هل يحقق طرح أراضِى المليون ونصف المليون فدان بـ"حق الانتفاع" المعادلة الصعبة؟
أخبار مصرية | الأهرام
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨
مشروع " المليون ونصف المليون فدان" أهم المشروعات القومية التي وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والذي يعد الخطوة الأولي لمصر في مجال مشروعات التوسع الزراعي الأفقي من خلال إطلاق مشروع الـ "1.5 مليون فدان"، الذي سيتم من خلاله تنفيذ كل مشروعات تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الفجوة الغذائية وتنمية الصادرات الزراعية، بالإضافة إلى دورها الأساسي في خلق مجتمعات عمرانية جديدة وتوفير فرص جديدة للعمل.
حق الانتفاع
وكانت شركة الريف المصري وهي الشركة المسئولة عن تنفيذ مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان بأن الشركة تعتزم طرح تلك الأراضي بنظام حق الانتفاع، وجاءت فكرة الشركة من منطلق توفير أكثر من شكل أو منتج جديد في أساليب لها.
وجاء حق الانتفاع لأراضى المليون ونصف المليون فدان بين مؤيد وعارض، لذلك قامت "بوابة الأهرام" باستطلاع أراء المختصين عن ماهية حق الانتفاع بما له وما عليه...
أساليب الطرح
في البداية يقول عاطر حنورة، رئيس مجلس إدارة شركة تنمية الريف المصري، والمسئولة عن تنفيذ مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان لـ"بوابة الأهرام": إن الشركة تعتزم طرح مساحات من أراضي المشروع بنظام حق الانتفاع، بهدف توفير أكثر من شكل أو منتج جديد في أساليب أطروحات الشركة بتنويع أساليب الطرح، بما يوفر كل الصور والآليات الممكنة التي من شأنها أن تناسب كل الراغبين في الانضمام بمشروع المليون ونصف المليون فدان على اختلاف إمكاناتهم ومدى استعدادهم المادي والفني، موضحًا أن هذا الشكل الجديد في الطرح سوف يشمل مساحات بمختلف مواقع الأراضي التابعة للمشروع لإعطاء المزيد من الفرص للراغبين في المشاركة سواء شركات أو أفراد.
تفتيت الرقعة الزراعية
ويرى حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، أن حق الانتفاع المطروح من الشركة المسئولة عن تنفيذ المليون ونصف المليون فدان، بهدف عدم تفتيت الرقعة الزراعية مثلما يحدث على مستوى أنحاء العالم، لافتًا بأن هناك عقبة وهي تغيير تفكير الفلاح المصري لتفضيله تملك الأرض بدل من أخذها بحق انتفاع وقد أري أن يكون الإقبال عليها ضعيفا لذلك أتمنى الإرشاد والتوعية والتحفيز وإعطاء ضمانات تعطى حافرا للفلاح على الشراء.
ويشير أبو صدام إلى عدم قبول الفلاح بحق الانتفاع وذلك لبلوغ سعر الفدان إلى 39.500ألف جنيه، الأمر الذي يجعل الفلاح يفكر كثيرًا لأن أراضي المليون ونصف المليون فدان صحراء تحتاج إلى تجهيزات لجعلها صالحة للزراعة وهذا سوف يكون عبئا على المشترى، مضيفًا أن تدنى مستوى المعيشة وأسعار المنتج الزراعي وغياب التصدير وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج كلها أسباب تؤدى إلى عزوف الفلاح عن شراء أراضي جديدة.
ولفت أبو صدام إن غالبية شباب الفلاحين يتركون مهنة الفلاحة ويتجهون إلى مهن أخرى تدر عليهم ربحا يضمن لهم حياة كريمة.
خمسة أفدنة
ومن جانبه أشاد النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، بمنح حق الانتفاع لأراضي المليون ونصف فدان، اقترح وإعطاء وتسهيل فرصة لـشباب الخريجين باستصلاح تلك الأراضي وشراء خمسة أفدنة منها وتوفير الدولة لهم لمستلزمات الإنتاج وضمان تسويق محاصيلهم مما يؤدى إلى إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة وتوسيع للرقعة الزراعية ويكون أولى خطوات على طريق تخفيض فاتورة استيراد مصر للمحاصيل الإستراتيجية، ولو لم يثبت جدية الشباب في الاستصلاح والتعمير تسلب منه قطعة الأرض وكذلك التأجير من الباطن.
رئة جديدة
وعلى الجانب الآخر يتفق الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي مع حسين أبو صدام نقيب الفلاحين منح حق الانتفاع للأفراد يجعل القبول عليها ضعيف وذلك المليون ونصف المليون فدان الريف المصري وذلك لطبيعة الفلاح المصري بتملك الأرض وإحساسه بالأمان والاستقرار.
ويرى الشافعي إلى إسناد حق الانتفاع لشركات متخصصة بشروط وآليات لتحقيق صالح الدولة والقبول بهذا الحق بعوائد إيجابية لزراعة صنف محدد ولفترة محددة ثم بعدها تعود الأرض للدولة، على العكس للأفراد فحق الانتفاع لهم بمثابة عدم استقرار إلا إذا تم منح مميزات كافية لإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة دون تحميل الدولة لأية أعباء وتخفيف الكثافة السكانية بالحضر وفتح رئة جديدة سواء للإسكان أو الزراعة أو مجتمع زراعي جديد.