الدروس المستفادة من خسارة مصر في كاس العالم كما يراها محمد العريان الاقتصادي المصري الأمريكي
مقالات مختارة | دة ناجى جورج وهبى
الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٨
أن الوجه الآخر لخروج المنتخب من المونديال يتمثل في الاستفادة من 4 نقاط هامة يمكن أن تغير مسار كل شيء وفي المقام الأول الاقتصاد، ويوضح "النقطة الأولى: تتمثل في إدارة التوقعات لأنه طغى في الفترة التي سبقت نهائيات كأس العالم موجة من الثناء وهو ثناء مستحق على لاعب المنتخب النجم محمد صلاح، الذي نال لقب أفضل لاعب كرة قدم في إنجلترا والدوري الإنجليزي في موسم 2017-2018 وأصبح معبود الملايين من المصريين، وحقيقة أن مصر لم تتأهل لنهائيات كأس العالم منذ عام 1990، هو ما زاد من سقف التوقعات وأدى إلى تطلع المصريين إلى ما لا يمكن تحقيقه واقعيا في البطولة".
ويردف العريان "ولكن أصيب صلاح بخلع في الكتف، الأمر الذي اضطره إلى الخروج من مباراة فريقه ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد والجلوس بين البدلاء في مباراة مصر الأولى البالغة الأهمية في روسيا ضد أوروجواي، ومع ذلك، ظل المصريون متمسكين بالأمل أكثر مما ينبغي في حقيقة الأمر وانتهت بهم الحال إلى خيبة أمل أكبر من تلك التي كانت لتصيبهم واقعيا، وقد يتسبب مثل هذا الإحباط في الإفراط في تصحيح التوقعات في الاتجاه المعاكس".
ويتابع أما الحكمة الثانية من الخروج من المونديال فيرى العريان أنها تتمثل في "الاستفادة من مواطن القوة لدعم التنوع حيث لم تكن جذور أمل المصريين العنيد في منتخب بلاده بعد إصابة صلاح ممتدة إلى معرفة مؤكدة بوجود سلاح سري آخر من المنتظر أن يبهر الجماهير الناس، بل على العكس من ذلك، استمرت خطة اللعب المصرية في الاعتماد بشكل كبير على صلاح، الذي كانت موهبته معروفة جيدا، لكنه لم يتمكن من اللعب بكامل إمكاناته".
ويضيف "كما كان تطور تكتيكات الفريق بطيئا، حتى بعد أن خصص المنافسون لاعبين أو ثلاثة لمراقبة صلاح، وبدلا من التنويع من موقع القوة، أصبح اللاعبون في حالة نشطة من القصور الذاتي في محاولة لبذل المزيد من الجهد، لكنهم ظلوا محصورين في نهجهم الاول، حتى برغم أنه اصطدم بتحديات أساسية".
أما الحكمة الثالثة فتتمثل في إنهاء المهمة وهو ما يشرحه العريان قائلا "في آخر مباراة لمصر في كأس العالم التي انتهت بخسارة ساحقة بهدف في مقابل هدفين لمصلحة المملكة العربية السعودية التي أرسلت الفريق إلى مؤخرة مجموعتها سجل الفريق المنافس هدفيه في الوقت المحتسب بدلا من الوقت الضائع في نهاية كل شوط، ومن الواضح أن تركيز الفريق يتضاءل مع اقتراب المباراة من نهايتها، وقد ارتكبت ألمانيا نفس الخطأ فتلقت هدفين من كوريا الجنوبية في الوقت المحتسب بدلا من الوقت الضائع، لا يصلح هذا في كرة القدم، كما لا يصلح في عالَم الأعمال، أو صنع السياسات، أو أي مجال آخر، فالمفتاح إلى النجاح المستمر هو عدم الاستسلام أبدا إلى أن تنطلق صافرة النهاية".
أما الحكمة الرابعة والأخيرة من تجربة مشاركة مصر في كاس العالم وخروجها منها تتمثل في "أن المشاركة الدولية من الممكن أن تلعب دورا بالغ الأهمية في تعزيز رأس المال المحلي والموارد المحلية، ذلك أن اللاعبين، من أمثال صلاح، الذين تتاح لهم الفرصة للعب في الخارج في بطولات تنافسية عالمية، قادرون على تعميق وتوسيع مهاراتهم، وتطوير فهم استراتيجي أعرض للعبة، وهذا يضعهم في موضع أفضل لتحسين أداء الفريق الوطني في المسابقات الإقليمية والعالمية".
"وساهمت بالفعل حركة اللاعبين المتزايدة عبر الحدود في التقارب بين مستويات مهارات الدول، والتي انعكست في تراجع هيمنة القوى التقليدية مثل الأرجنتين والبرازيل وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، والواقع أن إيطاليا لم تتأهل لنهائيات كأس العالَم الحالية، وخسرت ألمانيا في دور المجموعات، وتعرضت الأرجنتين لرعب حقيقي"
ويتابع "إن اغتنام الفرص الدولية لتنمية رأس المال البشري، وإعادة المعرفة والخبرات الناتجة عن الاحتكاك إلى الوطن، ونشر ما يتم تعلمه على عدد أكبر من الشعب في البلاد، يتطلب بذل قدر أعظم من الجهد، وينطبق هذا على كرة القدم بقدر ما ينطبق على مجالات أخرى كثيرة، من عمليات الأعمال التجارية إلى التكنولوجيا".