الأقباط متحدون - لو عَيّنَ« فاروق» «نجيب» وزيرًا للحربية.. ما قامت الثورة!!
  • ٠٠:١١
  • السبت , ٢٨ يوليو ٢٠١٨
English version

لو عَيّنَ« فاروق» «نجيب» وزيرًا للحربية.. ما قامت الثورة!!

مقالات مختارة | مدحت بشاي

٥٤: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٨

مدحت بشاي
مدحت بشاي

تمهل عزيزى القارئ الناصرى والاشتراكى وابن زمن ثورة يوليو المجيدة المنتمى إليها، لا تتسرع بإعلان غضبك من «العنوان» ومن كاتب تلك السطور، فهى فرضية ساقها أحد أهم فرسان وضباط الثورة والرمز التنويرى التاريخى د. ثروت عكاشة عبر حديث صحفى، أجرته معه جريدة «الأخبار» القاهرية بمناسبة مرور نصف قرن على قيام الثورة..

لقد وضعت ذلك التصريح على صفحتى «الفسبوكية» دون وضع اسم قائله لأعرف وقع تلك الفرضية ومدى تقبل بُعدها السياسى على قارئها، فنالنى ما نالنى خلال أقل من ساعة سكن فيها التصريح صفحتى من عبارات الغضب وصل حد السباب غير اللائق والاتهامات الحنجورية المتسرعة، بل وطردى من رياض بعض صفحاتهم البديعة الوطنية إلى غير رجعة، وحتى بعد وضع اسم صاحب الافتراضية!!.. فقد عبروا- وأوافقهم- عن إيمانهم بقدر الرجال الأحرار وبمدى تصميمهم على إسقاط النظام الملكى فى حينه.. وكتبوا «قالوا عليها انقلاب محدود أو حركة مباركة هى لايمكن تكون (فنكوش) دعائى لابتزاز ملك، وعندما يغدق هداياه يحدث التراجع عن إشعال فتيل الثورة»!!

وقبل أن نظلم ذلك الفارس النبيل وأعظم وزير للثقافة عبر تاريخنا الحديث دعونا نتفهم مقصده، أعرض نصًا ماجاء على لسانه كاشفًا عن قدر رائع من التوفيق العجيب الذى صاحب قيام الثورة «لو أن الذكاء واتى فاروقًا لعَينَ محمد نجيب بعد أن انتُخب رئيسًا لنادى الضباط وزيرًا للحربية فلربما كان فى اختياره ما قد يُرضى به الضباط، ومما لا شك فيه أن محمد نجيب كان سيستجيب وهو وزير للحربية لمطالب وطنية وسياسية هى كل ما كان يبغيه الضباط الأحرار وقتذاك، ومن يدرى فلعله إذا كان قد تم هذا لكان للتاريخ مسار آخر غير ذلك المسار الذى اتخذه».

لقد بتنا نصادر- للأسف- حق بعضنا فى التفكير ووضع الفرضيات والبدائل للدراسة والتدقيق والتمحيص وتأمل فصل ومرحلة هامة من تاريخنا، حتى لو صدر ذلك من قبل أحد صناع تاريخ تلك الفترة!!

نعم، وفارسنا النبيل لا ينسى اللحظات الحاسمة التى أبلغه فيها عبدالناصر بموعد الثورة: بعد حريق القاهرة، عندما زاره ومعه عبد الحكيم عامر فى منزله، وتأكيد ناصر على أنه قد آن الأوان للقيام بالحركة مع تقدير الموقف من الناحية العسكرية واستعراضهم فى تلك الجلسة شتى الاحتمالات، ومنها توقع تدخل جيش الاحتلال البريطانى بما يملك من أسلحة وقوة نيران واتجاه ضربته الرئيسية، والموازنة بين هذا وما بين ما لدى الأحرار من خطط وأسلحة، وعلى الرغم من رجحان كفة العدو، فقد وافق الثلاثة على مواجهة الموقف بمخاطره ومصاعبه.. تلك كانت «فرضية عكاشة» وما كان يعنيه أحد أحرار يوليو، وذلك موقفه وقراره الثورى.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع