الأقباط متحدون - تعقيب أخير على رضاع الكبير
  • ١٧:٠٨
  • السبت , ١٤ يوليو ٢٠١٨
English version

تعقيب أخير على رضاع الكبير

مقالات مختارة | أيمن الجندي

١٧: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨

أيمن الجندي
أيمن الجندي

أتمنى أن يكون هذا المقال هو آخر ما أكتبه عن هذا الموضوع:

أولا: البعض يؤكد أن إرضاع سالم كان عن طريقة تعصير الثدى ومنحه له فى كوب، ولو اتفق الفقهاء ومفسرو الحديث على ذلك لقبلناه مع بعض الاستغراب. ولكن المشكلة أننا إذا وجدنا طائفة من الفقهاء يفسرونه بمعنى تعصير الثدى فهناك طائفة أخرى - على نفس المستوى العلمي- تؤكد التقام الثدى.

ثانيا: ويقول البعض أيضا إنه كان حالة خاصة بسالم، متجاهلين أن الحديث ينص أن السيدة عائشة كانت تأمر أختها وبنات أخيها بإرضاع من شاءت أن يدخل عليها من الرجال (حاشاها أن تفعل ذلك). وفى عصرنا الحديث هل تعرفون من أخرج حديث رضاع الكبار إلى العامة. إنه -استعدوا للمفاجأة- رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر بجلالة قدره. حيث اقترح أن ترضع الموظفات زملاءهن الرجال! والشاهد هنا: أنك لن تعدم أبدا من يريد إنزال الحديث على أمرنا الواقع.

وبالمناسبة لقد حاولت الاستئناس برأى الشيخ أبى زهرة فلم أجد، والسبب أن هذا الحديث كان مدفونا فى كتب التراث لا يلتفت إليه العامة، حتى أخرجه لنا رئيس قسم الحديث.

ثالثا: عجبت كل العجب لمن يقول إن الحديث صحيح! وليته قال (صحيح سندا) وسكت عن شرطى المتن وهما عدم وجود شذوذ وغياب العلة القادحة.

فمن سيقول إن شرطى السند متحققان سيكون عليه أن يفسر لنا: كيف لا تتعارض هذه القصة مع (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة).

رابعا: أريد واحدا من المدافعين عن التقام الثدى يقول بشجاعة إنه موافق أن يرى ثدى أمه، أو أن يلتقم ابنه البالغ ثدى زوجته بعد أن كبر! فإذا استبرأتم لعرضكم فهلا برأتم نبينا الغالى مما استنكفتموه!

خامسا: ويقول البعض: «ما وجه الاستفادة من إثارة هذا الموضوع ثانيا وثالثا؟ وكأننا أنجزنا كل قضايانا الهامة ولم يتبق سوى مناقشة هذه الأمور؟».

وردى أن نيتى -والله أعلم بها- أن أدافع عن عرض النبى المصطفى مما يجلب السخرية، وأقوم بتثبيت الذين أوشكوا على الإلحاد، حتى لا يتركوا الإسلام بالكلية. وبالطبع لن أعرف نيتى الحقيقية إلا عند لقاء الله.

سادسا: وبالمقابل أطرح سؤالا معاكسا: ما الذى سينقص من عرى الاسلام لو اعتبرنا هذا الحديث ملفقا؟ هل سينقص التوحيد؟ مكارم الأخلاق؟ دلونى على فضيلة واحدة ستذهب بذهابه!

سابعا: فليكن واضحا أننى لم أقل قط هيا لنلغ أحاديث الآحاد كلها ونرفض البخارى. حاشا لله أن أفعل ذلك. إن هى إلا أحاديث قلائل تناقض القرآن وننزه عنها النبى، ربما لا يصل عددها لأصابع اليدين.

أما بالنسبة لفضائل الأعمال مما لا يخالف القرآن ولا تمس مكانة النبى فيا ألف مرحبا بأحاديث الآحاد.

■ ■ ■

أتمنى ألا أضطر للكتابة مرة أخرى عن هذا الموضوع.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع