الأقباط متحدون - التكريس و المكرسين
  • ١٩:٤٢
  • الأحد , ٢٢ يوليو ٢٠١٨
English version

التكريس و المكرسين

أوليفر

مساحة رأي

١٣: ٠٩ م +02:00 EET

الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

    Oliver كتبها
- التكريس له مفهوم واحد في الإنجيل مع إختلاف و تنوع في التطبيق و بالتالي يصلح أن يكون أحد وسائل توحيد المفاهيم حتي في الحوارات اللاهوتية.فللتكريس معني واحد و هو أننا (إن عشنا فللرب نعيش و إن متنا فللرب نموت إن عشنا و إن متنا فلللرب نحن)رو14: 8.التفرغ الكامل للحياة مع الله  حتي الموت .التكريس هو الهدف الأصلي الذى مات المسيح و اشترانا بدمه  1 كو 6: 20 , 1 كو 7: 23, 1بط1: 19.فأصبحنا ملكية خاصة لله.هذا هو التكريس أننا لسنا لأنفسنا بل يوجد من دفع ثمننا و صرنا له ملكية أبدية يخسر من يفقدها لأن  فيها كل المجد و المواعيد.

- للمكرسين رتب فكل الرتب الكهنوتية و الأسقفية تكريس لأشخاص ليكونوا  أدوات إلهية لا تنفذ ما تريد بل تنقاد بروح الله لتنفيذ مشيئة الثالوث الأقدس .مكرسون مسئولون عن شعب مكرس للرب  فالمكرسون مسئولين عن مكرسين.إلا أن الترتيب الذى يهتم به هذا المقال يخص المكرسين العاملين في العمل الروحي و الخدمي بكل الصور لكن بدون رتبة.إذ أن اصحاب الرتب الكهنوتية معلوم ما وظائفهم و ما سلطاتهم و ما مسئوليتهم أما أولئك الذين بلا رتبة فهم الذين تتعبهم و يتعب المخدومين معهم عدم التوصيف الحقيقي لهم و لأدوارهم.

-هم هلاميون في كل مكان لا تفهم إن كانوا موظفين في الكنيسة أم خدام بأجر أو بغير أجر.لا تعرف من هو الذى يحق له تعيينهم أو توجيههم أم هم مشاع لكل الرتب و لكل صاحب نفوذ في الحقل الكنسيليحركهم في أي إتجاه يراه..هل هم حقاً مكرسون أم فقط متواجدون بإنتظام في مكان منتسب للكنيسة .سواء لهم عمل إجتماعي روحي مثل مكرسين و مكرسات  بيوت المغتربين و مكرسات الحالات الخاصة و مكرسات دور الأيتام التابعة للكنائس و مكرسين لا وظيفة لهم نعرفها سوي التواجد ليحلوا محل اي نقص مفاجئ لواعظ أو خادم أو ليقوم بمشاوير يكلفها بهم من يري لنفسه دالة أو سلطة عليهم.أو فقط ليحلس علي باب مكتب الكاهن ينظم الداخلين إليه و كأنه مكرس سكرتير ؟ المهم أنهم يسلكون بلا ترتيب و هذه هي المشكلة و ليس التكريس هو المشكلة.و يضاف علي ذلك مكرسين تعترف بهم الكنيسة عملياً و تنكرهم علناً و تقول أنهم يلبسون زي المكرسات دون إذن و يديرون دور أيتام لأسباب تجارية فإن إحتاجتهم الكنيسة إستخدمتهم و إن سألتها عنهم قالوا لك هؤلاء ليسوا مكرسات أو مكرسين.فنحيا تناقض يحتاج تعريف واضح و علاقة يطمئن لها بقية الشعب الذى يري بعضهم يستحقون دعما و آخرون يرونهم يستحقون رجما لأنهم ًخارجون عن سلطة الكنيسة.

- الأهم من ذلك أنه لا يوجد من ينشغل بإرشاد هذا المكرس و تلمذته.فهو أو هي ما داموا قد نالوا هذا اللقب و لو بدون طقس يبدأ ينهمك في الخدمات التي تنهال عليه من هذا الأب الكاهن أو ذاك و هو في دوامة بين إشتياقات روحية غلبته ليصير مكرساً و واقع يعيشه يري نفسه موظفاً لا يختلف عن غيره بل أسوأ من غيره إذ هو رجل لا قانون له و لا معه .لا توصيف وظيفي يحكم خدمته و يمنع إنشغاله بما لم يتكرس لأجله  أو يحميه من الإستغلال بأي طريقة من اي صاحب نفوذ بالكنيسة سواء لجنة الكنيسة أو كهنتها أو مسئوليها الأقدم في الإدارة و الماليات.ثم الأهم أنه لا يوجد جهة ما تجمع المكرسين و تخدمهم و تعيدهم إلي المحبة الأولي .

- المكرس في الغالب لا دخل ثابت له بل الأكثر مرارة عندهم أن راتب بعضهم يقدم إليهم كنوع من التبرع.و بعض الكنائس و الأسقفيات إذا خصصت مشرفا لمؤسسة تابعة للكنيسة تجبره قبل تعيينه علي توقيع إستمارة إستقالته لكي تتخلص منه بصورة قانونية متي فقد رضا أحدهم.فهو شخص أراد أن يعيش للمسيح و هو يخدم المذبح البشري الذى هو هيكل الرب أي كل مسيحي .و يحق له أن يعامل بكل كرامة و عدالة لكي يخدم دون أن ينشغل بهموم جانبية تؤرقه .

- بعض المكرسين كانوا متزوجين ثم تكرسوا.فهم مكرسين يعولون اسراً تحتاج رؤية واضحة في حياتهم و ألا يكون المكرسين مهددين من كل أحد بالطرد من عملهم لأي خلاف فيكفيه أن يسمع من صاحب النفوذ  في المكان الذى تكرس لأجله أن يذهب بيته و لما يحتاجونه سيتصلوا به و هكذا يطردونه بكلمة واحدة دون حقوق دون تحقيق دون خوف من مسائلة قدام الله عن نفس ملأها الحب لتخدم أما البعض فإستغل حب هؤلاء ليكملوا بهم مهامهم الخاصة.هذه ثغرات تعثر شعب الكنيسة و لا يلاحظها أحد علي مستوي مكرسين الأسقفيات لكنها واضحة في النطاقات الأضيق مثل الكنائس و المباني الخدمية في الكنيسة ( مستشفي- عيادة- مدرسة- دار أيتام- دار مغتربين- بيوت حالات خاصة- مشاغل-معامل- مصيف - نادي -دار مؤتمرات- فندق -و أمور أخري).

- في بعض الأحوال يعد المكرس مشروع كاهن فيكون إختياره لهذا السبب وبالا عليه إذ يطالبونه بكل شيء كأنما صار كاهنا بغير زي.يصبح موضوع الصراع بين كاهن إختاره مكرسا و آخر في نفس الكنيسة لم يختاره .يصبح هدفاً في كل مشكلة.يصبح ذليلاَ للجميع لكي يتفادي خصومة أحد و لا ينجيه هذا كله لأن طريقة ختيار المكرسين و المكرسات غير واضحة و ليست معروفة و لا منظمة على مستوي تلتزم به جميع الكنائس.علي كل أسقفية أن تطالب الكنيسة التي تريد مكرس أن تحدد بالضبط مهامه فيها و حقوقه و مسئولياته و الهيكل الإداري الذى سيتعامل معه و المسئول الذى من خلاله يتم الإشراف عليه لا أن يكون مشاعاً لإقتحام الجميع .يحتاج المكرس أن يتم تلمذته في بيوت للتكريس قبل أن يدخل إلى ساحة الحروب الروحية العلنية.

- تنظيم التكريس يجب أن  يصاحبه تنظيم الخدمات المعاونة في الكنيسة.هذا يقلل المشاكل القانونية التي تتعرض لها الكنيسة و قد يتورط بسببها رتب كهنوتية في أمور لم تكن تحتاج سوي بعض التنظيم و الوضوح.كل مسئول في الكنيسة يجب أن يعرف حدود دوره سواء كنيسة في قرية أو في أفخم التجمعات.الترتيب هو سمه إلهية.و التكريس ليس له شكل محدد.لكن ما دام ذو مسئولية في الكنيسة فيجب أن يكون له أيضاً حقوقه كاملة. يجب أن تضرب الكنيسة مثلاً للمجتمع في حسن معاملة العاملين فيها و عدم التجبر أو التعنت معهم.تحترم عملهم و خدمتهم لأنهم مكرسين كما صار صموئيل النبي عارية للرب 1 صم 1: 28 2مل6: 5.هم كما قيل لإليشع النبي عارية للرب .هم إستعارة من الرب و سيسأل الكنيسة كم ربحت بهم لملكوت الله.   

 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع