أم آي 6 ذراع ترامب الأيمن في مفاوضاته مع بوتين
زهور أسامة
الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٨
زهور أسامة
في اليوم 16 يوليو، سيلتقي الرئيسان الروسي والأمريكي في عاصمة فنلاندا معا.ومما يلفت النظر في هذا اللقاء رصيد الرئيس الروسي التفاوضي أمام ترمب الذي سيحضر هذا اللقاء صفر اليدين إذ لايملك في جعبته شيئا لتقديمه والتفاوض عليه مع روسيا. وعلى هذا الأساس فمن المؤكد أن ترمب سيطلب مساعدة روسيا ودعمها لحل جميع الصراعات في المنطقة هذا بالإضافة إلى مساعدته بشكل خاص في جميع الأزمات والانتقادات التي يواجهها في الولايات المتحدة منها: إتلاف جميع الوثائق بفضيحته في الفندق الروسي المعروفة بفضيحة (pee tape) كما أنه مستعد أن يدعم الرئيس الروسي في جميع القضايا التي تخص روسيا مقابل مساعدة هذا الأخير له في قضيته المثيرة للجدل أي التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016م.
ومن الجدير بالذكر أن نتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد يتفقون مع ترمب في هذا الشأن ويشيدون بدور بوتين النشط في المنطقة. إذ إن الإمارات والسعودية تعهدتا بإنفاق ميليارات الدولارات لإقناع بوتين بالتخلي عن إيران ونشاطاته في المنطقة كما أنهم طلبوا من ترمب إنهاء العقوبات المتعلقة بقضية أوكرانيا ضد روسيا مقابل سحب القوات الإيرانية من سوريا.
حتى الآن ، يبدو أن ترمب قد وقع في ورطة خطيرة جدا، وليس لديه أي خيار سوى الخضوع والانصياع أمام إرادة بوتين. وباختصار، فإن الرجل بصفته رئيس الولايات المتحدة، لا يمتلك وسيلة أخرى للوقوف أمام أنانية بوتين ومطالباته للدفاع عن مصالح أميركا. وعلى الأرجح أن ترمب في رحلته إلى بريطانيا كان يبحث عن رصيد قوي لإيجاد الموازنة مع بوتين في زيارته إلى روسيا.
كما تظهر التقارير المؤكدة أن تيريزا ماي قد سلمت إلى الترامب كل الوثائق التي حصلت عليها SIS (المعروفة باسم MI6) من فلاديمير بوتين وأفراد أسرته. وقد كان من المقرر أن تساعد SIS وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) في إعداد محتويات مفاوضات ترمب مع بوتين.
وبناءعلى هذا يتوجب على ترمب أن يقابل نظيره الروسي باحترام كبير لأنه يعرف جيدا أن الرئيس بوتين هو صاحب الخيار الأجدر والوحيد لحل أزمات المنطقة. ففي الإجتماع الذي سيعقد غدا يملك بوتين اليد العليا فعلا ويمكنه القيام بكل ما يخطر ببال الرئيس الأمريكي وتحقيقه بكل بساطة.
وفي هذه الظروف ينبغي على الولايات المتحدة ألا تتوقع الحصول على الكثير من هذه الزيارة وفي الواقع ، يجدر بها أن تعتبر الحفاظ على خطوطها الحمراء للمصالح الوطنية والأمن الأمريكي، مكسبا. وعلى الأمريكيين أن يأملوا ألا يضطر دونالد ترمب إلى التضحية باستقلال أمريكا وأمنها.