الخسوف والكسوف عند الفراعنة.. كيف تمت أول محاولة لرصد ظهور القمر الدموي بمعبد دندرة بقنا؟ | صور
أخبار مصرية | الاهرام
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨
يؤكد الأثريون أن المصرى القديم، عندما شاهد ظاهرة القمر الدموى فى الخسوف اعتقد بأن هذا الدم ناجم عن قتل أوزيريس (زوج إيزيس) على يد أخيه الشرير "ست" كما يؤكدون أن الخسوف الكلى عند المصريين كان مرتبطا عادةً ببدر التمام (قمر 14) فقد حرص المصرى القديم على إقامة عيد خاص بمنتصف الشهر القمرى عُرف باسم عيد "سمدت" وكان غرضه من ذلك العيد هو الابتهال لإله القمر ليدفع نفسه بعيدًا عن ظل الأرض ليخرج القمر من مرحلة الخسوف.
ويشهد العالم، اليوم الجمعة، ظاهرة الخسوف الكلي للقمر لأطول مدة منذ أكثر من 100 عام، ويستمر خسوف القمر مدة ساعة و43 دقيقة. مع بقائه داخل سطح الأرض؛ بسبب تقاطع الشمس مع القمر فيتحول لون القمر إلى اللون الأحمروهو مايعرف بظاهرة القمر الدموي نسبة إلى اللون البرتقالي المائل للاحمرار الذي يكتسي به سطح القمر والذي يعتبر مصدره الأساسي هو انعكاس أشعة الشمس.
.وقال هاني ظريف، الآثري الفلكي في تصريح لــ"بوابة الأهرام "إن الفلكيين القدماء فى مصر القديمة عرفوا دورة ساروس وهى الدورة القَمَرُية العظيمة، مشيرًا إلي أن المصريين اهتدوا أنه خلال فترة 18 عامًا، يحدث تكرار لجميع الكسوفات الشَّمْسُية والخَسَوفَات القَمَرُية، مضيفاً أن أول تسجيل دقيق لظهور القمر الدموي، تم تصويره علي جدران معبد الآلهة حتحور بقرية دندرة غرب قنا وكان في يوم 25 سبتمبر عام 52 قبل الميلاد، واستمر لساعات طويلة، مضيفاً أنه من خلال استخدامنا للبرامج الفلكية المتخصصة للرجوع بالزمن للوراء من خلال البرامج الفلكية ثبت أن كسوف عام 52 قبل الميلاد بدأ ليلة 25 الساعة 10:22 مساءً وانتهى فجر يوم 26 الساعة 4:44 فجرًا، أى استمر لساعات طويلة وقد وصل لأقصاه الساعة 1:33 فجراً.
وأوضح أن معبد دندرة صور كسوفًا شمسيًا حلقيًا قد حدث فى يوم 7 مارس في عام 51 قبل الميلاد ببرج الحوت، حيث بدأ الكسوف الشَّمْسُى الساعة 1:52 ظهراُ وانتهى الساعة 3:27 ظهرًا، أى استمر أكثر من ساعتين ونصف ووصل لأقصاه الساعة 3:14 ظهراً.
وأكد ظريف أن معبد إسنا بمحافظة الأقصر قد صور أوجه (أو أطوار) القمر على سقف المعبد، فيما تم تصوير آلهة أيام القمر من المحاق إلى البدر بمعبد دندرة بمحافظة قنا،لافتا إلى أن الفلكيين القدماء فى مصر القديمة كانوا بارعين بما فيه الكفاية، ليكتشفوا أن خسوف القمر، وكذلك كسوف الشمس يمكن أن يحدثا فقط عندما يكون القمر قرب مسار الشمس الظاهرى في السماء، وهو ما يدل على ريادتهم فى علم الفلك منذ غابر الأزمان.
.في العصر الحديث وفي عام 1882م في بدايات الاحتلال البريطاني شهدت مصر كسوفاً كلياً للشمس، مما أدي للظلام في وضح النهار، حيث رصدت جريدة الأهرام قيام قوات الاحتلال بمصر لدعوة كافة العلماء من أوروبا "فرنسا وإيطاليا" لرصده بالصور الفوتوغرافية قبل ارتحاله لصحراء العرب والعراق وإيران.
وأضاف هاني ظريف أن الأهرام رصدت وقائع الكسوف الكلي للشمس الذي حدث في شهر مايو عام 1882م حيث قالت " ذكرنا استعداد بعض الأوروبيين في مصر لرصد الكسوف الكلي الذي يحدث الشهر "المقبل"، وعلمنا أن الكسوف لن يمكث سوي دقيقة و12 ثانية عند الساعة 8 علي معدل دوران الساعة علي قطرنا قبل ظهور 17 مايو القادم، وهو يقطع الخط النيلي علي مقربة واحدة شمال الأقصر عند المنطقة التي رصد فيها كوكب الزهرة سنة 1874م، ثم ينتقل بعدها إلي صحراء العرب إلي ما يجاور بغداد وطهران، وسيلبث في العاصمة الإيرانية نحو دقيقة 43 ثانية، وسيري في جهات مرو، ولكنه كلما تقدم في الشرق أخذ في التناقص فلا يري في الجهات الصينية إلا كسوفا جزئيا".