أرقام تحطم أساطير4-4
د. مينا ملاك عازر
١٩:
١٠
ص +02:00 EET
الاربعاء ٤ يوليو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
في هذا المقال نختتم سلسلة طالت بعرض الأساطير التي انتشرت في الآونة الأخيرة لتخدير ضمير المسؤولين ولتغييب الوجدان والوعي المصري ليجعلوا أنفسهم مرتاحة بأن حلال ما يجري بنا من اغتصاب لأموالنا التي بجيوبنا للصرف على فشل الحكومة ومشاريعها التي تأمل في تخليدها لكننا وبشهادة حكومية قررنا في هذه السلسلة أن نفند تلك الأساطير بل نناقش في هذا المقال الختامي الرؤية التي نراها لبعضنا البعض بل والتنوع الطبقي في النظرة كل طبقة للأخرى وكذلك التفاوت الأيديولوجي بين الثوريين والدولجية وغيرهم، أسطورة كل المصريين اشتروا موبايلات غالية عشان يفتحوا الفيس بوك.
نسبة امتلاك المحمول مرتفعة فعلاً، تبلغ 88.1% لكن هذه ليست رفاهيات، بل لأنه بديل عن التليفون الأرضي، لكن في المقابل فإن نسبة امتلاك هاتف حديث سمارت» ليسمح بالاتصال بالأنترنت لا تزيد على 22.1% فقط أما الآيباد أو التابليت فلا تتجاوز 3.7%.
قطاع كبير من الطبقتين الوسطى والعليا في مصر، ويشمل هذا قطاعات من مؤيدي ومعارضي النظام لا يفهمون معنى أن مصر بلد كبير جداً، سكانه بالداخل تجاوزوا 91 مليون نسمة، بالإضافة إلى 9- 10 ملايين بالخارج، هذه الأعداد تسمح بوجود عشرات العوالم والمجتمعات والشعوب المنفصلة تماماً، وتسمح بأن يكون لدينا أعداد ضخمة مئات الآلاف والملايين من كل الفئات من الأغنياء والفقراء، من المتعلمين والجهلة، من المهذبين والمنحطين، من الإسلاميين والعلمانيين، والثورجية والدولجية اللي ملهمش فيها.
قد يكون صحيحاً أن الطبقة الوسطى المُتعلمة تقود السياسة عالمياً، وتفرز النُخب الحاكمة والمُعارضة أيضاً، لكن في العالم لا يدعي هؤلاء أنه لا يوجد غيرهم أصلاً في البلد، ولا يدفنون رؤوسهم من حقائق الأرقام ليلوموا شعوبهم المسحوقة سواء اللوم الدولجي بأن الشعب كسول وسلبي أو اللوم الثورجي بأنه شعب العبيد.
كما أن حقيقة كون الطبقة الصانعة للسياسة في مصر أقلية عددية بحتة يجب أن تكون لها انعكاساتها على أسلوب العمل والخطاب السياسي والحكم والمعارضة أول قواعد خلق سِلم اجتماعي ووطني لجميع السكان، هو أن يرى الملايين الملايين يعرفوا بوجودهم أصلاً، ثم يتفهموا اختلافاتهم ودوافعهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
يجب أن نتعرف على أنفسنا، وأول خطوة أن نكف عن الثقة في أي عبارات تبدأ بأن أصل الشعب ده كذا أو كل المصريين كذا، كما يجب محاسبة كل مسؤول لم يقرأ تلك الإحصائيات التي أصدرتها جهة حكومية، ولم يتقي الله في الشعب، وداس عليه في مقابل تحقيق أمجاد شخصية قد تنجح وقد تودي البلد في ستين داهية.
أخيراً في هذا المقال لم نقدم هدم لأساطير فقط ولكن رصد للحالة الطبقية ونظرة كل طبقة للخرى وحلول لإقرار السلم الاجتماعي الذي نتمنى دوامه وبقائه لأنه في زواله خطر داهم يهدد الجميع بما فيهم من يظنوا أنهم في مأمن ولذا هنا ندق ناقوس الخطر لعل نجد من يسمعه ما دامت لم تجد إحصائيات الجهاز الحكومي من يقرأها!.
المختصر المفيد اقرأوا واتقوا الله.