«السيسى».. والإعلام
مقالات مختارة | وجدي زين الدين
الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٨
ما زلت مصراً على ضرورة تجديد الخطاب الإعلامى، وتغيير المنظومة الإعلامية الفاشلة، التى لا تخدم قضية تأسيس مصر الجديدة التى نحلم بها.. فلدينا عدد لا بأس به من الفضائيات والصحف المتنوعة ما بين قومية وحزبية وخاصة، وكل هذه الوسائل لا تساعد فى خدمة الدولة الجديدة، ويغلب على الخطاب الإعلامى لها الهوى الشخصى، والنتيجة ما نعيشه فى الواقع من «هرى» يشغل الناس بسفاسف الأمور أو يخدم مصالح شخصية.
الوسائل الإعلامية فى وادٍ والواقع على الأرض فى وادٍ آخر، ولا يغيب هذا على أحد، ولست هنا أقصد تجريحاً فى أحد أو النيل من القائمين على هذه الوسائل، إنما للأسف الشديد نجد الواقع به خطاب إعلامى لا يرقى أبداً مع طموحات مصر الجديدة التى يريدها المصريون.. والنتيجة المؤسفة هى وجود حالة انفصام شديدة بين الواقع الجديد للبلاد بعد ثورة 30 يونيو وهذه الوسائل الإعلامية.
لذلك لم يكن بغريب أن نجد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مرة ينادى بخطاب إعلامى جديد يتوافق مع الواقع الجديد للبلاد.
فى ظل مشهد إعلامى حالى يعانى من حالة ترهل شديدة وقائم على «سفاسف» الأمور أو التعلق بجوانب لا تخدم بالدرجة الأولى «الهم» الوطنى الجديد الرامى إلى تأسيس الدولة الحديثة، لا بد إذن من تغيير حقيقى للغة الخطاب الإعلامى، وبما يتوافق مع الواقع الجديد على الأرض. وعلى سبيل المثال نجد هناك فضائيات تتمسك بأشخاص يقدمون مع الأسف الشديد رسالة إعلامية مرفوضة بين جموع الناس ولا تعمق الحال الجديد لمصر فى ظل أوضاع جديدة تمر بها البلاد.
الحقيقة المرة أن النخبة الإعلامية الحالية تحتاج إلى غربلة شديدة حتى تقضى على حالة «الهرى» القائمة بالفعل التى تضر الدولة الجديدة أكثر مما تنفعها. ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن النخبة الإعلامية الحالية تشبه «الدبة» التى تضر صاحبها أكثر ما تنفعه، فالبلاد فى حاجة شديدة إلى عقول إعلامية واعية سواء فى الفضائيات أو الصحف أو أية وسيلة إعلامية، بعيداً عن المصالح الخاصة أو الأجندات التى لا تخدم تأسيس الدولة الحديثة، وبعيدًا عن المنافع الشخصية والعقول المتحجرة التى تدير وسائل الإعلام.. ولو ضربت أمثلة لن أنتهى من عمليات الحصر المؤلمة، لكن المشهد العام بات مزرياً ومخجلاً ويحتاج إلى تغيير فورى وفى أسرع مما نتخيل، وهذا هو السر الذى يجعل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة يطالب بخطاب إعلامى جديد يتوافق مع الواقع الجديد للبلاد، ولقد آن الأوان لأن يحدث هذا التغيير المنشود والمأمول.
مصر الجديدة تحتاج الى إعلام واع بآلام وآمال الأمة المصرية، ويسابق هذا الإعلام الزمن من أجل الوصول إلى النهوض بعمليات البناء التى يريدها «السيسى».. لن نتحدث عما سبق من مهاترات أو أزمات كثيرة صدرتها وسائل الإعلام المختلفة للدولة المصرية، إما عن قصد وهذه كارثة فى حد ذاتها، وإما عن جهل وتكون الكارثة أعظم.. وعلى أية حال كل الذين شاركوا فى منظومة الإعلام الفاشلة التى لا تواكب تطورات مصر الجديدة، يجب على الفور أن يتواروا عن الساحة، ومصر ليست عقيمة بل ولادة، وبها من الكفاءات الإعلامية الكثير والكثير، لكن مع عظيم الأسف مبعدة عن المشهد إجبارياً.
الملف الإعلامى ضرورة مهمة فرضتها الظروف الجديدة، من أجل استكمال عمليات بناء مصر الحديثة بعيداً عن أية محسوبيات أو مجاملات أو أجندات خاصة، بل لا بد من استنهاض الهمم الإعلامية الواعية المدركة لطبيعة هذه المرحلة الجديدة من عمر البلاد، وكم من مرة تسبب الإعلام غير الواعى فى ارتكاب مهازل أضرت بالدولة الجديدة أكثر من نفعها، وهذه السياسة الإعلامية المعمول بها أو القديمة منها، لا بد أن تتغير فى أسرع وقت، ويجب ألا نستهين بالملف الإعلامى فهو ركن أساسى وضرورى فى تشكيل مصر الجديدة التى يحلم بها «السيسى» وهذا الشعب العظيم، ولدىّ قناعة أن الفترة القادمة ستشهد تطورات جديدة فى هذا الصدد، وإنا لمنتظرون هذا التغيير الذى يخدم بالدرجة الأولى مصر أولاً قبل أى شىء، وأمنها القومى وبما يحفظ للوطن عزته وكرامته وسلامته، والحياة الكريمة للمواطن وهذا ما يتغياه الرئيس عبدالفتاح السيسى من رسالته الدائمة إلى الإعلام بكل وسائله.
نقلا عن الوفد