الأقباط متحدون - طارق نور يرد على وحيد حامد: للتاريخ والشهادة عن الحق أكتب لك
  • ٠٠:١٠
  • الثلاثاء , ٢٦ يونيو ٢٠١٨
English version

طارق نور يرد على وحيد حامد: للتاريخ والشهادة عن الحق أكتب لك

مقالات مختارة | المصري اليوم

٤٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أول تجربة لى فى ثقافة مسؤولية العطاء، كانت مع د. شريف أبوالنجا وحسام القبانى وعلا غبور... ولن أنسى أول المسيرة عندما جاء الأستاذ حسام (ومعه د. شريف والأستاذ محب صادق) وقال: أنا هتبرع بـ٢٥٠ ألف جنيه، تعرف ناس يتبرعوا بنفس المبلغ؟ فجمعنا المبلغ من صديقين فاضلين وهما أحمد بهجت وصفوان ثابت، وبدلاً من أن يشتروا بالمبلغ (كان فى مجمله ٧٥٠ ألف جنيه) أجهزة للمستشفى، نظمنا حملة إعلانية ألهمنا الله أن تكون مؤثرة، فأدخلت تبرعات من الناس الحمد لله كانت- ومازالت- هى التى تعالج أطفالنا بالمجان.. وأصبح مستشفى ٥٧٣٥٧ نموذجاً ومثلاً عالمياً يعبّر عن ثقافة العطاء الحقيقى. أما العطاء بلا حدود من الجهد والمال فتجسّد فى شخص المرحومة علا غبور، وزوجها رؤوف غبور، ومحمد أبوالعينين.

ويشهد الجميع أن علا وهبت حياتها للعطاء. ويشاء القدر أنها لكثرة ما حاربت هذا المرض عند الناس الغلابة وشجعتهم للتغلب عليه، عندما أصيبت به تقبلته بكل رضا وقالت له «اتفضل» وكأنها تتوقعه وتنتظره.. حاربت المرض لغيرها واستسلمت له تماماً حين أصيبت به.. وتوفيت هذه السيدة العظيمة فى سبيل العطاء... هؤلاء هم المؤسسون الأوائل: علا غبور لن ننساكِ أبداً، حسام قبانى ومحب صادق لكما منى كل تقدير واحترام... والرجل الذى فكر ونفذ ونذر حياته وعلمه وطاقته وجهده، وبدون إدارته وعطائه لما كان ممكناً لأبصارنا أن ترى فى يوم من الأيام مستشفى بهذه السمعة العالمية: د. شريف أبوالنجا مثال إنكار الذات. ولهذا وبعد ما عاصرت ورأيت بعينى حكاية مستشفى ٥٧٣٥٧، لى تحفظ كبير على اتهامات الأستاذ وحيد حامد، الذى يهاجم علناً على صفحات الجرائد من بنوا هذا الصرح ويرميهم باتهامات تسىء إلى مكانتهم وسمعتهم وتنال من شرفهم، مبرراً ذلك بأرقام لم يتحقق من مصداقيتها، ومنها وضع معظم ميزانية إعلانات المستشفى على قناة «القاهرة والنَاس». خطأ كبير وقع فيه الأستاذ وحيد. فليقرأ ميزانية مستشفى ٥٧ ليتأكد بنفسه أن أقل قناتين يعلن عليهما بين كل القنوات، وبالأرقام، هما قناة «القاهرة والناس» وقناة «صدى البلد»، وأن جميع ما ننتجه للمستشفى من إعلانات هى مجاناً وبدون مقابل.

إذن هذه النوعية من الاتهامات لا تعطى مصداقية لصاحبها حتى بادعائه كشف المستور والفساد والدفاع عن الغلابة.. وكان من الأجدى به أن يوجه استفساراته عن طريق النائب العام فقط وليس عن طريق الرأى العام فى الصحف والمواقع حتى يتم التحقيق والتحقق. وحتى لا تؤثر هذه الضجة على التبرعات التى تعالج الأطفال. أتمنى من السيد وحيد حامد أن يدرك مدى الضرر الكبير الذى أصاب التبرعات للأطفال وفى حق نفسه. ولا تشفع له موهبته فى الكتابة ولا أسلوبه فى استعطاف الناس ولا تاريخه المهنى فى سلوكه الغريب هذا، الذى استاء منه كل من عاش الحكاية الحقيقية.. وكم كنت أتمنى أيضاً أن يتبرع الأستاذ وحيد حامد لمستشفى ٥٧ أو حتى للغلابة الذين يتكلم عنهم، ولو بجنيه واحد فقط، بدلاً من أن يشهّر ويتهم على الملأ الناس الذين بنوا هذا الصرح المهم فى وسائل الإعلام، والذين يجب علينا جميعاً أن نرفع لهم القبعة على ما بنوه وما فعلوه من أجل الإنسانية.

وأقول للدكتور شريف: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً.. يُرمى بصخر فيعطى أطيب الثمرِ.. فلا تيأس. أنت من بين أبناء مصر الناجحين.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع