خطاب نتنياهو فى واشنطن: علينا التفكير والتدبير
مقالات مختارة | بقلم : محمد أبو الغار
٥٤:
٠٥
م +02:00 EET
الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٨
هذا ملخص لخطاب حماسى لنتنياهو رئيس وزراء إسرائيل فى مؤتمر الآباك وهى المنظمة اليهودية الأمريكية الكبرى فى واشنطن وحضره الآلاف. الخطاب عاطفى ويقول للجميع كم نحن أقوياء فى إسرائيل ويشكر أمريكا على مساندتها المستمرة.
تحدث أولاً عن قوة إسرائيل العسكرية وقوة الطيران الإسرائيلى وشبكات الدفاع الالكترونية الذى قال إن العلماء الإسرائيليين قد طوروها بمساعدة أمريكا. ثم تحدث عن المخابرات الإسرائيلية (الموساد) والذى قال إنها الأقوى ولها أذرع فى العالم كله وأنها تحمى الإسرائيليين وغيرهم فى أنحاء الدنيا. وتحدث عن قوة الاقتصاد الإسرائيلى الذى يعتمد على الابتكار والاختراع وذكر أنه فى عام 2006 كانت هناك شركة واحدة لتكنولوجيا المعلومات ضمن أكبر 10 شركات فى العالم ومعظم الشركات كانت للطاقة، هذا العام تغير الموقف إلى خمس شركات لتكنولوجيا المعلومات وهى جوجل وأبل وأمازون وفيس بوك وبيرك شاير وشركة واحدة للطاقة. يقول نتنياهو إن جميع هذه الشركات لها مراكز أبحاث متقدمة فى إسرائيل وتعتمد على علماء وباحثين إسرائيليين. وهناك عشرات الشركات الإسرائيلية الأخرى التى تبيع منتجها للعالم كله.
ثم تحدث عن التقدم الجبار فى الزراعة حيث يتم التحكم فيها بواسطة مروحيات صغيرة تحمل كومبيوتر لتحدد وتوصل بدقة لكل شجرة كمية الماء والسماد المطلوب ونوعه والتى تتغير من شجرة إلى أخرى ومن حقل إلى آخر.
وتحدث عن البيئة وأن إسرائيل قد طوّرت طرق الحفاظ على الماء بحيث تعيد تدوير 90% من الماء المستخدم ليعاد استخدامه مرة أخرى والدولة التى تليها فى العالم هى إسبانيا وتعيد تدوير 17% من الماء. وقال إن إسرائيل تقوم بتغيير العالم وأنهم يطورون الزراعة وتوفير الماء فى أفريقيا. وأن فى الهند حيث 65% من سكانها يعملون فى الزراعة أدت تكنولوجيا الزراعة الإسرائيلية إلى مضاعفة إنتاج الفلاح الهندى. وعدد البلاد التى زارها لتصدير التكنولوجيا وتوطيد العلاقات فى كل العالم فقد زار أفريقيا ثلاث مرات فى عام واحد بخلاف الهند وأستراليا وغيرهما.
ثم تحدث عن المركبات والسفن وغيرها التى تقاد بدون سائق وقال إن إسرائيل عندها 10 من أكبر شركات العالم فى تطوير هذه التكنولوجيا، وأن شركة واحدة قد تم بيعها لشركة انتل الأمريكية بمبلغ 15 بليون دولار على أن تستمر الإدارة والعلماء الإسرائيليون فى تسييرها. وتحدث عن وسائل منع السرقة الالكترونية فى البنوك والشركات وقال إن إسرائيل تقدم 20% من هذه التكنولوجيا فى العالم كله.
لن أذكر الجزء السياسى من الخطاب لأركز فقط على التقدم التكنولوجى، فيجب أن نعترف أن إسرائيل متقدمة تكنولوجياً وتفوقنا بمراحل، وعلينا اللحاق بهذا الركب وإلا مصر سوف تندثر تماماً. وواضح أن الدولة والنظام التعليمى والبحثى فى مصر تحت رعاية الحكومة شديد التخلف ولم يؤد إلى تقدم حقيقى. التقدم الطفيف حدث فى بعض شركات قليلة وبعض المؤسسات يقودها علماء وطنيون بعيداً عن سيطرة الدولة وتدخلات الأمن. على القيادة فى مصر أن تعرف أن مستقبل مصر لن يُبنى بالخرسانة المسلحة ولا بيع الأراضى ولكن يُبنى بالعقول المصرية التى يترك لها حرية العمل فى البحث العلمى فى ظروف مساعدة بدون ضغوط.
مؤسسة مجدى يعقوب ومركز غنيم وغيرهما العديد يقوم بأبحاث عالمية ويقدم أشياء ممكن أن تحدث طفرة اقتصادية. ثم جاء وزير الصحة السابق بمشروع قانون يوقف البحث العلمى تماماً ووافق عليه مجلس الشعب ورفض حتى مناقشته. أنتم تقتلون البحث وتدمرون أى أمل فى المستقبل. وبدون وعى البعض منحاز لتفوق إسرائيل الكاسح. إذا جاءت دعوة لمؤتمر علمى لأستاذ جامعى عليه أن يملأ أربع استمارات من عدة صفحات تقدم لأربع جهات أمنية قبل موافقة الجامعة على سفره. طبعاً لو كان شاب ومتميز سوف يهاجر بسهولة. هذه الجهات الأمنية تعرف جيداً كل شىء عن هذا الباحث فلماذا التأخير والبهدلة والإذلال غير المبرر بدعوى الأمن؟ الأمن المتميز يعرف كل شىء بدون استمارات.
إطلاق البحث العلمى وترك الحرية للعلماء والمساعدة فى تأسيس شركات خاصة للتكنولوجيا هو الأمل الوحيد فى المستقبل. فلنركز- كما فعلت الهند- على مجتمعات علمية صغيرة يترك لها الحرية وتعطى لها كل الفرص وبالتدريج تزيد عددها. ولنترك وزارات التعليم العام والبحث العلمى تكافح مع الجامعات والمعاهد ذات الأعداد الكثيفة. لعل هذه المراكز المتقدمة تقود مصر للأمام فى ظل المنافسة الدولية الرهيبة. الأمر شديد الخطورة والخوف من الاندثار كبير.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك
نقلا عن المصرى اليوم