الحرب التجارية الامريكية علي الصين ومستقبل الاتفاق الكوري

سليمان المنياوي
في الوقت الذي تقوم فية قوات الجيش العربي السوري بمحاولة تحرير الجنوب السوري ، وتجري الترتيبات اللازمة للقاء القادم المزمع بين بوتين وترامب ، بدأت الولايات المتحدة تنفيذ فرض رسوم جمركية على بضائع صينية تبلغ قيمتها 34 مليار دولار، في أشارة الي بدء الحرب العالمية التجارية بين القطبين الاعظم اقتصاديا الولايات المتحدة والصين ، وقالت وزارة التجارة الصينية: "تعهد الجانب الصيني بعدم إطلاق أول طلقة، ولكنه مجبر على الرد لحماية مصالح شعبه، وبالطبع يسود القلق في الاسواق المالية والشركات العالمية من هذة الحرب .

لكن تري ما الاسباب التي جعلت ترامب يعجل بذلك ؟ وتري ما علاقة بداية الحرب بالتقارب الامريكي الكوري الشمالي من جهة واللقاء المزمع بين بوتين وترامب من جهة اخري .

لو عدنا للوراء قليلا الي 15 /12/2017 ، حيث جرت مكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين بعد انقطاع واعلن بعدها المكتب الصحفي للكرملين في بيان لة :"تمت مناقشة الوضع بمناطق الازمات مع التركيز علي تسوية المشكلة النووية لشبة الجزيرة الكورية " واضاف بأن الرئيس بوتين صرح:" أن روسيا سوف تساعد في التسوية بين البلدين "

وفي الوقت الذي اطمئن فية ترامب الي ان روسيا سوف تساعد في التقارب الجديد مع كوريا الشمالية ، جأت توقعاتة بالنسبة للصين مخالفة ووفق ما ذكرت في منتصف يناير العام الماضي انتر فاكس الروسية علي لسان  زهانج باوهيو استاذ العلاقات الدولية بجامعة لنجنان في هونج كونج ، من ان الصين تخشي من خسارة الهيبة اذا ما نجحت الولايات المتحدة في السيطرة في شمال شرق اسيا" واكد علي ان الصين منذ الحرب الكورية التي دارت (1950 / 1953) ووقفت بجانب كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة الامريكية ، اصبحت بيونج يانج جدار عازل للصين ضد وجود اي قوات امريكية علي حدودها ، لذلك قاومت الصين بقدر ما تستطيع التقارب الامريكي الكوري الشمالي، وفرضت علي كوريا الشمالية عدم التوقيع علي اتفاقات واضحة وتدفع الي تعقيد المفاوضات المرتقبة حول نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية حتي لا تتغير ثوابت اصبخت راسخة للصين في شمال شرق اسيا ، لان اي اتفاق بين كيم وترامب حول نزع السلاح النووي مقابل تطبيع العلاقات الامريكية الكورية الشمالية فأن شمال شرق اسيا سوف تتغير معلمة العسكرية لصالح الولايات المتحدة الامريكية .. كما انة لو توحدت الكوريتين مستقبلا سيمثلان اكبر خطر علي الصين ونظامها السياسي .

لذلك لم يجد ترامب من سبيل الا البدء في الضغط علي الصين بالحرب التجارية ، ولكن تري هل ترد الصين بالتقارب مع ايران كرد فعل للتقارب الامريكي في مع كوريا الشمالية ؟

علي الجانب الاخر هناك قوي اخري لها دور في تلك الحرب وهي الاتحاد الاوربي ، حيث قالت مفوضة التجارة في الاتحاد الاوربي مسيسيليا مالمستروم علي تويتر الجمعة :" انها قلقة من فرض رسوم جمركية مضادة  بين امريكا والصين لانها ستكون مدمرة للاقتصاد العالمي ، لانة بوضوح الحرب التجارية ليس من السهل الفوز فيها "
 
ولازال الصراع مستمرا بين الاقطاب الاربعة الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوربي .