الأقباط متحدون - هتلر.. ومحمد رمضان
  • ٢١:٣١
  • الثلاثاء , ٣ يوليو ٢٠١٨
English version

هتلر.. ومحمد رمضان

مقالات مختارة | بقلم :دينا انور

٠١: ٠٨ م +02:00 EET

الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٨

هتلر.. ومحمد رمضان
هتلر.. ومحمد رمضان

 تذكَّرت اليوم حين قصَّ عليّ أبنائي قصة " أدولف هتلر " .. من خلال رواية أمريكية قرأوها .... ضمن سلسلة " ?who was ".. التي تتناول قصة حياة أكثر الشخصيات تأثيراً في مصير البشرية ..

 
إستوقفتني جداً.. معلومة أن "أدولف هتلر" كان يتطلّع إلى أن يكون رسَّاماً .. و لكن كثرة إحباط معلمي الرسم له .. و إجماعهم أنه لا يمتلك الموهبة و لا القدرات التي تؤهله للرسم.. تسببت في تغيير مجرى حياته من النقيض إلى النقيض .. و إعتباره اليوم مجرم حرب دولي .. و من أشهر سفاحي العالم ..
 
كذلك النجم "محمد رمضان" .. خرج علينا منذ سنوات بجاذبية مصرية أصيلة .. و موهبة تمثيلية متميزة أثنى عليها الفنان العالمي الراحل / عمر الشريف شخصياً .. و تشابه مُدهش في الملامح بينه وبين الراحل العظيم / أحمد زكي .... و كنت أرى فيه - من وجهة نظري - مشروع فنان موهوب و مختلِف ... يستطيع أن ينضم بقوة لنجوم الصف الأول و أبطال السينما المتميزين..
 
و لكن مع أحداث ٢٥ يناير .. و تصاعد و تيرة البلطجة و الشبيحة .. و تدني المستوى الأخلاقي لجيل بأكمله .. ربما أخطأ "رمضان" في تجسيد دور البلطجي عدة مرات بطريقة متلاحقة .. جعلت منه نموذجاً سلبياً يُعبِّر عن واقعٍ ردئ ..
 
و لكن هذا لا ينتقص من موهبته كفنان متميز .. و ليس مبرراً لتحقيره و جلده في كل وقت .. بمناسبة و بدون مناسبة ..
 
فكل الفنانين الكبار جسدوا أدواراً غير مرضي عنها مجتمعياً ..كأدوار المجرمين و تجار المخدرات و المتسولين و القوادين .....و لكنهم لم ينالوا كل هذا القدر من التجريح و الهجوم و الإزدراء و التكالب مثلما يحدث مع " رمضان" ..
 
ما يحدث مع "محمد رمضان" الآن يتشابه إلى حد كبير مع ما حدث ل" أدولف هتلر" .. و من الممكن جداً أن إستعدائه و مهاجمته بهذه الوحشية و الحشد .. قد يدفعه للتحول السلبي و تغيير المسار بنتيجة عكسية .. من فنان موهوب إلى شخص عدائي .. لأنه في النهاية إنسان ... لديه مشاعر و يتألم .. و لديه أسرة و أحباب يُهِمُّهم أمره ..... و يجب أن يكون له رد فعل على هذا الهجوم الضاري بحسب درجة ألمه ..
 
عن نفسي لا أعلم ماذا يثير الناس في إستعراضه لسياراته و أمواله و زهوه بمعدلات المشاهدة لأعماله الدرامية الرمضانية؟؟ 
لماذا تثيرنا سعادة الناس و تحققهم و إحتفالاتهم بما يكسبون .. أليس هذا السلوك مشابهاً لمن يلقي بمسؤولية تفشي ظاهرة التحرش على ملابس النساء؟؟؟
 
هل نحاسب محمد رمضان أنه يحتفل بشرائه لسيارةٍ كان يحلم بها يوماً بعد أن إمتلك ثمنها ؟؟.. لأننا لا نستطيع تهذيب أحقادنا عليه و غيرتنا منه و عدم تحققنا مثله ...؟؟
 
أم كان يجب عليه أن يكون منافقاً متظاهراً بالفقر و البؤس حتى يُعجِبكم ..؟؟؟؟
 
حتى عندما تبرّع بمبلغٍ ضخم لمستشفى سرطان الأطفال إتهمتوه بالمظهرية و المن و الإستعراض .. ماذا تريدون منه بالضبط ؟؟
 
كتبت هذا الكلام بعد أن قرأتُ حزن عينيه و مرارته .... و هو يشكو بإنكسار للإعلامي الكبير / أسامة كمال تأثره لرفض الزعيم "عادل إمام" أن يقف أمامه و لو في مشهدٍ واحد كضيف شرف .... و حزنه القديم من رفض الزعيم ترشيحه من قِبَل الفنان/ عمر الشريف لدور الفنان "إدوارد" في فيلم "حسن و مرقص" ...... و أنه لولا ثناء لورانس العرب / عمر الشريف على موهبته و ترشيحه له لخلافته على طريق العالمية ... كان من الممكن أن يخسر حياته نتيجة الإحباط ..!
 
لا تسرفوا في مهاجمة الناس و شيطنتهم و تلويثهم .. كل إنسان منّا لديه في حياته و لو لحظة نجاح واحدة فقط يستحق عليها التكريم ... دربوا أنفسكم أن تستشعروا هذه اللحظات في حياة الغير ....و صفقوا لهم عليها و شجعوهم لتكرارها ... حتى تجدوا من يصفق لكم ويشجعكم في لحظات نجاحكم ... و لا يحولكم من النقيض للنقيض .. كما فعل في الماضي معلمو هتلر و كما يفعل الآن مهاجمو رمضان ...!!!!
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع