الأقباط متحدون - إنهم يقتلون اللاعبين.. أليس كذلك؟
  • ٠٨:٢٧
  • السبت , ٧ يوليو ٢٠١٨
English version

إنهم يقتلون اللاعبين.. أليس كذلك؟

مقالات مختارة | أسامة سلامة

١٨: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٧ يوليو ٢٠١٨

أسامة سلامة
أسامة سلامة

لم يظهر أغلب اللاعبين الذين كانت الجماهير تنتظر تألقهم فى كأس العالم بمستواهم المعهود، وهى ظاهرة تستحق الدراسة، لماذا فقد هؤلاء النجوم بريقهم فى البطولة الأهم والتى ينتظرها محبو الساحرة المستديرة بشغف كبير كل 4 سنوات ويتمنى كل لاعب المشاركة فيها؟

البعض يرى أن الأموال الطائلة التى يحصل عليها اللاعبون من أنديتهم تجعلهم أكثر حماسًا وهم يلعبون لها عن اللعب مع منتخباتهم القومية، وهو اتهام ظالم لأن كل لاعب يتمنى أن يتوج تاريخه الرياضى بدرة الألقاب العالمية، أو حتى الاكتفاء بشرف اللعب فى المونديال، البعض يقول أن الأندية الكبيرة تضم مجموعة منتقاه من أبرز نجوم اللعبة من الدول المختلفة، ويلعبون معًا لفترات طويلة ولهذا فإن التفاهم بينهم أكبر من لاعبى المنتخبات القومية الذين يلعبون معًا مباريات قليلة ولهذا يفتقدون التجانس، ولكن هذا الرأى أيضًا مردود عليه بأن مهارات النجوم كبيرة ويستطيعون التأقلم سريعًا، خاصة وأن الفرق تتجمع فى معسكرات قبل البطولة، ويلعبون معًا مباريات ودية كثيرة.

فى رأيى أن السبب الأساسى هو أن اللاعبين الكبار يأتون للبطولة وهم مجهدين، بعد أن قضوا موسمًا طويلًا مع أنديتهم، فكأس العالم يتم إقامتها فى شهرى يونيو ويوليو، بعد أن يكون اللاعب قد استهلك تمامًا من الموسم الكروى الطويل، والذى يمتد من شهر أكتوبر الى مايو، أى ما يقرب من ثمانية أشهر، ثم ينضم إلى معسكر بلده ويشارك فى مباريات ودية، ما يجعله يصل إلى المسابقة الرئيسية منهكًا غير قادر على إبراز موهبته المعتادة.

لا يستطيع أحد أن يعترض على استهلاك هؤلاء اللاعبين، فقد أصبحت اللعبة تحت رحمة أصحاب الاستثمارات وما تجلبه من أموال طائلة، وخاصة فى الدوريات الكبرى التى يلعب بها غالبية النجوم الكبار، إنهم هنا يذكروننى بالرواية الرائعة "إنهم يقتلون الجياد.. أليس كذلك" للكاتب الأمريكى "هوراس ماكوى"، والتى صدرت عام 1935 وأصبحت فيما بعد فيلمًا عالميًا، و تحكى عن شاب وفتاة فشلا فى العثور على عمل فى هوليوود، فقررا الاشتراك فى ماراثون للرقص يتنافس فيه المتسابقون على الرقص لأيام طويلة مستمرة، ويخرج من السباق من يقع أو لا يستطيع الاستمرار، وبعد أن رقص الاثنان 879 ساعة ولم يتبق سوى عشرين متنافسًا صامدين، تم إلغاء المسابقة بعد أن قتلت إحدى النساء فى المرقص برصاصة طائشة، وتم منح كل مشارك متبقٍ 50 دولارًا تقديرًا لجهدهم، وعندما خرج الاثنان من المرقص بعد خمسة أسابيع، أخرجت الفتاة مسدسًا وطلبت من الشاب قتلها، وفى التحقيق تذكر الشاب كيف أطلق جده الرصاص على حصان العائلة المفضل بعد أن كسرت ساقه ولم يعد قادرًا على المشاركة فى المسابقات، وحين ألح عليه المحققون عن سبب قتلها قال إنها طلبت منه ذلك، وأضاف قائلًا "إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك".

إنه تقريبًا نفس ما يحدث مع نجوم كرة القدم، والذين يظلون يركضون فى الملاعب لساعات طويلة بحثًا عن فوز ومحققين لأصحاب الاستثمارات أرباحًا كبيرة، ولهذا سيظل النجوم باهتين فى كأس العالم طالما ظلت المسابقات الكروية بنفس الطريقة غير الرحيمة، والحل فى تغيير موعد نهائيات المونديال، وأن تقام البطولة فى شهر يناير حيث يكون النجوم فى قمة نشاطهم وتركيزهم البدنى والذهنى، ولكن لأن المتحكمين فى اللعبة سيرفضون هذا الأمر من أجل الأموال التى يكسبونها من المسابقات المختلفة، فإن اللاعبين سيظلون متعبين، ومع ذلك يركضون فى الملاعب، وسنظل نصرخ "إنهم يقتلون اللاعبين أليس كذلك؟
نقلا عن مبتدا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع