الأقباط متحدون - العوامل المؤثرة فى تكوين الشباب (3)
  • ٠٨:١٣
  • الأحد , ١ يوليو ٢٠١٨
English version

العوامل المؤثرة فى تكوين الشباب (3)

مقالات مختارة | بقلم : الأنبا موسى

٥٧: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ١ يوليو ٢٠١٨

الأنبا موسى
الأنبا موسى

 ذكرنا فى المقالين الماضيين، أن هناك مؤثرات جديدة تتجاذب شبابنا، يجب أن ندرسها، ونتفاعل معها، ونساعد شبابنا فى التعامل الجيد معها..

 
نوعيات فى مجال (انحرافات) بعض الشباب:
 
نستطيع أن نتعرف على نوعيات متعددة من الانحرافات لدى بعض الشباب، تحتاج منا إلى محبة وصبر ورعاية حانية.
 
1- المنحرف أخلاقيًا:
 
هناك نوعيات انحراف متعددة.. وهذا يحتاج إلى مصارحة حانية مليئة بالحب، وإرشاد روحى وعلمى، وربما استعانة بطبيب نفسى.. المهم أن نقدم للشباب الثقافة الجنسية، السليمة روحياً وعلمياً، كوقاية من الانحراف، فإذا ما حدث الانحراف، فلابد من رعاية روحية وعلمية ونفسية، حتى يخرج الشاب من محنته، ويتحرك إيجابيًا فى الاتجاه السليم، والمستقبل الناجح.
 
2- المدمن:
 
- لابد من وقاية لشبابنا بالمعرفة السليمة لهذه الكارثة.
 
- ولابد من تكوين شبابنا روحيًا ونفسيًا واجتماعيًا بحيث لا يسقط فى الإدمان.
 
- وكذلك لابد من الاكتشاف المبكر للحالات، وإقناعها بالحب والحوار، لكى تستجيب للعلاج الـلازم، والتأهيـل المطلوب، مع خلـق أصدقاء جدد له، بدلاً من الأصدقاء الذين قادوه إلى الإدمان. وربما تكون مشاكله العائلية، هى التى قادته إلى هذا الانحراف الخطير.
 
3- المريض نفسياً:
 
سواء فى دائرة مرض مزمن، أو فى صورة مرض حاد، وهياج.. ويحتاج الخادم إلى بعض الدراية النفسية التى تجعله يميز بين شاب «متأزم نفسيًا»... وهذا طبيعى وعادى، ويحتاج إلى فرصة حوار دينى هادئ، وجرعة إيمان وحب... وبين شاب «مريض نفسيًا» لا بد له من علاج طبى، سواء بالعقاقير أو التحليل النفسى أو الصدمات الكهربائية.. إلخ.
 
وذلك من خلال طبيب متخصص.. ويستحسن أن يكون الطبيب إنساناً متديناً، ليميز بين التدين السليم والمريض، فكثيرا ما يختبئ هؤلاء المرضى نفسيًا، داخل التدين، كسياج يحميهم من المجتمع القاسى حولهم، والذى لا يكف عن الاستهزاء بهم.
 
القارئ العزيز...
 
هذه بعض سلوكيات شبابية يمكن أن نصادفها فى الخدمة، ويبقى فى النهاية أن نقول: «إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ» (مز 1:127)... إن إلهنا العظيم هو الدرع الواقى من المتاعب النفسية والطبيب الشافى من كل تأزم نفسى!.
 
فإن كان «رَابِحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ» (أم 30:11) إلا أن الرب قال: «بِدُونِى لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً» (يو 5:15) فليعطنا الرب المعونة لخدمته، وخدمة أولاده... حين نتعامل مع هؤلاء الأحباء بحكمة وتواضع ومحبة، حتى يخرجوا من هذا المأزق إلى رحابة الحياة، ونعمة الرب تشملنا جميعًا.
 
* أسقف الشباب العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع