ست ثورات لم تكتمل وستة د ساتير لم تحترم
سليمان شفيق
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٨
كتب : سليمان شفيق
لم تكن ثورة 30 يونيو هي الثورة الاولي التي ، بل كانت الثورة السادسة، الأولي كانت 1804 حينما وقف الشعب المصري خلف عمر مكرم وشيخ الأزهر الشيخ الشرقاوي، والبابا مرقص الثامن، والمعلم إبراهيم الجوهري مع في الثورة لخلع الوإلى العثماني خورشيد باشا، وتنصيب محمد علي باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة،واقروا اول وثيقة دستورية في الشرق والرابعة في العالم بعد الفرنسية والبريطانية والامريكية ، ولكن اختلف محمد علي مع عمر مكرم ونفاة الي دمياط وامتلك مصر هو واسرتة حتي 1956، وتبدد الحلم المصري في حكم مصر.
كذلك الثورة العرابية 1882، وقف الشعب المصري مع البابا كيرلس الخامس بجوار احمد عرابي وشيخ الازهر محمد المهدي العباسي في وجه الخديوي توفيق، وأيد البابا عرابي طوال الثورة العرابية، وبعد الاحتلال البريطاني ، وكانت خيانة محمد سلطان وخنفس واخرين لعرابي مما ادي الي انهيار حلم المصريين في (مصر للمصريين)وكذلك نفي البابا كيرلس الخامس إلى دير البراموس 1890 بعض أن كتب ضدة عريضة للانجليز بطرس غالي الكبير ، نفس البابا وقف بجوار الوفد وسعد زغلول في ثورة 1919، جنبا إلى جنب مع شيخ الأزهر أبو الفضل الجيزاوي،لكن الوفد انشق الي اربعة احزاب كما قام صدقي باشا بالغاء دستور 1923، وبعدها قبل الوفد 4 فبراير 1942 الحكم علي حراب الانجليز وقامت انتفاضة الطلبة والعمال 1946 ، وبعدها قامت حركة الضباط الاحرارالتي تحولت الي ثورة ولكن لغياب الديمقراطية انهزمنا في 5 يونيو 1967، وضاعت احلام الثورة والوطن .
ستة ثورات، وستة دساتير (1882، 1923، 1958، 1971، 2012، 2014) ولكنها لم تستمر.
اما حركة (الاخوان المسلمين) منذ تأسيسها 1928 كانت اداة للمستعمر الانجليزي ومن الملك ضد الشعب والوفد ، 1930 حتي يؤيدوا صدقي باشا في الغاء دستور 1930 حتي وقف زعيم طلاب الاخوان
حيث خاطب زعيم الطلبة الإخوان بالجامعة مصطفى مؤمن قائلاً: «واذكر فى الكتاب إسماعيل»، كما خطاب الأستاذ حسن البنا -حينذاك- مؤيداً صدقى، ومشيراً إلى أن «القرآن دستورنا»، الأمر الذى استحسنه الديكتاتور، فزار مقر الجماعة وترك لهم خطاب تحية، كما يؤكد أستاذ التاريخ المعاصر الدكتور محمد عفيفى أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها عام 1928 تُربِّى أعضاءها على الولاء للملك، ولم تبخل على تأييد أى ديكتاتور من زيوار باشا إلى محمد محمود باشا إلى إسماعيل صدقى باشا، وناصبت الوفد والحركة الوطنية العداء على طول الخط. كان دستور 23 مفتاح السر للنضال المصرى، من كل الطبقات والاتجاهات، وبعد استقالة وزارة النحاس باشا شكل صدقى باشا الوزارة فى اليوم التالى، وبدأت وزارة صدقى عملها فى 21 يونيو 1930. ويضيف المؤرخ عبدالرحمن الرافعى أن النواب والشيوخ أرادوا أن يجتمعوا فى البرلمان، ولكن حكومة صدقى أغلقته بالسلاسل، وقام الأستاذ سينوت ويصا واصف بتحطيم السلاسل، ودخلوا مقر البرلمان، وأعلنوا رفضهم الدستور، ومنذ ذلك اليوم بدأت المقاومة الشعبية لدستور صدقى، 30 19 ،وإعادة دستور 1923، ولكن الاخوان اغتالوا بعد ذلك المستشار الخازندار والنقراشي باشا وأمر الملك بقتل حسن البنا .
نفس الاستعانة بالاخوان بدأت من مجلس قيادة الثورة لم تلغي الجماعة مع الاحزاب ولكن الجماعة حاولت اغتيال عبد الناصر 1954 وحدث مع حدث ، حتي جاء السادات أتى السادات إلى سدة الحكم، وقد حل مجلس قيادة الثورة جماعة الإخوان المسلمين 1954، فأصبحت الجماعة بلا سند قانوني، وهاجرت معظم قياداتها هربا من نظام عبد الناصر بعد قضية 1965، والتي صدر الحكم فيها بإعدام ستة من قيادات الجماعة وسجن آخرين. وجاء السادات ليعقد مصالحة مع جماعة الإخوان لضرب التيار اليساري المناهض في الجامعات والشارع، ووضع في عهده المادة الثانية من دستور 1971، والتي أدت لشرعنة وجود الجماعات الإسلامية، وخلط الديني بالمدني، وبداية بروز ما يسمى بالمرجعية الإسلامية في الفكر المدني المصري، وقتل السادات بأيدي تنظيم الجهاد .
وبالتأكيد انه إن كان الرئيس السابق السادات قد شرعن لتواجد الجماعة غير المشروع على هامش المجتمع المدني، فإن عصر الرئيس السابق مبارك قد أدى لتمكين الجماعة سياسيا عن طريق عقد الصفقات المتبادلة بين النظام والجماعة مثل صفقة دخول 88 عضوا من جماعة الإخوان في البرلمان المصري 2005، والتي أعترف بها قيادات جماعة الإخوان في أكثر من حوار معلن. وعلي الصعيد الاقتصادي ووفق قضايا غسيل الأموال فقط، بلغت الأموال المغسولة حوالي مليار ونصف المليار تقريبا، ووفق تقديرات للباحث سيطر الإخوان علي 55% من تجارة العملة و21% من تجارة التجزئة، وعلي صعيد المجتمع الأهلي ارتفعت نسبة الجمعيات والمؤسسات الأهلية الاخوانية في عصر مبارك من 2% إلى 12% من العدد الكلي للجمعيات في مصر علما بأن الجمعيات الاسلامية وفق تقديرات التضامن الاجتماعي 21%، والمسيحية 9%، علما بأن القانون لا يسمح بالعمل في الدين أو في السياسة! ويضاف إلى ذلك إلى أن الجمعيات الدينية الاسلامية حصلت على أكثر من 28% من التمويلات الأجنبية الممنوحة للجمعيات في التسعينيات من القرن الماضي وفق مصادر للباحث، وهكذا يمكن القول أن العصر الذهبي للإخوان كان عصر مبارك، أو يمكن القول أن الإخوان في عصر مبارك نجحوا في أسلمة المجتمع وتديينة بما في ذلك الحزب الوطني الحاكم وكان نظام السادات ومن بعده نظام مبارك قد أضعفا المعارضة غير الدينية عبر عدة أحزاب كرتونية شكلية، وحطم البنى التنظيمية لباقي فصائل الإسلام السياسي، الأمر الذي أدى لتفرد الجماعة ككيان منظم مؤهل للتحالف مع أي سلطة للاستيلاء على الحكم، وهذا ما حدث بعد ثورة 25 يناير 2011، وجأت 30 يونيو لتطيح بالاخوان ولكنها استبدلتهم بالسلفيين ؟!!
هكذا من عصر فاروق وحتي الان الحاكم المصري يستعين بالاخوان ويتم الصراع علي السلطة ، ويتحالف الشعب مع الجيش ليطيحوا بالاخوان ، ولكنهم يستعينوا بأي تيار ديني حرصا علي عدم الاتهام بالعداء للاسلام ، اما الاخوان منذ ان تحافوا مع المحتل البريطاني ضد الوفد ثم السعودية ضد ناصر وحتي التحالف الخياني مع قطر وتركيا الان فهم مثل "العاهرة" تعطي لمن يشاء دون قيم سوي السلطة .