هل أدوية الضغط مسرطنة؟!
مقالات مختارة | خالد منتصر
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨
صرّح الرئيس السيسى، أمس، أن مصر قد واجهت أكثر من عشرين ألف شائعة فى ثلاثة أشهر فقط. وأخطر الشائعات ليست شائعات السياسة والتموين والاقتصاد، إنما الأخطر والأكثر تدميراً هى الشائعات المتعلقة بالصحة. وللأسف التناول الإعلامى وطريقة تعامل وزارة الصحة مع الأخبار الطبية صارا كارثة، فقد تم نشر أنه قد اكتُشف أن مادة «الفالسارتان» (تُستخدم فى علاج ضغط الدم المرتفع وقصور القلب)، التى تنتجها شركة صينية، بها شوائب مسرطنة، وقد كانت بعض الشركات التى تنتج أدوية «generics» قد استخدمت هذه المادة الفعالة من هذه الشركة الصينية، وأصدرت وزارة الصحة بياناً بأسماء هذه الأدوية والشركات، مما أدى إلى خوف وبلبلة لدى المرضى والأطباء والصيادلة، خوفاً من أن يكون العيب فى مادة الفالسارتان عموماً، حيث لم تنشر الوزارة بياناً بالأدوية السليمة الخالية من هذه الشوائب، وبما أن شركة «نوفارتس» تنتج أدوية ضغط مهمة جداً هى «تارج، كوتارج، كوديوڤان، اكسفرچ، اكسفورچ HCT، إنتريستو» تحتوى على هذه المادة، فقد أصدرت بياناً يهمنى أن تطّلعوا عليه حتى يطمئن المرضى، البيان الذى اطلعت عليه يقول:
تؤكد «نوفارتس فارما» (ش.م.م) عدم تأثر أى من منتجاتها فى مصر بقرار سحب منتجات معينة تحتوى على مادة الفالسارتان، جميع منتجات «نوفارتس فارما» التى تحتوى على عقار فالسارتان لم تتأثر بالشوائب التى تم اكتشافها وتحديدها مؤخراً، وهى «N-نيترو صوديوم إيثيل أمين» (NDMA)، الموجودة فى مادة فالسارتان الفعالة التى تُصنّعها إحدى الشركات بالصين. وجدير بالذكر أن هذا المصنع الصينى غير مسجل كمورّد لمادة فالسارتان الفعالة لمنتجات نوفارتس فارما، ولا يُستخدم لتوريد هذه المادة الفعالة لإنتاج أى تشغيلات تجارية أو إكلينيكية لأى من علاجاتها، حيث تنتج «نوفارتس فارما» مادة فالسارتان الخاصة بمنتجاتها داخل مصانعها، ولا تستخدم أى مصدر لهذه المادة الفعالة من خارج منظومتها.
وتؤكد الشركة أن أهم أولوياتها هى الاهتمام بصحة وسلامة المرضى، والتأكد من حصولهم على علاجات الشركة التى يحتاجون إليها. ويهمنا أن نطمئن المرضى ومقدمى الرعاية الصحية فى مصر أن كافة منتجاتنا فى السوق المصرى آمنة وفعالة.
هذا هو البيان الذى يقطع ألسنة الشائعات، لكن الأهم هو أننى عرفت أن رئيس مجلس إدارة الشركة نفسه يتناول دواء الضغط الذى يحتوى على هذه المادة!! إذاً، كما يقول المثل العربى «قطعت جهيزة قول كل خطيب»، ولنتأكد أن الشائعات صارت هى قنبلة هيروشيما المعاصرة، فلنحذر.
نقلا عن الوطن