وعرض مسرحية " المسيح يصلب فى فلسطين "
نسيم مجلى
فى الأسبوع الماضى قمت بزيارة الأب الجليل الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط فى صحبة أخى مجدى فرح فاستقبلنا ببشاشته المعهودة ووجهه المشرق الذى يفيض بالمودة والمحبة الأبوية. كنت مدينا له بأفصى أيات الشكر والتقدير لدوره الرائع والشجاع الذى أتاح لنا فرصة نادرة لتقديم عرض مسرحية " المسيح يصلب فى فلسطين " لقد قدم هذا النص فى أكتوبر 1973 لهيئة المسرح وتحمس له المخرج لكبير سمير العصفور ولكن اللجنة المركزية بهيئة المسرح رفضته بحجج كثيرة بعضها محزن وبعضها مضحك فطلب الأساتذ سمير منى أن نستأذن البابا شنودة لعرضها فى إحدى القاعات الكنسية ، فكنت كالمستجير من الرضاء بالنار.
فبعد أخذ رأى الأنبا غريغوروس وتقريره بأن المسرحية توافق حقائق التاريخ ونصوص الإنجيل وانضمام الأنبا بيمن لهذا الرأى أخبرنى الأنبا شنودة بأن المسرحية سوف تغضب الكاثوليك وتعطل مساعى الوحدة بين الكنيستين. فقلت صدقنى يا سيدنا لو أننى أملك القدرة على انتاج هذه المسرحية فى الفاتيكان لما وقفوا ضدها . ألمهم أننى خرجت من مقابلته محبطا ومدركا لما تأكد فيما بعد أنه لاصوت يعلو فوق صوت المعركة، وأن الثقافة العامة والفنون ليس لها مكان فى الكنيسة الأرثوذكسية. حتى أتى هذا الرجل المستنير الشجاع الأب بفنوتيوس ليعلن عن عصر جديد تحتضن فيه الكنيسة الرعاية الحقيقية للشباب وتشجع الأنشطة الثقافية والآجتماعية كما تشجع الأنشطة الروحية سواء بسواء إيمانا منه بأن الإنسان كيان متكامل يحتاج للتنمية العقلية والوجدانية التى تمكنه من الحياة السوية فى المجتمع.
عرضت المسرحية فى مناسبة افتتاح مسرح القديس فليمون الزمار، وهو انجاز عظيم فى خدمة الفن والثقافة ويضاف الى انجازات نيافته العظيمة الأخرى فى مدينة سمالوط . وكان لحضوره العرض وتعبيره عن الاعجاب به دفعة قوية اسعدت جميع الفنانين المشاركين ورفعت روحهم المعنوية. وقد عبرنيافته فى الكلمة التى ألقاها بهذه المناسبة عن تقديره الكبير لدور المسرح والفنون اخرى فى تربية الشباب وزيادة الوعى وبث البهجة فى نفوسهم.
ولم يفوتنى أن اشير خلال هذا اللقاء إلى رغبة الكثيرين فى إعادة عرض المسرحية مرة ثانية لتمكين فئات كثيرة من أهالى سمالوط من مشاهدة العرض وان الأب يوليوس شحاته عرض فكرة إعادة العرض ثلاثة أيام على الأستاذ إميل شوقى فوافق الحبر الجليل عليها وقال يمكن للأب يوليوس أن يد بر هذا الأمر ويدفع مكافآت الفنانين من حصيلة التذاكر وهذه دفعة أخرى يخصنا بها وعلى المخرج المبدع الأستاذ إميل شوقى أن يتفاوض مع الأب المحبوب أبونا يوليوس لترتيب الموعد القادم للعرض .