الأقباط متحدون - أحوال مصرية
  • ٠٠:٢٨
  • السبت , ١٤ يوليو ٢٠١٨
English version

أحوال مصرية

مقالات مختارة | مفيد فوزي

٣٣: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨

مفيد فوزي
مفيد فوزي

■ تم ندب المرتشى؟!
فى الخبر الذى نشرته الأهرام فى صفحتها الأولى عن القبض على رئيس الجمارك متلبساً بالرشوة، تفصيلة صغيرة تقول: يذكر أن جمال عبدالعظيم كان يشغل منصب رئيس الإدارة المركزية لجمارك بورسعيد، وتم ندبه لرئاسة مصلحة الجمارك فى ٨ مايو الماضى!!

تم ندبه على أساس إيه؟

هل تم الندب طبقاً لتقارير «شفافية» تؤهله لرئاسة مصلحة الجمارك؟ معلوماتى أن تقرير «الرقابة الإدارية» يسبق أى موظف عام مرشح لمنصب ما فى الدولة؟!

■ 57 والرقابة؟
انتظرت «قرار» النيابة بناءً على تقرير وتمحيص وبحث وتنقيب الرقابة الإدارية التى نثق تماماً فى نزاهتها، بغض النظر عن أهمية «الصرح الكبير» والإنسانيات المحيطة به، يسألنى حفيدى شريف حليم: إيه المطلوب يا جدو فى المعمعة دى؟ وقلت لحفيدى: إنه مستشفى ضخم قائم على التبرعات ويعالج أطفال السرطان والمطلوب معرفة كم ينفق على الأطفال وعلاجهم حتى مرحلة الشفاء وكم يدخل الجيوب؟!

■ دعوة لوزير الطيران
من فضلك يا معالى الوزير انزل - دون رجالك - ودون سابق معرفة إلى صالة الوصول الخارجى وراقب كم من الوقت يستغرق وصول حقائب الركاب، فلو كنت راكباً ستنفجر من الغيظ والانتظار الممل وسوف تقارن - إن كنت مدمناً للسفر - الفرق بين سيور مطاراتنا البطيئة وسيور مطاراتهم السريعة، لقد كنت دائماً أتوقف يا معالى الفريق يونس المصرى أمام «وزارة السعادة» فى الإمارات حتى فهمت أن السعادة تعنى سرعة الإجراءات وبساطة الإجراءات واحترام وقت الناس ومكافحة الغيظ! وقد علمت أنك قمت مع أورطة من رجالك بجولة تفقدية لشركة مصر للطيران للخدمات الأرضية، أطلب منك أن تندس وسط الركاب وتمارس الانتظار البغيض!

■ شهادة صلاح منتصر
شهادة صلاح منتصر على عصر عبدالناصر، كتاب مهم جداً يجب أن يكون فى أيدى الشباب ليكون «عونا لأجيال» لم تكن حاضرة أو حضرت ولم تعرف أو عرفت ولم تفهم» هكذا قدم صلاح العون لمن لم يحضروا وهو يعترف «لست من جرحى أو ضحايا ثورة يوليو ٥٢، فلم يأخذوا شبرا من أرض أو وضعونى تحت الحراسة يوماً أو أمموا مشروعاً أمتلكه أو أوقفونى عن عملى فى الصحافة»، لهذا تجىء شهادة منتصر محايدة بعين كاتب ورؤية أحد حضر أحداثها واشتبك معها، كتب صلاح كتابه كفيلم بسيناريو أخاذ دون فذلكة ودون حنجورية ودون أن يتحول إلى مجذوب من مجاذيب عبدالناصر، وهنا تتجلى الأمانة فى العرض الشيق الذى استحوذت صفحاته على اهتمامى، وأنا للأمانة المطلقة كرهت نظام عبدالناصر ولم أكره عبدالناصر وحين مات بكيته بنشيج مرتفع الصوت. فصلنى نظام عبدالناصر ١٤ شهراً دون ذنب سوى جرأتى فى تناول كواليس أحد مشروعات الثورة وصحح الوضع الأستاذ هيكل وأعادنى لمكتبى وضمد جراحى واحترم كراهيتى لنظام أسقط ملكاً، ليتحول إلى «11 ملكاً»!

إن صلاح منتصر زميل ورفيق دفعة المشوار الصحفى يلخص بذكاء أن عصر عبدالناصر هو «سنوات الانتصار والانكسار» ومن أجمل ما سرده صلاح ص٦ سلبيات عبدالناصر بعيون هيكل: الاعتماد على مسلمات قديمة سابقة والتفكير والعمل وفق مدرسة «ليدل هارت» التى تقول بالاختراق والتقدم وتطويق الجيوب، والاعتماد على الجماهير بطريقة غيبية، إنه - أى عبدالناصر - أحب سوريا ولكنه على وجه اليقين لم يستطع النفاذ إلى قلب تركيبتها الخاصة ويبدو أن حركة المدن وجماهيرها أخفت عنه حركة الصحراء وقبائلها وعشائرها، ويتوقف صلاح منتصر عند وصف صلاح نصر لعبدالناصر بعد الانفصال وهو «النمر الجريح» الذى بدأ حملة «تأميمات وحراسات واعتقالات بعد الانفصال».

يقول صلاح منتصر: فى موقعة الخامس من يونيو ٦٧، توليت دون أن أعرف تقديم الأكاذيب للقارئ، عن معارك لم تحدث وطائرات لم تسقط، وحين تكشفت الحقائق جعلتنى أعيد التفكير فى القداسات التى آمنت بها، وبدأت أستعيد بعد رحيل عبدالناصر «الوعى المفقود»!

آخر شهادة صلاح منتصر: «عندما مات عبدالناصر يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٧1 شهدت جنازته صورة غير مسبوقة، فلم يكن معلوماً لدى هذه الملايين أن البطل الذى يرونه فارع القوام قوى الخطوات يعانى آلاماً قاتلة فى المفاصل، القلب. لم يتصور الذين عاشوا عبدالناصر أنه كأى بشر يمكن أن يموت ككل البشر!

هذه شهادة مفعمة بالصدق ومكحلة بالأمانة ومروية بالمهنية.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع