- وولف وأربع قطط!!
- حجازي: الدولة المدنية غير معادية للدين، إنما المتطرفون يحاولون اختراع خطرًا يهدد الدين
- أهم مبادئ الدستور الديمقراطي ..الشعب مصدر السلطات والقانون أعلى سلطة في الدولة
- الأسواني: مظاهر التدين لا تعكس سماحة الدين، والفاشيون هم من يروا أن الديمقراطية حرام!
- السكران: الدين تحول على يد البعض إلى تجارة أو أداة للقهر والإرهاب
ضربت شقلباظ
بقلم: ميرفت عياد
قالوا في الأمثال "ما زاد عن حده.. انقلب إلى ضده".. و"الماء الغزير قد يقتل العطشان".. وهي حقيقة علمية؛ فأي شخص يُصاب بالجفاف إذا شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة.. قد يحدث له صدمة ويموت..
هكذا نحن المصريين، كنا مصابين بجفاف في الحرية، فعندما أخذتنا الثورة إلى نهر الحرية، قفزنا فيه لننهل من مائه الذي طالما حُرمنا منه.. فغرقنا فيه لعدة أسباب؛ منها أننا لا نعرف السباحة.. فممارسة الحرية تحتاج إلى تدريب وتعلُّم.. ولها قواعد وقوانين تمامًا مثل السباحة..
وقد أصبحت الحرية اليوم أداة هدم لا بناء.. فكل شخص اليوم يريد أن يفعل شيئًا خاطئًا.. يتَّخذ الحرية زريعة ليفعل فعلته!!. والدليل على ذلك الباعة الجائلين في ميدان "التحرير".. والذين اعتدوا على المعتصمين بالميدان.. هل قلبت الثورة ميدان "التحرير" إلى سوق يفعل فيه كل شخص ما يريد؟.. وحتى السوق له قانون ونظام..
والحقيقة أن الأمر كله تحوَّل إلى فوضى.. من اعتصامات فئوية إلى مظاهرات عمالية.. وهجمات بلطجية.. وبطاطس وطعمية.. بالاختصار بقت ملوخية.. من غير طشة ولا تقلية..
وتصريحات ومؤتمرات وتعليقات ولقاءات.. وبطاطا وبلح أمهات.. أصبح الأمر أكبر طبق سلطة عرفه العالم.. لأن حجمه يبلغ حوالي مليون كيلو متر مربع وهي مساحة "مصر"..
أصبح الجميع يتكلم في نفس الوقت.. ولا أحد يصمت ليسمع الآخر.. واختلط الحابل بالنابل.. وفي النهاية من يدفع الثمن سوى "مصر" والمصريين..
والحقيقة، لست أعلم لماذا ندمِّر أنفسنا بأنفسنا؟.. لماذا نحطِّم اقتصادنا المحطَّم أصلًا، بدلًا من أن نحاول النهوض به؟.. ففي السابق كنا نحمِّل النظام البائد الليلة كلها.. فإذا استيقظ شخص ووجد أن ناموسة قد قرصته تحت أنفه وهو نائم، قال إن الناموسة من أتباع النظام السابق..
والحقيقة أن الفوضى والعشوائية هي أهم خطر يهدِّدنا الآن.. وهي أصبحت قاسم مشترك أعظم في كل شئ؛ في المظاهرات، والاعتصامات، والشارع، وكل أوجه الحياة.. فأي شخص يبدو على ذهنه أي فكرة، سواء كانت إجرامية، متخلفة، عبيطة، مجنونة.. يقوم بتنفيذها في الحال لأنه أصبح حرًا لا يفكر في قانون أو في ضابط أو رادع..
لذا، فإن استمر الأمر على هذا الحال فقل على الثورة يا رحمان يا رحيم.. وبدل ما نكحلها عميناها، وكما تقول الأغنية "أهي ضربت شقلباظ"..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :