حلقة جديدة من سقوط الدولة والقانون في جمهورية المنيا المستقلة ! !
يوسف سيدهم
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٨
بقلم: يوسف سيدهم
أعرف أن هذا الكلام مكرر, لكن ما العمل والأحداث بنفس الشكل تتكرر؟… والدولة بنفس التقاعس تتخاذل!!… والإدارة بنفس اللامبالاة تغيب القانون!!… والأمن بنفس العجز يكافئ المنفلتين!!… وتسألون لماذا يستقوي المتشددون؟… لأنهم لا يجدون من يردعهم ولا يشعرون بصولجان القانون ولا يصطدمون بهيبة الدولة, فلا لوم عليهم إن دأبوا علي تكرار ذات السيناريو البغيض للتجمهر والتظاهر رفضا لكنيسة للأقباط, فالنتيجة باتت معروفة سلفا: تتحرك قوات الأمن للحيلولة بينهم وبين الكنيسة في مشهد ظاهره حماية الكنيسة لكن حقيقته احتواء أولئك المتجمهرين وتهدئتهم وإقناعهم بمغادرة المكان بعد وعد بإغلاق الكنيسة!!…
وعلي الجانب الآخر امتصاص غضب الأقباط بادعاء أن الغلق إنما يحدث لحمايتهم مؤقتا حتي تمر العاصفة… لكن العاصفة لا تمر وتظل الكنيسة مغلقة, وكيف
ستمر إذا كان المتشددون حصلوا علي غايتهم وعرفوا أن الدولة والإدارة والأمن أزاحوا جانبا هيبتهم وكرامتهم وقانونهم وانصاعوا لضغوطهم؟!!
ولا تسألني عن قانون بناء الكنائس…. ولا تبحث عن تشريعات تقنين أوضاع الكنائس غير المرخصة… ولا تذكرني بالتعليمات الرسمية الصادرة بعدم إغلاق أماكن الصلاة التي تقام فيها الشعائر والتي تم قبول أوراقها في لجنة تقنين أوضاع الكنائس… فالمسكوت عنه في كل هذه التشريعات أنها سارية طالما لم يعترض أحد وطالما لم يتظاهر أحد وطالما لم يتجمهر أحد… أما إذا حدث ما يهدد الاستقرار أو يعكر صفو السلام الاجتماعي بغض النظر عن كونه يحدث علي يد متطرفين ومتعصبين ومنفلتين, فالحكمة الرسمية تقتضي الخضوع لهم وتأجيل الذود عن القانون أو تطبيق التشريعات!!!
آخر حلقات هذا السيناريو الكريه تنشرها وطني في هذا العدد تحت عنوان: القصة الكاملة لتجمهر أهالي عزبة سلطان بالمنيا لرفض مبني كنسي جديد… الأمن يغلق المبني الجديد والأقباط يصلون في المبني القديم إعلاء لكلمة المتشددين!! والأحداث بكل تفاصيلها كئيبة وبائسة ومكررة… وحتي مكان حدوثها في محافظة المنيا هو نفسه بات واقعا معروفا وكئيبا وبائسا… ومسكوتا عنه!!!
عدت إلي ما سبق أن كتبت عن هذا الواقع البائس المتكرر والمسكوت عنه فوجدت رصيدا يستحق التوثيق ويشهد بتراكم الإحباط والمرارة:
** 17 يونيو 2018- متي يتصدي الرئيس السيسي لملف المتشددين والكنائس؟
** 13 مايو 2018- قرار رسمي بفك أسر ثاني مجموعة من الكنائس.. وتظل العبرة بالتطبيق!!
** 4 مارس 2018- قرار رسمي بفك أسر أول مجموعة من الكنائس.. لكن تظل العبرة بالتطبيق!!
** 4 فبراير 2018- إذا كنا نستحي من كشف عوراتنا بالخارج.. فلنتصد لعلاجها!!
** 21 يناير 2018- إخطار رسمي بفتح الكنائس المغلقة.. لكن تظل العبرة بالتطبيق.
** 31 ديسمبر 2017- كشف حساب عام مضي: حقوق الأقباط في الصلاة: إيجابيات.. وإحباطات!!
** 26 نوفمبر 2017- في انتظار تقنين الأوضاع.. استمرار مسلسل التحرش بالكنائس!!
** 5 نوفمبر 2017- رغم أنف القانون.. الأمن يغلق مباني كنسية تنتظر توفيق أوضاعها!!
** أول أكتوبر 2017- تقنين أوضاع الكنائس غير المرخصة.. أغلق باب تقديم الأوراق وبدأ العمل.
** 3 سبتمبر 2017- ألا يدرك الرئيس السيسي أن المنيا تغلي فوق صفيح ساخن؟!!
** 4 يونيو 2017- ردع الدولة لإرهاب الخارج يجب أن يسري علي إرهاب الداخل.
** 2 أبريل 2017- قانون بناء وترميم الكنائس يتعثر في نجع رزق شنودة بسوهاج.
** 4 ديسمبر 2016- قبل قانون بناء الكنائس.. أين الحق الدستوري للأقباط في الصلاة؟!
** 27 نوفمبر 2016- قانون بناء وترميم الكنائس.. هل كفل يسرا أم أضاف عسرا؟!!
*** كفاية؟.. واللا عايزين تاني؟.. الرصيد المرير متواصل ومتراكم وبائس.