السنكسار وتحديات العصر
ماجد الراهب
٥٨:
١١
ص +02:00 EET
الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٨
ماجد الراهب
أحتفلت الكنيسة يوم الاحد 15/7/2018 بتذكار ثلاث قديسين الانبا بيشوى والانبا كارس والقديس مرقس الانطونى والثلاثة أتسمت حياتهم بالعزلة والجهاد والرهبنة القاسية ويرجع رهبنتهم للقرن الرابع والخامس والقديس مرقس للقرن الثالث عشر وجاء فى سيرة الانبا كاراس أنه ظل 50 عاما لا يرى إنسانا مصليا متعبدا صائما هائما فى الصحراء .
وأسمحوا لى أن أضع بعض النقاط القابلة للنقاش فى كتاب السنكسار وهو كتاب سير القديسين الذى يتلى كل يوم فى الكنيسة .
1. على مدار اكثر من 15 قرنا وإلى الآن فإن السنكسار لا يضم الا سير آباء رهبان وهذا طبيعى لأن من وضعه هم الرهبان .
2. على مدار أكثر من 15 قرنا وإلى الآن لم يات ذكر قديسات الا فيما ندر وطبعا راهبات .
3. على مدار أكثر من 15 قرنا وإلى الآن لم يات ذكر لأى شخص متزوج أو سيدة متزوجة وطبعا هذا طبيعى لان من وضع السنكسار كما ذكرت سابقا هم رهبان ، ولكن هل خلت الكنيسة من قديسين أو قديسات متزوجون .
4. بالطبع لا فهناك قديسون وقديسات ساروا فى الحياة الزوجية وأسسوا كنائس فى أسرهم مشهود لها بالايمان والقداسة والتربية الصالحة لابنائهم .
5. وحتى ابناء الكنيسة الذين لم يتزجوا ولكن عاشوا فى المجتمع ولهم بصمات واضحة فى تاريخ الكنيسة وفى الخدمة وفى حفظ الايمان ايضا لم يات ذكرهم فى السنكسار .
وأسمحوا لى أن أشير أن ذلك يسبب احباط للشباب وللمتزوجين ، فاذا كانت الكنيسة لا تذكر سوى الرهبان فكيف الخلاص لباقى فئات الشعب وكيف يعيى شبابنا أن الجهاد وسط العالم أقسى وأصعب ، وأن تأسيس كنيسة جديدة بالزواج شئ مفرح لقلب الله وايضا يحتاج جهاد وايمان بأهمية هذا الرباط المقدس وأهمية عطية الله من الاطفال ثمرة هذا الرباط وكيف نعدهم ليصيروا نورا فى العالم وملحا يعطى المزاق الطيب للمجتمع ، صدقونى من خلال خدمتى التى أمتدت اكثر من ثلاثين عاما بين الشباب والعائلات وكل فئات المجتمع الكنسى مدى الاحباط والاحساس بالدونية أنهم لن يدخلوا الملكوت طالما خارج أسوار الدير .
وفى المقابل هناك تيار آخر من الشباب أصبح حاقد على المؤسسة الرهبانية رافض لمظاهر التسلط والبذخ الذى يحياها بعض الاساقفة والرهبان ووصل بهم الحال الى القول أن ( الالحاد هو الحل ) .
نحن نحتاج لفكر جديد يناسب هذا العصر وأمثله من المجتمع قريب من ذهن المتلقى تناسب تفكيره وتناسب حياتة الاجتماعية .
إن أول معجزة صنعها السيد المسيح هى مباركة عرس قانا الجليل أى مباركة سر الزيجة ، وعندما حول الماء الى خمر وهذا الماء كان للتطهير كان يقصد أن كل الافكار المتعلقة بالشريعة اليهودية والتى أختصت بالأكثر للمرأة قد إنتهت بدم الخلاص وخمر الافاقة الذى قدمة السيد المسيح فى عرس قانا الجليل.
وهذه المعجزة تشير بوضوح الى قدسية سر الزيجة وحياة الشركة بين العروسين وإهتمام السيد المسيح برفع مكانة هذا السر ومباركته بحضوره وإعطاء مفهوم جديد لهذا الرباط كما أرتباط السيد المسيح بعروسة الكنيسة برباط الدم كان معجزة تحويل الماء الى خمر هو تغير المفاهيم نحو قدسية الجواز وطهارته .
أحبائى أطلب من كل المتخصصين فى التاريخ الكنسى إبراز نماذج من العائلات المسيحية تمتعت بروح القداسة وأعطت للكنيسة والمجتمع نموذج يحتذى فى وقتنا الحاضر ، وأنا واثق أن تاريخنا حافل بمثل هذه النماذج