الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. مصرع اشرف مروان
  • ٠٣:٣٥
  • الاربعاء , ٢٧ يونيو ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. مصرع اشرف مروان

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨

مصرع اشرف مروان
مصرع اشرف مروان

 فى مثل هذا اليوم 27 يونيو 2007 .. ..

مات مروان يوم 27 يونيه من عام 2007 بالعقار رقم (24) ببناية كارلتون هاوس في منطقة جيمس ( بيكاديلي سيركاس ) بحي مايفيرالراقي بوسط لندن والقريبة من القصر الملكي البريطاني ببكنجهام بالعاصمة البريطانية لندن حيث لقي مصرعه بعد سقوطه من شرفة منزلة، وما بين حياته ومماته مسافة قدرها 63 عاما وهي المسافة التي بدأها قطار العمر بأشرف مروان من القاهرة وانتهت رحلة القطار بالتوقف في لندن ،، 63 عاماً من الغموض هي عمر أشرف مروان.
 
ولكن وبما لا يدع مجالاً للشك فأن زواج أشرف مروان من ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان هو البوابة الملكية التي اختصرت المسافات اختصارا وفتحت الأبواب المغلقة والتي عبر من خلالها اشرف مروان إلي عالم السياسة ..
 
وفي عام 1987 عين سفيرا بالخارجية ثم اتجه للعيش في لندن وأصبح رئيس الجالية المصرية في لندن .. ثم قرر الاتجاه إلي الأعمال الحرة حيث أقتحم مروان عالم البيزنس وذاع صيته وزادت شهرته في دنيا المال والأعمال.. ولذلك دخل بقوة عالم تجارة السلاح التي لا ترحم.
ففي يوم الأربعاء الموافق 27 يونيه من عام 2007قطعت قنوات »ميلودي« الفضائية المتخصصة في أحدث «الكليبات» الغنائية إرسالها وبدأت في بث آيات من القران الكريم.
 
وقال شريط الأخبار أن الوفاة حدثت في لندن.. وقال شريط آخران شرطة اسكوتلاند يارد لم تتوصل إلي تحديد سبب الوفاة، وأنهم وجدوه ملقي أسفل شرفة منزله في شارع «سان جيمس بارك» بوسط العاصمة، وهو بالمناسبة شديد القرب من مبني «ستيوارت تاور» الذي شهد مصرع النجمة سعاد حسني، ومن قبلها الليثي ناصف واللواء علي شفيق.
 
نفس الطريقة، ونفس الملابسات، ونفس الإعلان من الشرطة البريطانية.
 
وبالطبع نفس التوقعات بأن تظل وفاة مروان لغزا لا يعرف أحد حقيقته.
 
وبدأ الجميع في التساؤل هل انتحر أشرف مروان ؟ أم ألقي به مجهولون من الشرفة؟!...
وتعتقد عائلة الدكتور اشرف مروان وأرملته أن الموساد يقف وراء مقتل الملياردير المصري وأنه تحدث مراراً وتكراراً في الأسابيع الأخيرة قبل مصرعه عن خوفه من الاغتيال وبالخصوص من جانب عملاء الموساد.
 
خاصة بعد ما أكدت زوجته السيدة مني عبد الناصر عقب وفاته :" أن مروان كان يعتقد قبل وفاته أن حياته في خطر وأن الأسرة اكتشفت بعد رحيله أن مشروع مذكراته الشخصية والذي يتكون من ثلاثة أجزاء يقع الجزء الواحد منها في حدود 200 صفحه اختفى من رف كتبه" كما اختفت معها الشرائط المسجل عليها مضمون هذه المذكرات".. وأشارت إلى أن المذكرات في حال نشرها كانت ستفضح أسرار أجهزة الاستخبارات في منطقة الشرق الأوسط
المثير في الأمر أن الصحف الأسرائيليه قد اهتمت بخبر وفاة أشرف مروان اهتماما شديداً وأفردت الخبر في صدر صفحاتها الأولي فقد كتبت صحيفة يدي عوت أحر ونوت : أن هناك غموضا يكتنف وفاة مروان، الذي وصفته بأنه كان عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، وانه كان يخشى على حياته منذ أن كشفت إسرائيل عام 2003 انه عميل كبير للموساد.
 
وقال اللواء إيلي زيرا، الذي طرد من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية بعد فشل إسرائيل في التنبؤ بالحرب عليها، في كتاب صدر في العام 1993، إن إسرائيل فوجئت بالحرب لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج. غير أنه لم يذكر اسمه في ذلك الكتاب، لكن الصحافة الإسرائيلية قامت بنشر اسم مروان.
 
أسرة مروان تدافع عنه !
لم يكن وقع هذا الكلام المتناثر هنا وهناك علي أسرة وعائلة اشرف مروان بالأمر الهين فقد أصاب هذا الكلام الأسرة في كبريائها الذي جرحته دولة إسرائيل بكل أجهزتها وصحفها ومفكريها بعد تأكيدهم بأن مروان لم يكن عميلاً مزدوجاً وإنما عميلاً لإسرائيل فقط.
وأمام سيل الاتهامات والتكهنات التي وجهت لمروان كانت أسرته وزوجته السيدة مني عبد الناصر تؤكد أن زوجها لم ينتحر أو يسقط من الشرفة وإنما اغتالته يد الموساد بعد عزمه علي كتابة مذكراته..
 
وكانت الفكرة قد اختمرت في رأس الرئيس جمال عبد الناصر في منتصف عام 1969 عندما بلغت حرب الاستنزاف مرحلة مهمة وتم وضع الخطة "بدر" التي كانت مقدمة لـ حرب أكتوبر عام 1973. ،، حيث أجتمع كلاً من الرئيس عبد الناصر ونائبه أنور السادات وزوج ابنته أشرف مروان في غرفة الجلوس ببيت الرئيس وناقشوا خطة يعرض مروان بموجبها نفسه "جاسوسا على مصر لحساب إسرائيل مقابل المال الوفير."
 
كان ناصر والسادات يعرفان أن أمريكا على علم بكل ما لدى مصر من سلاح وأن احدى سفن التجسس الأمريكية المرابطة في المتوسط كان تتنصت على جميع اتصالاتهما مع المسؤولين وأفراد القوات المسلحة المصرية، لذلك قررا تزويد مروان بمعلومات صحيحة حتى لا يكشف أمره وتطمئن إليه إسرائيل.،،
 
ولكن لماذا حمل عام 2002 أخبارا سيئه لمروان مست سمعته وشرفه ومست اسرته وشككت في وطنيته ؟..
 
لم يكن عام 2002 سعيداً بالنسبة لمروان حيث جاء هذا العام حاملا له زلزالا إعلاميا نال من سمعته وشرفه ووطنيته التي أصبحت موضعا للتشكيك. ففي هذا العام نشر المؤرخ اليهودي المقيم في لندن "أهارون بيرجمان" كتابا بعنوان "تاريخ إسرائيل" أشار فيه إلى أن أشرف مروان -دون ذكر الاسم- عمل جاسوسا للموساد الإسرائيلي، وأنه ذهب بنفسه للسفارة الإسرائيلية في لندن عام 1968 عارضا خدماته على الموساد ليكون رجلهم في بيت عبد الناصر ورئاسة الجمهورية التي يعمل بها.
 
وقد استمر النقاش في إسرائيل حول مدى مصداقية "بابل"، (وبابل هو الاسم الحركي لمروان )وأجرت المخابرات الإسرائيلية على اختلاف أجهزتها أبحاثا رسمية حول الموضوع استنتجت منها أنه "كان جاسوسا لها ولم يكن مبعوثا من المخابرات المصرية بهدف التضليل".
في حين يرى المخالفون -وبينهم إيلي زعيرا- أن الثقة في "بابل" كانت "أكبر هزيمة تحققت لإسرائيل في تاريخها" بابل وأكتوبر العام 2004 جاء حاملا مفاجئة مدوية ليست لمروان هذه المرة لكنها للذين يعتقدون داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن "بابل" أو مروان كان مخلصا لهم، ولم يكن "طُعْمًا" من المخابرات المصرية ابتلعوه للنهاية؛ حيث شاهد أحد العاملين في جهاز مخابرات إسرائيلي على مراقبة شبكات التلفزيون العربية بثا لإحدى القنوات المصرية الرئيس المصري حسني مبارك وهو يصافح مروان في احتفالات ذكرى حرب أكتوبر في العام 2004.
وكتب المحلل يقول: "بعد الآن لا يتبقى أي مكان للشك.. فالرئيس المصري لا يتعامل على هذا النحو مع أكبر خائن عرفته مصر، بل هكذا يتم التعامل مع بطل قومي".
 
وفي خضم هذه الأحداث ووسط اللغط الدائر هنا وهناك ذكر الرئيس المصري الاسبق حسنى مبارك : كلاماً في غاية الأهمية والخطورة وأسدل الستار عن العديد من الأمور حيث أكد أن مروان كان وطنيا مخلصا وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها مشددا على انه لم يكن جاسوسا لإي جهة على الإطلاق..
 
وكانت هيئة المحلفين في لندن قد أعادت فتح القضية مره أخري بناء علي طلب أسرة مروان والتي كانت دائماً وأبداً تؤكد أن مروان لم ينتحر وإنما مات مقتولاً ،حتى أصدر القاضي "وليم دولمان" في عام 2010 قراراً أكد فيه أن مروان كان طبيعي ومبتهج يوم الحادث وأن حقائبه كانت معدة للسفر للولايات المتحدة الأمريكية وكان في انتظار مكالمة تليفونية، إضافة إلى عدم وجود دليل على أن حالته النفسية أو الذهنية كانت مضطربة" أو أدلة قد تدفعه إلى الانتحار، أو انه مات مقتولاً. وأكدت المحكمة إن وفاته تبقى بلا تفسير، وإنها لا تملك أدلة تدعم نظرية الانتحار أو نظرية القتل غير المشروع...!!