الإخوان والبلطجية والسلفيون وسائقو التوتوك مستفيدو الثورة (1)
بقلم: جرجس وهيب
قام بثورة 25 يناير مجموعة من الشباب المصري المحب لبلده والعاشق لترابها؛ من أجل تغيير الأوضاع السيئة التي كانت قائمة بأوضاع أفضل، ورفع المعاناة عن كاهل المصريين، ووضع بلادهم في مصاف الدول المتقدمة، ورفع المستوى المعيشي للمصريين، وأن تكون "مصر" دولة حرة وديمقراطية، وترسيخ مبدأ المساواة بين جميع المصريين من الأغنياء والفقراء والمسلمين والأقباط والرجال والنساء، والقضاء على المحسوبية والفساد الذي استشرى مثل السرطان في جميع القطاعات.
إذ بالثورة تُختطف من قبل أربع فئات في المجتمع، ذهبت لتبحث عن مصالحها الخاصة دون أن تفكِّر في المصلحة العامة وعواقب ما تقوم به، من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأوضاع الأمنية الحالية.
وأول هذه الفئات هي جماعة الإخوان المسلمين المحظوظة، والتي لم تشارك في الثورة منذ انطلاقها يوم 25 يناير، وشاركت بعد أن أدركت نجاح الثورة، بل أن أحد شباب الجماعة قال في أحد البرامج التليفزيونية إن قيادات الجماعة أعطت تعليمات لشباب الجماعة بمغادرة ميدان "التحرير" يوم موقعة الجمل.
وعلى الرغم من ذلك، جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر القوى التي استفادت من الثورة حتى الآن، فلم تعد محظورة كما كانت بل أصبحت الآن جماعة شرعية، وأسست حزب الحرية والعدالة، وهو الحزب المتوقَّع له تشكيل الحكومة القادمة، مما يتيح لها تحقيق أهدافها التي يأتي على رأسها إنشاء دولة دينية في "مصر"، تمهيدًا لإقامة الخلافة الإسلامية في الوطن العربي، وهو الهدف الأول الذي تسعى إليه الجماعة منذ تشكيلها على يد مؤسسها الشيخ "حسن البنا"، والذي تسعى إليه كل قيادات الجماعة الحالية.
وثاني المستفيدين من ثورة 25 يناير، هم البلطجية الذين عاثوا في الأرض فسادًا منذ يوم 28 يناير، والمعروف باسم جمعة الغضب، بعد الفراغ الأمني ونهب أقسام الشرطة التي نُهب منها الآلاف من الأسلحة الآلية المتقدِّمة الخاصة برجال الشرطة والتي مازالت في حوزتهم حتى الآن، واُستخدمت في الكثير من الجرائم. فكم من محلات وشركات نُهبت على أيديهم، وشُرِّد العاملون بها بعد إفلاسها نتيجة لسرقة محتوياتها، وكم من بيوت مواطنين غلابة خربت وحرقت على أيديهم، وكم من أبرياء قُتلوا على أيديهم، كم من سيارات سُرقت وقُتل أصحابها وسُرقت محتوياتها.
ومازالوا حتى هذه اللحظة يجولون يصنعون شرًا في كل شبر من أرض "مصر" دون أن يكون هناك رداع لهم، بل أصبحت هناك أماكن وطرق يسيطرون عليها ولا تجرؤ قوات الشرطة على الدخول إليها. فمنذ أيام قام أحد البلطجية بإجبار أحد رجال الشرطة (مخبر) بخلع ملابسه وتعليق كلب في رقبته والسير به بالشوراع، بعد أن علم البلطجي بقيام المخبر بجمع تحريات عنه! قمة المأساة. كما نشطت في الأيام الأخيرة تجارة خطف الأطفال والمساومة عليهم، لطلب فدية مقابل تسليمهم لأسرهم. والغريب أن هذه الجرائم تُرتكب ببعض القرى التي كانت بعيدة تمامًا عن مثل هذه الجرائم، فالقرى معروف عنها قوة العلاقات الاجتماعية. وهذا إن دل يدل على وجود جيل جديد من البلطجية نتيجة للفراغ الأمني، وجدوا أن مكسب البلطجة سريعًا ومربحًا جدًا، وخاصةً أن عدد كبير من المواطنين يحجمون عن الإبلاغ عن جرائم خطف أطفالهم؛ خوفًا من الانتقام والاكتفاء بدفع الفدية وعودة الأطفال.
شىء في منتهى الخطورة أن يحدث ذلك بقرى "مصر"، فلا يكاد يخلو شارع من شوراع مدن وقرى مختلف المحافظات من صور أطفال مختفين في أعمار مختلفة.
فلو كان شهداء الثورة يعلمون أن الثورة التي قاموا بها من أجل مبادىء سامية سيتم اختطافها من قبل الإخوان المسلمين والبلطجية، لما قاموا بها وضحوا بحياتهم!!
وفي الجزء الثاني من المقال، سأعرض لدور السلفيين وسائقي التوتوك في تغيير مسار الثورة، وهو دور لا يقل عن دور الإخوان والبلطجية في تغيير مسار الثورة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :