"الاسلام هو الحل" .. هكذا قال الله !!
بقلم: صبحي فؤاد
فى مؤتمر جماهيرى يوم الجمعة الماضية شرح صبحى صالح عضو جماعة الاخوان المسلمين للمشاركين فى المؤتمر ان سبب تمسك الاخوان بشعارهم الشهير " الاسلام هو الحل " هو لان الله هكذا قال.
توقفت كثيرا عند معانى هذه الجملة التى قالها العضو الاخوانجى البارز ببساطة وعفوية وحاولت ان افهم بالعقل من اين جاء بهذا الكلام وما هو الدليل الذى لديه لاقناعنا بصحة كلامه بان الله نزل من سماواته وحضر اجتماعا خاصا مع قيادات الاخوان المسلمين وطلب منهم ان يكون الاسلام دون غيره من الاديان الاخرى هو الحل وحذرهم ان لم يطيعوه وينفذوا امره - فى حالة وصولهم الى الحكم - فانهم سوف يدخلون النار دوغرى من غير تفاهم او حساب .
حاولت ان افهم اذا كنا جميعا مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس وغيرهم نسلم جميعا بان الله خلق السماوات والارض ويده صنعت كل البشر بكل اشكالهم والوانهم واديانهم وسمح بالتنوع والتعددية والاختلاف بينهم رغم انه كان قادرا عند بداية الخليقة على خلقهم متشابهين ومتطابقين فى كل شىء شكلا وفكرا وسلوكيا وعقليا ..واذا كنا جميعا نسلم بهذا الامر ولانختلف عليه فكيف لهذا ال "صالح" ان يدعى ان الله عنصريا ومتحيزا ويميز بين اولاده وصنيعة يده ويفضل دين الاسلام عن غيره من بقية الاديان الاخرى؟؟ باى منطق وعقل يقول هذا الرجل مثل هذا الكلام الخيبان الساذج الذى لا يصدر عن انسان عاقل يدرك ويفهم ما يقول !!
لاشك ان تصريح السيد صالح عضو الاخوان المسلمين هو فيه نوع من الاستخفاف بعقول المسلمين فى مصر لانه يحاول اقناعهم بان الاخوان مكلفين بمهمة الهية مقدسة لانقاذ مصر عن طريق الاسلام وتطبيق الشريعة .. وفى نفس الوقت يعد محاولة سخيفة منه لاعطاء الاخوان المسلمين صفة القداسة ورفعهم الى مرتبة الانبياء والرسل لانه بالعقل اذا كان الله تحدث معهم وطلب منهم دون بقية ابناء شعب مصر تطبيق الشريعة الاسلامية فمن المؤكد انهم من الانبياء اواولياء الله الصالحين وليسوا من الخطاة مثلنا جميعا.
ان السيد صالح بسذاجته المعهوده كشف للشعب المصرى واوضح لهم كيف يفكر الاخوان المسلمين فمن خلال هذه الجملة القصيرة التى ذكرها" هكذا قال الله " يتضح لنا انه فى حالة وصولهم الى الحكم فان من سوف يتجرأ ويقوم بمعارضتهم يكون بالتالى معارضا للذات الالهية والاسلام ومن ثم يجد نفسه متهما بالكفر والالحاد واهانة الذات الالهية والاسلام ونيجة لكل هذا سيجد الالوف من ابناء مصر المعارصين للاخوان المسلمين انفسهم امام اختيار مر وصعب وهو ان يستسلموا ويسلموا بجبروت وبطش وديكتاتورية الاخوان ويسيروا بجوار الحائط صامتين لان البديل وثمن المعارضة لهم سوف يكون الموت بحد السيف او شنقا فى الميادين العامة بلا محاكمات وتضيع وقت القضاة والمحاميين تماما مثلما يحدث الان فى ايران وغزة والصومال وغيرهم .
اننى اخشى ان اقول ان استخدام الاخوان المسلمين اسم الله والاسلام فى الاعيبهم وخططهم السياسية امر خطير للغاية يجب يتنبه له فورا المسلمين البسطاء فى مصر ويتطلب فى نفس الوقت من شيخ الازهر والمثقفين وعقلاء وحكماء المسلمين فى مصر التصدى لهم بكل جهودهم وطاقاتهم قبل فوات الاوان ..
اخيرا اننى ارى فيما قاله السيد صالح اهانة للذات الالهية وتحقيرا لها ولصق صفة العنصرية والتميز بها مما يستوجب محاسبة هذا الرجل على ماقال حتى يكف عن التفوه مستقبلا بمثل هذه التصريحات المهينة المستفزة ليس لغير المسلمين فى مصر فحسب وانما ايضا لملايين المسلمين المصريين العقلاء المعتدلين الذين يسعون حاليا مع بقية ابناء الوطن لبناء مجتمع عصرى متحضر لايعرف التميز ولا التفرقة او التعصب بين ابناءه .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :