحزاب
انتقد حمزة قانون الأحزاب الجديد، بتهميشه للطبقات الكادحة، وحرمانهما من تشكيل أحزاب، بوضع اشتراطات يصعب على فئات كبيرة من الشعب المصري استيفائها، من ضرورة الحصول على خمسة آلاف توكيل، ونشر قائمة المؤسسين بالصحف، وهو ما يتطلب إمكانيات طائلة قد تصل لمليون جنيهًا، لتصبح النتيجة وجود أحزاب إما دينية لما لديها من أموال طائلة، مع سهولة تواصلها بالشارع من خلال شيخ الجامع، أو أحزاب ليبرالية، وهي بحق بمأزق ما لم يكن لديها مؤتمرات شعبية على مستوى الدوائر أسبوعيًا، للتوعية السياسية مع قياس نبض الشارع.
وشدد "حمزة" أن للأحزاب دور بنزولها الشياخات والمدن خارج القاهرة لسماع مشكلات الناس "الشعب مش هياكل دستور ولا هياكل برنامج حزب، الشعب محتاج عيش نضيف وأنبوبة بوتاجاز". مشيرًا إلى الأوضاع السيئة التي تعاني منها قرى بأكملها بدون مستشفيات أو وحدات صحية أو أطباء، وغيرها من المشكلات التي يحتاج الشارع لمن يعبر عنها.. وتساءل: هل تستطيع الأحزاب المكونة التلاحم مع البسطاء ومعدومي الدخل؟!.
أفق اشتراكي
الدكتور "إبراهيم العيسوي" -رئيس حزب التحالف الشعبي- تحدث عن صعوبة المرحلة الانتقالية، مؤكدًا أن الاشتراكية ستحقق الهدف، من خلال جمهورها من العمال والفلاحين والفقراء والمهمشين وكل الفئات المحرومة بما فيها الطبقة الوسطى، التي عانت كثيرا فى ظل النظام السابق.
واستطرد: مهمتنا تصحيح الأفكار المغلوطة التي يروج لها أعداء الاشتراكية، ببذل جهد مضاعف بمخاطبة الجمهور عن مشكلاته، وأهمية الدفاع عنه. ونعتمد بقدر كبير على دور الشباب، ونسعى لإسناد المناصب القيادية بالحزب إليهم، على أن ينحصر دورنا كمجلس أمناء استشاري، لتعود المسئولية الأساسية للشباب.
مصاعب أمام الأحزاب
أوضح "العيسوي" أن أهم ما تواجهه الأحزاب من عراقيل بشكل عام يكمن في غياب الأمن، والضغط في مسألة الوقت لتأسيس أي حزب، في ظل القيود التي فرضها قانون الأحزاب الجديد، من سفر لمحافظات للحصول على 5000 توكيل من داخل 10 محافظات، وإعداد مطبوعات، وإنشاء موقع إليكتروني.. أيضًا كثرة وجود أحزاب بمرجعية واحدة تستهدف جمهور واحد، يخلق ارتباكًا شديدًا لدى الجمهور، وكان من المفترض تنسيق الجهود، وغيرها من المشكلات التي تشكل عبئًا حقيقيًا في إنجاز كافة المتطلبات في وقت قياسي، في ظل محدودية التبرعات، مما يمثل عائقًا كبيرًا.
عدالة اجتماعية
اختلف د. "إيهاب الخراط" – عضو المكتب التنفيذي للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي- مع الدكتور "ممدوح حمزة" في الرأي قائلا: الترابط مطبق بالفعل، أعمل مع د. "مصطفى النبراوي" على برنامج التوعية بحقوق الإنسان، ومن خلال حملاتنا بالمحافظات ساهمنا في توعية المواطنين بحقوقهم وعدم التنازل، كذلك عقدنا أكثر من 700 مؤتمرًا شعبيًا منذ مارس الماضي حتى اليوم، وحاليًا نعد رابطة لبحث مشكلات الناس لتحقيق العدالة الاجتماعية، لذا أرفض أن تلصق بنا صفة الفوقية، التي هى فى رأيي ليست مبنية على أساس، فنحن حزب له قاعدة في الشارع. كما أن مبادىء الحزب تركز على فكرة العدالة الاجتماعية، والحرية، والديمقراطية، والتضامن، فهدفنا الوقوف بجانب الفئات المطحونة.
واتفق مع في الاعتراض "محمد حامد" – ممثل حزب المصريين الأحرار- موضحًا: بعد إزاحة النظام السابق وإسقاطه جاءت فكرة تأسيس الأحزاب. وفي اعتقادي أن النظر لعدد أعضاء أي حزب هو بمثابة نجاح لتواصله مع الشارع، فمثلًا حزب "المصريين الأحرار" وصل عدد أعضائه 60 ألف عضوًا منهم 14 ألف توكيل، وهي بالطبع خطوة يعول عليها في قياس مدى تواصله مع الشارع من عدمه، إلى جانب ما يعقد من مؤتمرات شعبية، سواء في الوجه البحري أو القبلي، ولدينا آليات للتواصل مع اتحادات النقابات والجامعات، مستطردًا أن الاحزاب كافة لم تكن لديها مشكلة للتواصل، وإنما إجراءات التأسيس مرهقة.
وعن موقف الحزب مما ينسب إليه من تزاوج المال والسياسة من جديد بسبب مؤسسه الأول المهندس "نجيب ساويروس" قال: هو ليس الممول الوحيد للحزب، فهناك 25 متبرعًا.. وتم جمع تبرعات 6.5 مليون جنيه تقدم كخدمات للمواطنين، كذلك نجد أن الـ 60 ألف عضو غالبيتهم من المهنيين والشعبيين وأقلية من رجال الأعمال.
برنامج من الشارع
"إسلام لطفي" تحدث عن حزب "التيار المصري" مؤكدًا أنه قائم على الشباب نشطاء ثورة 25 يناير، وليس لديهم نخب. وأنهى لا يستطيع قياس مدى شعبية الحزب من عدمه، لكون الحزب -على المستوى الرسمي- لم يحصل سوى على ألف توكيل، في حين أنه كسب تأييد ألف أخرى.
وعن التواصل مع الناس قال لطفي: قررنا ألا نكتب برنامج الحزب قبل النزول للشارع ومعرفة ما يريده الناس لكتابته. والمشكلات قد تبدو على أيه حال بسيطة، ولكن ما ينقصنا هو تنسيق الجهود من خلال متخصصين لإعداد برامج للتطبيق وهو ما نسعى إليه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :