الأقباط متحدون | في الهند.. كل شيء للإيجار مع جيل جديد من الحاجات التي تلبي رغبات الطامحين إلى العيش حياة أفضل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٤٦ | السبت ٢ يوليو ٢٠١١ | ٢٥ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

في الهند.. كل شيء للإيجار مع جيل جديد من الحاجات التي تلبي رغبات الطامحين إلى العيش حياة أفضل

الشرق الاوسط - نيودلهي: براكريتي غوبتا | السبت ٢ يوليو ٢٠١١ - ٣٢: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

تعد الهند مهد اختراع سيارات «الجوجاد» التي تستخدم كوسيلة من وسائل النقل بسبب رخص ثمنها، كما أنها هي بلد الحلول السريعة للمشاكل، وربما تكون الدولة الوحيدة على وجه الكرة الأرضية التي يمكن للمرء فيها أن يقوم بتأجير أي شيء بدءا من الرحم وحتى المسيرة السياسية والاستمتاع بمظهر نجم من نجوم بوليوود خلال حفلات أعياد الميلاد. وهناك تجارة مزدهرة في استغلال الحرص الهندي على الظهور بصورة لائقة خلال المناسبات الاجتماعية دون إنفاق الكثير من المال، والجميل أن كل شيء موجود يمكن أن يتم تأجيره: الملابس والأثاث ومكان العمل والعازفون والفن والمشاهير.

وهذا ما يقوم به الكثير من الهنود الآن، حيث يقومون بتأجير نمط حياة يعكس الثراء دون إنفاق الكثير من المال. ولأن العديد من الأماكن التي تقدم خدمات التأجير تفهم ما يدور بخلد الهنود وما يميلون إليه، تقدم هذه الأماكن منتجات فاخرة تشكل حلا جيدا للاحتياجات المتزايدة للأفراد الذين لديهم طموحات كبيرة ولكنهم لا يملكون إلا القليل من المال.

وعلى غرار مؤسسات التأجير الغربية مثل «باج بورو أور ستيل» و«باجز تو ريتشيس» أقام الهنود مؤسسات في هذا الإطار مثل «باجسوترا» في مومباي و«باج أداي» في دلهي، والتي تؤجر الأشياء للشخصيات البارزة والفتيات اللاتي يردن العمل كعارضات أزياء والمشهورين إلى حد ما.

وتقوم كوكي سينغ (32 عاما)، وتعمل كمصممة أزياء، بإدارة الموقع الإلكتروني www.bag4aday.com في دلهي، وهو موقع يقدم خدمة إيجار حقائب اليد.

ويتبع الموقع قاعدة «للأعضاء فقط»، حيث يدفع العضو رسوم عضوية تبلغ 10.000 روبية سنويا، بالإضافة إلى رسوم إضافية تتراوح بين 1000 و2000 روبية مقابل تأجير حقيبة لمدة أسبوع. وفي الواقع، يكون هذا معقولا إلى حد ما، نظرا إلى أن شراء حقيبة من نوع «تود بيرغاندي ميزر فرينغ باج» سوف يتكلف نحو 70.000 روبية، كما أن شراء «زاك بوسين زاك ساك» يتكلف نحو 65.000 روبية.

ويكون أعضاء الموقع عبارة عن أصدقاء أو أصدقاء الأصدقاء، حيث لا يتم السماح لأي شخص بالدخول دون مرجعية، وكل عضو يجب عليه إدخال اسم المستخدم وكلمة السر عبر الإنترنت، أما الصفحة التي تفتح بعد كتابة كلمة السر فهي بمثابة حلم قد تم تحقيقه، حيث تتحول الشاشة إلى مشهد حي يمتلئ بصور لنسيج حريري يسمى «تشانيل تايمليس كلتش» والذي يتناثر في جميع أنحاء السجاد الأحمر و«لويس فويتون مونوغرام كانفاس نيفرفول» الذي يمكن أن يحتوي على كل شيء بدءا من الملابس الرياضية وحتى جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بك. كما يوجد في هذا المتجر الفاخر معظم العلامات التجارية الكبيرة، بما في ذلك «غوتشي» و«بوتيجا فينيتا» و«بيربري» و«تودس» و«زاك بوسن» و«مارك جوكوبس» و«فيندي» و«فيراغامو» و«ديور»، ولكن لا يوجد سوى عدد قليل من الحقائب للاختيار من بينها.

وبمجرد أن يختار العضو الشيء الذي يريده، يمكنه الضغط على الحقيبة التي اختارها. وإذا لم تكن قائمة الانتظار طويلة جدا، ونتمنى ذلك، سوف يتم إرسال الحقيبة إلى بيت العميل بواسطة بواب سري (وعادة ما يكون ذلك يوم الجمعة، في الوقت المناسب للحفلات التي تقام في عطلة نهاية الأسبوع) بمقابل يتراوح بين 1000 و2000 روبية نقدا. ويتم إعادة الحقيبة خلال فترة تمتد حتى يوم الخميس التالي. وتقول سينغ: «إننا نضمن عدم الكشف عن اسم العميل وتقديم أحدث النماذج الأصلية. عملاؤنا يعلمون الأسعار جيدا، كما نقوم بتوقيع اتفاق مع العميلة قبل تأجير الحقيبة، حيث نحصل على نسخة من جواز سفرها، ولدينا فريق قانوني لمعالجة أي مشكلة قد تنشأ أثناء فترة التأجير».

وتقول مامتا شارما (30 عاما) وهي موظفة في قسم العلاقات العامة بمكتب محاماة أجنبي وغالبا ما تستأجر حقائب لقضاء المناسبات الاجتماعية: «لم أكن أريد إنفاق 60000 روبية لشراء حقيبة من طراز (فيندي)، ووجدت أنه من الأوفر أن أقوم بتأجير حقيبة من طراز (فيندي) أيضا بمقابل يتراوح بين 800 و1000 روبية لليوم الواحد. إنني أقوم ببساطة بالضغط على صورة الزي الذي سأرتديه وأرسل الصورة لهم وهم يقترحون أي الحقائب سوف أقوم باستئجارها في ذلك اليوم. إنها فكرة سهلة وذكية».

وعادة ما يكون عملاء سينغ من جنوب دلهي، وتتراوح أعمارهم بين عشرين وأربعين عاما. وتقول سينغ: «معظمهم لديه حقيبة أو اثنتين ولكن لا يستطيعون شراء المزيد». يريد الناس استئجار الحقائب لأسباب مختلفة، حسب قولها، وتتذكر أن إحدى عميلاتها كانت تريد استئجار حقيبة من طراز «إل في» لمقابلة عريس محتمل، في حين كانت أخرى تتنافس مع أخت زوجها التي كانت ترتدي حقيبة يبلغ سعرها 200.000 روبية، وتقوم بعض السيدات باستئجار حقائب حتى يقمن بلفت الأنظار أثناء الحفلات.

وبعد قيام الأعضاء باختيار حقائبهم على الإنترنت، يتعين عليهم وضع وديعة تأمينية بما يتناسب مع قيمة الحقيبة. ويتم توصيل الحقيبة مجانا، وبعد ذلك يجب على العضو تقديم إثبات الهوية وصورة من بطاقة ائتمان سارية المفعول. ويتم توقيع غرامة على العميل إذا ما حدث أي مكروه للحقيبة.

ويمكن أن يكون استئجار مثل هذه الأشياء موفرا للمال وخاصة في الأوقات الصعبة من الناحية المالية، ويمكن النظر إليه على أنه حل ذكي وليس مجرد إجراء مؤقت حتى يتمكن المرء من شراء ما يريد. ويقول أشيشسيثي الذي يعمل في معرض «أنيا» الفني والذي يعتقد أن هذا الوقت هو وقت ازدهار تأجير الفن: «يمكن لعملائنا أن يكون لديهم لوحة جديدة كل ثلاثة أشهر، ولا يتعين عليهم الشعور بالملل نتيجة النظر لنفس اللوحات كل عام. ويمكن أن يتم تأجير اللوحة التي يصل سعرها إلى 10 ملايين روبية مقابل 300.000 روبية في الشهر. إنه استثمار جيد لمؤجري الفن».

في الواقع، يعد التقاسم والمشاركة سمة هندية أصيلة، كما يقول صاحب محل لتأجير الأزياء. «هذا صحيح، ولكن الشيء الصحيح أيضا هو تلك الشهوة في إظهار أشياء تفوق قدراتنا. ولذلك، وبصرف النظر عن إمكانية تأجير السيارات والكتب والألعاب التي أصبحت معتادة، هناك جيل جديد من الأشياء التي يمكن تأجيرها والتي تلبي احتياجات الطامحين إلى العيش حياة أفضل».

يمكن للمرء الآن أن يرتدي ثوبا من طراز «دي أند جي» وينعم بوجوده في دائرة الضوء في الحفلات الاجتماعية المليئة بالتظاهر دون أن يدفع الكثير من المال ودون أن يشعر بالخوف من أن يفضح أمره، يوجد لدى العديد من المؤجرين ميثاق للسرية ويعملون بطرق سرية من خلال عنوان ظاهري وتقديم وعود بألا يعثر اثنان من العملاء على بعضهما أبدا. «لن يخمن أحد أبدا أنك لم تقم بشراء هذا الشيء، ومن جانبنا فلن نقول أي شيء»، كان هذا هو شعار أحد الأماكن التي تقوم بتأجير الحقائب.

ونجحت اشتا تشيستي، وهي محاسبة قانونية تبلغ من العمر 29 عاما وتعيش في دلهي وتتمنى بأن تمتلك يوما ما شركة لتأجير الملابس، في إيجار فستان مخملي رائع من ماركة «وينديل رودريكس» التي تحظى بشهرة عالمية، وقالت: «يتعين علي الذهاب إلى حفلة خاصة جدا الليلة. على مدار عدة أشهر، كنت أتشوق لارتداء هذا الثوب الأحمر المتألق حتى أجذب انتباه كافة الحاضرين. والآن، سوف أقوم بذلك بمساعدة خدمة التأجير».

ويضم متجر «سيكريت واردروب»، الذي اشترت منه تشيستي ثوبها، مجموعة رائعة من التصميمات الهندية الراقية مثل «أبراهام أند ثاكور» و«روهيتبال» و«ماهيكاميربوري»، وهو ما جعل مالك المتجر يبدو وكأنه الساحر الذي يحقق كل ما يصبو إليه عشاق الموضة الذين يعانون من ضائقة مالية. ويقدم «سيكريت واردروب» قائمة على الإنترنت تضم الأشياء المتاحة للإيجار، ولذا أصبح المتجر ناجحا للغاية على الرغم من شكوك البعض في بداية الأمر.

وإذا كانت سوق الأزياء الراقية تتنامى بصورة كبيرة، فدائما ما تكون سوق ملابس الزفاف في ازدهار مستمر، حسب تصريحات سيرجيت سينغ، الذي يقوم بتأجير ملابس الزفاف «مقابل مبلغ يتراوح بين 5000 و10.000 روبية في الأسبوع»، كما يقوم بتأجير المجوهرات شبه الكريمة مع ملابس الزفاف. وقال سينغ: «لدينا عملاء في الأغلب من دلهي وجورجاون ونويدا. نقوم بتأجير ملابس الزفاف لما يقرب من 500 عريس وعروسة كل شهر».

وتتميز منتجات سينغ بأنها تناسب الجميع. وقال سينغ بكبرياء: «إنها مصممة بطريقة يمكن أن يرتديها أي شخص بسهولة، حيث تحتوي الـ(ليهينغاس - تنورة هندية طويلة) على قطع من القماش المرن».

وإذا كان هناك شيء واحد غير مقصر في الهند فهو بالطبع شعبها، حيث يقوم المديرون بتنظيم ما يسمي بـ«البرات» (ضيوف العروس) وخاصة للهنود غير المقيمين أو الأجانب الذين يأتون إلى الهند للاستمتاع بالأجواء الخاصة المتبعة في الزواج. ويقول شوبهاش، وهو مخطط لحفلات الزفاف من زاجاستان: «لا يكتمل الزفاف الهندي بدون البرات وغالبا ما يكون الأجانب أو الهنود غير المقيمين ليس لديهم عائلات هنا ولذلك نقوم بالأشياء الضرورية فقط».

وعندما كان نيخيل سينغ على وشك التوصل إلى اتفاق مع طرف ثري، سيطرت عليه مشاعر الحزن بسبب تصدع جدران منزله والذي يتم استخدامه أيضا كمكتب، وقال سينغ: «لكي تتمكن من ترك انطباع جيد، فأنت بحاجة إلى موظف استقبال ومكان مفعم بالحيوية وعامل كادح للغاية». وفي الحقيقة، تعد هذه شكوى مشتركة بين الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص ورجال الأعمال الصغار الذين يجدون أنهم قد باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان من خلال عدم خلق الانطباع الصحيح. وبينما دفعت مهتا نحو 1500 روبية لتأجير مكتب من أحد أقاربها لمدة ثلاث ساعات، نجد أن هناك خيارات أخرى متاحة في هذا الشأن، حيث يقوم «مونلايتينغ دلهي» بتأجير مكاتب مقابل 350 روبية في اليوم. وفي مدينة بنغالور، تم افتتاح عدة مراكز تجارية تقدم المكونات الأساسية مثل المكاتب والكهرباء والإنترنت وشبكة الهاتف والاتصالات ومرافق حجرة الانتظار وحجرة المؤتمرات. ويقول أرونا فيناي، وهو مدير شركة: «تسعون في المائة من العملاء لدينا هم من المبتدئين الذين لا يعرف معظمهم أدنى فكرة عن كيفية إدارة الأعمال.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :