لماذا نقضي على الفقراء
د. مينا ملاك عازر
٤٢:
١١
ص +02:00 EET
الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
أعلنت في مقالي السابق بوضوح عن تضامني مع خطط الحكومات السابقة والحالية للقضاء على الفقراء، وأوضحت خطى الحكومة الحثيثة لتنفيذ هذا، حاولت أن أتقدم بمقترحات لتنفيذ هذا، ولكن هيهات، كيف أعلي على الحكومة، فهي قد جابت سقف المقترحات يومها، عرفت لماذا أنا لن أكون يوماً ما من المسؤولين في هذا البلد، فإما سيكون قطار دهس الفقراء قد واتاني وأصبحت إرث لمن سيبقى من المصريين يشغلون به سياراتهم أو يصدرونه كطاقة غير متجددة لتدر عليهم عملة صعبة، أو لأنني ببساطة لست قادر على مجاراة الحكومة في مخططها الجهنمي في القضاء على الفقراء، ليس لدي أفكار مبتكرة أعلو بها على المسؤولين الحاليين، فدخلت تحدي مع نفسي ووجدتها، وأشرت لسيادتك بها بين السطور السابقة، ولكني سأفصح عنها الآن قبل ما يسرقها مني مسؤول وينسبها لنفسه، وتضيع مني فرصة القفز من سفينة الفقراء التي تحلم الحكومة بالقضاء عليهم.
فكرتي يا سادة، هي سهلة وأسرع في الوقت وأكثر إنجازاً واقتصاداً في تكلفة سن القوانين، فيمكن للحكومة سن قانون أودون قانون وسيبك من منظمات حقوق الإنسان وغيره، ننفذ على طول بدون اللجوء للجوع والعطش والأمراض، يمكن للحكومة جمع الفقراء في مساحة هائلة تكفيهم، ثم تدور بمعدات حفر ضخمة لا داعي لاستيرادها هي موجودة بالفعل لشق الأنفاق وبناء الطرق لتخليد اسماء الأغنياء والمسؤولين، تبدأ الحكومة في دهس الفقراء بهذه المعدات العملاقة بمساندة سيارات كبيرة للنقل ثم بنفس تلك المعدات تحفر جبانة كبيرة، ويوضع الفقراء هؤلاء العالة والعبء في تلك الجبانة بانتظار إنتاج البترول والغاز الطبيعي.
يا للهول لقد أصبحت منهم، دموي بل أكثر دموية، طمعي في أن أكون من بينهم لأصبح في مأمن من الدهس بالبطيء بالجوع والعطش والمرض، جعلني أكثر منهم دموية، ورغبة في السلطة ليس حب فيها، ولكن لأنجو وأهلي من هذا الخطر الداهم الذي يهددنا كلنا، يمكن للحكومة أيضاً أن تحرق الفقراء وهم في نفس تلك المساحة الهائلة المجمعين فيها وإن كان هذا سيكلف بنزين أو غاز طبيعي لكنه قد يكون أقل تكلفة من تشغيل معدات الحفر التي ستدهسهم وتحفر الجبانات العملاقة لاستيعابهم، وسيوفر وقت لتحويل الفقراء لفحم وغيره من منتجات الطاقة.
وبهذا سنجيب على سؤال، لماذا القضاء على الفقراء؟ والإجابة بسيطة لأنهم عبء ولا تستطيع الحكومة الفاشلة الاستثمار فيهم وتحويلهم لأيدي عاملة بإعادة تأهيلهم، ولأن الحكومة لديها ما هو أهم، وهو بناء المدن لتخليد أسماء الزعماء وشق الأنفاق للحفاظ على أسماء العظماء، وشق الطرق للإبقاء على أسماء الأغنياء، ويأتي السبب الأهم وهو تيسير حياة الأغنياء وجعلها في مأمن بعيد عن أيدي الغوغاء والدهماء الناظرين للبيتي بان إللي بأيدي السادة مسؤولي هذا البلد الآمن.
في المقال القادم بإذن الله تحذير هام فانتظروه، إن عشنا وكان لنا نشر.
المختصر المفيد يا رب استر مما هو قادم.