الأقباط متحدون - فككوا هذا الفساد
  • ٢٠:٣٠
  • السبت , ١٤ يوليو ٢٠١٨
English version

فككوا هذا الفساد

مقالات مختارة | الأب رفيق جريش

٣٧: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

أصبح من الأخبار الاعتيادية أن نسمع عن القبض على شخصيات من المفترض أنها فى مراكز مرموقة فى الدولة بتهمة الرشوة أو الفساد ولكن أحسب أن هذا لا يجب أن يكون خبراً «اعتيادياً»، قد نفهم أن بعض صغار الموظفين أمام ضغوط الحياة وعدم عدالة الدخل قد يضعفون أمام رشوة أو إكرامية أو نسميها ما شئنا، ولكن أن يطال الفساد أشخاصا هم فى وظائف عُليا فهذا هو كل الخطر، فمثلاً وزير أو رئيس حى أو رئيس هيئة من المفترض فيه أنه حارس لمصلحة الشعب وللقطاع الذى يترأسه، فمن غير المعقول أن حارس الحظيرة يكون هو ذاته الذئب الناهب لثروات وحقوق الشعب.

من غير المعقول أن يطال الفساد هذه الرؤوس وإذا طالت وبهذه الكثرة فهذا معناه أن الفساد معشش فى الجهاز الإدارى للدولة، فليس عدد السكان هو الذى يلتهم التنمية فمهما عمل الرئيس والحكومة يذهب كل ذلك هباءً فى دخل خسيس التهمه مسؤول ما، وإذا تفشى الفساد إلى هذا المستوى وكل المستويات التهم كل محاولة لتنمية بلادنا.

الفساد أصبح منظومة وأحسب أنه أول شىء لبناء «الإنسان المصرى» هو تفكيك منظومة الفساد هذه التى تلتهم الأخضر واليابس. رغم كل جهود الرئيس من أجل الارتقاء بالشعب المصرى البعض سيبرر هذا بأن الفساد موجود فى كل العالم أو هناك من سيقول «هؤلاء هم قلة من الناس» ولكن أقول إنه «لم يعدوا قلة» فأجهزة التفتيش تأتينا كل يوم بأخبار محزنة من هذا النوع حتى فقدنا كل أمل فى الإصلاح.

أطالب بتفكيك هذه المنظومة فوراً لأنها تلتهم كل الجهود التى تتم اليوم وأطالب بتشديد العقوبة لكل من تسول له نفسه أن يلتهم حق الشعب بالطرق المعوجة والخسيسة.

ولا يخفى أن مصر تعيش على معونات كثيرة تأتينا من دول صديقة ومنظمات دولية ويجب أن نواجه أنفسنا بأن سمعة مصر رديئة أمام هؤلاء بسبب الفساد المعشش فى نظامها الإدارى، فكيف نكون دولة تعيش على معونات دول أخرى وتكون السرقات والفساد بهذه الكمية الكبيرة من الأموال.

وليس النظام الإدارى فقط فيه فاسدون ولكن الراشى ذو المصلحة الخاصة هو أيضاً يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية فهو يستغل «نفس ضعيفة» أمام المال من أجل أن يكسب هو مالاً أكثر ويستغل ضعف المرتشى، والمستهلك هو فى الآخر يتحمل هذا الاستغلال ويدفع بالثمن الغالى المنتج الذى يحتاجه وغالباً يكون هذا المستهلك من الطبقة الكادحة ليزيد ظلم الأيام ظلماً أكثر.

أطالب فى أسرع وقت أن يطبق القانون بل تشدد العقوبة على الراشى والمرتشى على حد سواء، وتكون المحاكمات عاجلة أسوة بالإرهابيين فإذا كان الإرهابيون يحصدون أرواح الناس، فالفساد والفاسدون يحصدون روح مصر ونقاءها وطهارتها وعزتها.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع