الأقباط متحدون - لكى لا ننسى صُناع الهلاك!
  • ٠١:٠٣
  • الأحد , ٨ يوليو ٢٠١٨
English version

لكى لا ننسى صُناع الهلاك!

مقالات مختارة | بقلم : فاطمة ناعوت

١٦: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ٨ يوليو ٢٠١٨

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت

 أكتبُ لكم صباح يوم ٣ يوليو ٢٠١٨، بعد سنين خمسٍ من إسقاط الإخوان عن عرش مصر بإرادة شعب وجسارة جيش. والسنوات الخمسُ قد تُنسى ما كان، وما كان يمكن أن يكون لولا ثورة ٣٠ يونيو، وبيان ٣ يوليو، وتفويض ٢٦ يوليو ٢٠١٣. والنسيانُ نعمةٌ كبرى ومنحةٌ إلهية لبنى الإنسان حتى يقاوم الحَزَنَ ويواصل حياتَه، لا شك فى تلك الحقيقة. لكن النسيانَ ذاته قد يكون نقمة على الإنسان، إن تناسى أن النارَ تلسعُ وأن الأفعى تلدغُ، فيُسْلمُ لهما يدَه مرّةً بعد مرة، ولا يتعلم من التجربة. هنا يتحول النسيانُ الطيبُ إلى لون من الحماقة والغفلة. والتاريخُ لا يحمى الغافلين.

 
ويبدو أن بعضَنا نسى، أو يودّ أن يتناسى، ما مرّ بنا فى ذلك العام الحالك الذى حكمنا فيه الإخوان الإرهابيون، حين سرقوا عرشَ مصرَ ذات غفلة من التاريخ ومنّا، نحن المصريين. ولا بأس أن نتذكّر، ونُذكِّرَ من نسى.
 
بعد ثورة ٣٠ يونيو التى بددت ظلامَ مصر الحالك، وقبل ٢٦ يوليو ٢٠١٣، ذكرت صحيفةُ الجارديان البريطانية «أن سعى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، قائد الجيش، للحصول على تفويض شعبى، جاء بعد تطور خطير على الأرض وتصعيد جماعة الإخوان من عملياتها ضدّ الجيش والشرطة واستهداف مدينة المنصورة، وورود خطط لاستهداف مدن أُخر». وأشارت الصحيفةُ إلى أن التحرك العسكرى يحتاج إلى دعم شعبى آنذاك، بعد ارتفاع أعداد ضحايا العمليات الإرهابية خلال تلك الفترة وسقوط أكثر من 190 قتيلا. وأصبح من المؤكد لدى الجيش المصرى أن أنصار المعزول قرروا تحويل مصر إلى ميدان ملتهب بالأعمال الإرهابية. فبعد أن كانت المواجهات تعتمد على أسلحة بيضاء وعُصى وقنابل مولوتوف وأسلحة خرطوش، استخدمت الجماعةُ قنابل محلية الصنع أدت لاستشهاد أفراد أمن ومدنيين، فقرر الجيش التحرك لإحباط هجمات الإخوان التى غدت أكثر دموية، فكان لابد من دعم شعبى للتأكيد على رغبة الشعب فى القضاء على الإرهاب؛ فكان اللجوء إلى الشعب باعتباره مصدر السلطة الوحيد فى مصر وقتئذ.
 
وقتها، أوضحت المصادر: «أن خطة الجماعة تشمل إحراق مبنى جامعة الدول العربية بميدان التحرير، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمحكمة الدستورية العليا، وعدد من المنشآت الحيوية بمنطقة وسط البلد، فى أوقات متزامنة، لمفاجأة الجهاز الأمنى بوزارة الداخلية، وقوات الدفاع المدنى حتى لا تتمكن من إخماد تلك الحرائق الهائلة، التى سيتم إشعالها فى أماكن متفرقة فى وقت واحد». والحرائق كانت ستتم من داخل البنايات ذاتها، لا من خارجها، عن طريق إحداث خلل عمدى فى دوائر الكهرباء، لإحداث ماس مع إلقاء مواد سريعة الاشتعال، لتحقيق أكبر قدرة تدميرية فى أقل وقت ممكن. بالإضافة إلى تنفيذ مخطط لاغتيال عدد من الشخصيات العامة المرموقة من مفكرين وساسة وعسكريين لزيادة حجم البلبلة فى مصر، وإطلاق اليد السوداء للجماعات الجهادية المسلحة، التى تحتل سيناء، لإحداث تفجيرات عشوائية بهدف ترويع المواطنين وإثارة الفزع.
 
وكشفت المصادر آنذاك أن الخطة الإخوانية لإحراق القاهرة الكبرى، سوف يشترك فيها عدد ضخم من شباب جماعة الإخوان من العناصر المدربة على أساليب العنف، ولديها مهارات بارزة فى اللياقة البدنية، واستخدام الأسلحة المختلفة، مؤكدين أنه من المقرر الاستعانة بألفين من «الجناح العسكرى» للجماعة لتنفيذ المخطط الدموى، بمعاونة نحو ١٠٠ عنصر جهادى يجيدون استخدام الأسلحة الثقيلة، والقنابل اليدوية محلية الصنع.
 
وأشارت المصادر إلى أن جماعة الإخوان ستقوم بتصوير مشاهد حريق القاهرة والمنشآت السيادية، وإرسال الفيديوهات إلى عدد من القنوات الخاصة الموالية لها، وعلى رأسها قناة الجزيرة مباشر مصر، وبعض القنوات الأجنبية التى تبث من القاهرة باللغة العربية، فى إطار خطة لتصدير مشهد الرعب والفزع فى نفوس المصريين، وإظهار أن الجماعة قادرة على مواجهة أجهزة الدولة بكاملها بعد عزل مرسى من الحكم، إلى جانب تحفيز العناصر المتعاطفة مع الإخوان للنزول للشارع، من أجل نصرة مخطط الجماعة فى العودة للحكم.
 
وبيّنت المصادر أن خطة الإخوان فى تظاهراتهم أيام الجُمع سوف تشمل الاعتداء على عدد من المحلات الشهيرة فى منطقة عباس العقاد ومكرم عبيد بمدينة نصر، إلى جانب الاعتداء على معسكر «أحمد شوقى للأمن المركزى» من أجل كسر هيبة جهاز الشرطة، واستهداف الأمن المركزى، باعتباره القوة الضاربة لوزارة الداخلية والكيان القادر على مواجهة أى أعمال شغب أو بلطجة فى البلاد.
 
وأشارت المصادر إلى أنه سيتم ارتداء بعض شباب جماعة الإخوان للزى العسكرى المصرى وإطلاق النار على المواطنين عشوائيًّا، لبث كراهية الشعب المصرى للقوات المسلحة، وإظهارها على أنها تقتل الشعب المصرى، إلى جانب تنفيذ العناصر الإخوانية التى ترتدى الزى العسكرى هجمات مسلحة على تجمعات الجاليات السورية والعراقية بمصر، لإثارة كراهية تلك الجاليات للجيش المصرى، ودفعهم للوقوف إلى جانب المعزول وأنصاره، هذا ما خططه لمصر صنّاعُ الهلاك، فهل ننسى؟!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع