الكنيست وأخطر قراراته المصيرية
مقالات مختارة | اللواء سمير فرج
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٨
فى مفاجأة متوقعة.. أقرت إسرائيل ليلة الخميس قانوناً يمنح اليهود فقط حق تقرير المصير فى البلاد، فيما وصفه أبناء الأقلية العربية بأنه عنصرى ويؤسس للفصل العنصرى داخل دولة إسرائيل، حيث صوت الكنيست الإسرائيلى بغالبية اثنين وستين صوتا لصالح القانون، بعد نقاشات معتمدة استمرت منذ ظهر الأربعاء حتى صباح اليوم التالى.. وينص القانون الجديد على أن إسرائيل هى الوطن التاريخى للأمة اليهودية، وأن هذه الأمة هى فقط لها الحق فى تقرير المصير الوطنى فيها، ولقد أشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالخطوة واعتبرها لحظة حاسمة، كما نص القرار على السماح بإقامة كاملة لبلدات اليهود فقط دون أى أديان أخرى، ويؤكد أن القدس بشطريها العاصمة الأبدية لإسرائيل. كذلك جاء فى النص القانونى أن اللغة العربية باعتبارها لغة ثانية للدولة لم تعد كما كانت، معتبرا أن اللغة العبرية هى لغة الدولة الرسمية.
وترجع أصول هذا القرار إلى سنوات بعيدة، عندما بدأ التفكير فى حل القضية الفلسطينية من خلال دولة واحدة يتعايش فيها المسلمون واليهود فى حدود واحدة تحت سقف واحد، ولكن ظهر من ينادى بأن المسلمين لا يطبقون فكرة تحديد النسل التى تخالف عقيدتهم الدينية، لذلك من المتوقع بعد عدة سنوات أن يزيد عدد المسلمين على اليهود فى هذه الدولة الواحدة، ومن هذا المنطلق ستكون الأغلبية فى الكنيست الإسرائيلى فى يوم ما للعرب والمسلمين.
ومن هذا المنطلق تم إلغاء فكرة الدولة الواحدة، وبدأ الفكر فى إقامة دولتين: واحدة يهودية باسم إسرائيل والأخرى للعرب المسلمين فى يوم ما، ثم جاء مؤخرا من ينادى بأنه حتى داخل الدولة اليهودية فإنه من المنتظر أن يتزايد العرب المسلمين، ولذلك جاء قرار الكنيست يوم الخميس ليقطع كل الآمال فى أن ينال العرب المسلمون فى إسرائيل أى حقوق مستقبلا، وأصبحت إسرائيل هى دولة عنصرية، حيث أعرب أعضاء الكنيست من المعارضة الإسرائيلية عن أن هذا القانون يهدف إلى الإضرار بحقوق عرب فلسطين.. وبالطبع، بصدور ذلك القرار للكنيست مع المحاولات التى تُبذل لتنفيذ صفقة القرن لضمان السيطرة الكاملة لليهود على الدولة الإسرائيلية، لذلك فإننى أعتبر هذا القرار الذى صدر يوم الخميس هو نكبة جديدة للقضية الفلسطينية تضاف إلى سلسلة النكبات التى مرت بها القضية عبر تاريخها.
نقلا عن المصري اليوم