مصر الموعودة بـ «الأصفار الكبيرة»..!
مقالات مختارة | مجدي الجلاد
الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨
سأروى لك حكاية.. مجرد حكاية.. وما عليك إلا أن تجلس مع نفسك لتفكر بهدوء وعقل ومنطق.. اتفقنا؟!.. يلا بينا..!
كان فريق رياضي قد تأهل لأقوى وأهم بطولة في العالم بعد غياب ثلاثة عقود.. وقفت الدولة كلها على أصابعها دعماً له، حتى يرفع اسمها وعلمها في هذا المحفل المهم ..الدولة وليست الحكومة فقط.. الدولة (الناس .. القيادة السياسية.. جمهور اللعبة.. الفلوس.. والطيارة الملونة).. وجاء موعد المسابقة.. وحدث التالي :
1- نشبت "خناقة حياني" على الملأ بين رئيس اتحاد اللعبة وعضو بارز في الاتحاد على "ملابس الكورة".. وتبادلا الاتهامات، ثم التهديدات بـ" كشف المستور".. فأصبحا فجأة "سمنًا على عسل" وأخذ كل منهما الآخر في "حضنه".. والتقطوا لهما صورة تاريخية بالألوان كلها..!
2- قبل صورة "الصلح خير" و"عفا الله عما سلف".. كانت أصوات محترفة كثيرة نادت بتغيير مدرب الفريق مبكراً؛ لأنه فاشل و"جبان" ويلعب بطريقة "الخصيان".. ولكن اتحاد اللعبة رد: "عيب يا جماعة.. الجدعنة بتقول مش معقولة نغيره بعد ما تأهل للبطولة الكبرى، حتى لو كان التأهل بشق الأنفس..!"
3- اللاعب العالمي الوحيد في الفريق تعرض لأبشع مؤامرة لتدميره.. بدءًا من بيعه لسوق الإعلانات المحلية "دون حقوق أو عقود".. ومروراً بـ"بيعه" لرئيس الشيشان في "حفلة" أثناء المعسكر.. وانتهاءً بـ"رميه" وسط خطوط دفاع المنافسين وحيداً، ومطالبته بإحراز الأهداف.. خطة جديدة في اللعبة اسمها "تسعة – واحد".. الدفاع بتسعة، والهجوم بواحد..!
4- شركات الإعلانات اعتبرت البطولة، "فرح بنت العمدة" أو "طهور ابن شيخ الخفر".. سواء باستغلال اللاعبين "الصغار المراهقين" في أكبر "مولد" للإعلانات في العالم دون ضوابط أو معايير.. أم في رحلات "المشاهير" للمعسكر والفندق وغرف اللاعبين ..!
5- لم يفكر مسئول واحد أو إداري "نص نص" في اتحاد اللعبة أن مقر "معسكر" الفريق له شروط ومواصفات تسهم في راحة اللاعبين والجهاز الفني "الخائف" .. فقرر توفير "فلوس الاتحاد الدولي"، وأخذ الفريق إلى "جمعية خيرية مجانية" بعيدة عن كل الملاعب والاستادات.. وفى كل مشوار" يلا نسافر بالطيارة الملونة"..!
6- ظل المدرب "الغبي" على حاله في كل المباريات الاستعدادية ثم الرسمية في البطولة.. دفاع حتى الموت أمام فرق عادية في "أسهل مجموعة بالبطولة".. ثم دفاع حتى الثمالة في مواجهة فريق شقيق لا يحمل تاريخنا.. ومع ذلك، ورغم هذا و"لا مؤاخذة" مفيش حد قال له "إيه اللي بتعمله ده يا عم..؟!... حتى اللاعبين لم يتمرد أحد منهم على "طريقته" التي تنتمى لنصف قرن مضى.. والأخطر أن المدرب يلعب كل مباراة وأي مباراة بذات التشكيل و"التغييرات".. بحيث بات أي مدرب منافس يعلم مسبقاً بتشكيل المباراة والتبديلات بتوقيتاتها ولاعبيها وخطة اللعب ..!
7- تحولت بعثة الفريق لمصدر الأخبار السلبية والمدهشة والفضائحية في وسائل الإعلام .. حتى التدريبات لم تخل من لقطات "مسيئة" ومحبطة تجسد العشوائية و"التسيب" في المعسكر وكأننا أمام فيلم "4 – 2 – 4" الكوميدي، مع الفارق طبعاً.. فالأخير فيلم كوميدي صنع لإضحاك المتفرجين.. بينما البطولة العالمية كانت "فيلماً مأساوياً" ضاعف الاكتئاب والإحباط، وجعل شباب "البلد" يبكى في الشوارع..!
.. المقدمات تبنئ دائماً بالنتائج.. وكل ما حدث في "حكاية " المنتخب المصري بكأس العالم كان لا بد أن يقود إلى "صفر كبير" جديد.. وحصل منتخبنا على لقب "الأسوأ" في النتائج والأداء والروح والإدارة واتحاد الكرة ؛ لأنه يستحق اللقب عن جدارة..!
لا تذرف الدمع يا بني.. ولا تحاسبوا أحداً.. فجميعهم أصغر من الحساب.. ولا أحد ممن سافروا إلى روسيا على "الطائرة المزركشة" يستحق دموعك.. ولا أحد منهم –جميعاً– يستحق أن يحمل علم مصر الموعودة بـ"الأصفار الكبيرة"..!
نقلا عن مصراوى