الأقباط متحدون - كوني مثقفه
  • ١٨:٤٦
  • الجمعة , ٢٧ يوليو ٢٠١٨
English version

كوني مثقفه

مقالات مختارة | بقلم: دينا السعداوي

٥٢: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨

كوني مثقفه
كوني مثقفه

القراءة عالم بلا حدود تفتح آفاق الذهن البشرى على عوالم أخرى مختلفه وبعيده عما يألفه من لا يقرأ، فالإنسان عدو لما يجهل وإذا كانت القراءة تعنى المعرفه والفهم فالذالك هى النور الذى يبدد ظلام الجهل ،ومن المؤسف يا عزيزتى فى مجتمعاتنا العربيه أن أفهموكى أن سلاح الأنثى فى ضعفها فصنعوا بذلك جيل من الفتيات التى تتقبل القهر المجتمعى والذكورى

فكم من فتاه سمعت العباره الشهيره التى تنهى عن قراءة كتاب أو مجله وإستغلال وقتها أفضل فى تعلم الطهى وكم من فتاه تعلمت أن لا تقرأ سوى كتب دراستها فقط

هؤلاء يدركون جيدا أن الثقافه هى سلاحك الحقيقى، ولكنهم يريدون أن تكونى طيعه لا تجادلى ولا تناقشى فبالقراءة سوف تكتسبى المعلومات والمعرفه التى تجعلك قويه تناقشى من يختلف معكى بدلا من قول سمعا وطاعه، أليس بقراءتك فى دينك الذى تعتنقيه ستتمكنى من معرفه حقوقك ووجباتك؟!؛ وتتمكنى من التفكير فى مقاصد الله الحقيقيه وراء كل أمر له؟! ، إذن أنتى هكذا سوف تنتزعين حقوقك من رجال الدين وكهنته محطمه بذلك قيود الكلمه الشهيره (حرام)، فعندهم كل شئ حرام للمرأه لتكون تلك الكلمه كالسحر بالنسبه للجاهلات لينصاعوا لرغبات كهنة الأديان، ولكن بالمعرفه وحدها سوف تناقشى وتجادلى لتنتزعى حقوقك إنتزاعا لذلك أغلب هؤلاء الكهنه لا يوافقون على إكمال الفتيات لمراحل تعليم متقدمه لإنهم يخشوا من قوه المعرفه التى سوف تكتسبها والتى ستكون سلاحها القوى فى وجوههم ، فصنعوا جيل من الجوارى التى تردد كلمه آمين وراء كل رأى أو فتوى لهم؛ معتمدين أن أغلب الفتيات لا تقرأ ولا تبحث لتعلم الحقيقه بنفسها، فيعرضون لها رأى واحد فقط من التفاسير المتشدده التى تناسب مايريدون أن يجعلوا عليه المرأه حاجبين عنها كل الاراء والتفاسير الاخرى حتى لا يتركوا لها حق الإختيار أو الإختلاف او حتى حق الرفض،

فعلى كل أنثى تعيش فى ظل مجتمعاتنا العربيه أن تستنشق من كل بستان زهره ؛ وما أجمل بستان القراءه فى التاريخ لتكونى يا عزيزتى على يقين إنك منذ قديم الأزل رمز الوجود وأساس الكون ومنذ الحضارات القديمه كنتى من الالهه التى تعبد وكنتى الملكه القويه التى تقود حضارات عظيمه فأنظرى لمثيلاتك من النساء كن ملكات عظيمات الشأن فمن لا يفتخر بالملكه (كليوباترا) التى حكمت مصر وسحرت كل الرجال الذين تعاملوا معها ؛ ليس فقط بجمالها كما يظن البعض أو كما يشاع بل بذكائها ومهاراتها المختلفه فكانت تتقن العديد من اللغات المختلفه كما تمتعت بشخصيه قويه متميزه مكنتها من قياده الجيوش فى سن الواحد والعشرين من عمرها ؛و أشتهرت فترة حكمها بالإستقرار والسلام وايضا مكافحه الفساد، تعرفى على الملكه (زنوبيا) من صفحات الكتب وتعلمى منها القوه فتلك الملكه العظيمه التى حكمت بعد وفاة زوجها قد قامت بقيادة جيوش مملكة (تدمر) لتغزو مصر وآسيا الصغرى وكانت (زنوبيا) تشرف بنفسها على عمليات التوسع والإنشاء وتنتقل على ظهر فرسها مرتديه ملابس الرجال لتؤسس دولتها بعزيمه يرهبها الرجال أنفسهم ؛

أبحثى فى العلوم المختلفه وإنظرى كيف يصنع العلم والتكنولوجيا دول عظيمه لا تقهر بسهوله كما أن بالعلم يتم إستكشاف الفضاء وحل بعض ألغازه إستخدمى القراءة فى الإبحار لعوالم مختلفه سافرى مع (كريستوفر كولمبس) شاركيه أول أكتشافاته جزر (الباهامس) المسماه إينذاك بجزر(سان سيلفادور)، وحلقى فى السماء مع حلم الطيران( لعباس أبن فرناس) وفى النهايه أهبطى يا عزيزتى بسلام فوق قمة إفرست أعلى جبال العالم مع أول شخصين نجحا بالفعل فى بلوغ أعلى قمته( إدموند هيلاري) و (تينسينغ نورغاي) ؛ أقرئي ولا تتوقفى عن القراءة فهى قوة عقلك وسلاحك الذى يكسبك المعرفه ؛ وبالثقافه والمعرفه فقط تستطعين قهر الخوف وقهر الموروثات الخاطئه وقبل كل ذلك تستطيعين قهر ضعفك لتكونى قويه كما ينبغى على أى أنثى أن تكون .
نقلا عن صوت العلمانية

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع