الأقباط متحدون - هل تجوز الصلاة عقب «زنا المحارم»؟
  • ٠٣:١٣
  • الثلاثاء , ٢٦ يونيو ٢٠١٨
English version

هل تجوز الصلاة عقب «زنا المحارم»؟

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٣٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

لا أدرى كيف تمتد اليد الآثمة لتنهش اللحم النيئ، الذى لم يعرف المتعة الحلال ولو فى الخيال، كيف يغتال أب (بحكم الرقم القومى) الشرف الرفيع الذى لا يسلم من الأذى «حتى يراق على جوانبه الدم».. وينتهكه بنفسه؟ وفى لحظة جنون تتملك الشهوة المحرمة من رجل يُفترض أنه يصلى الخمسة فروض ويطلق لحيته وينتمى لحزب «النور» السلفى.. لكن هذا كله (الأبوة والتدين الشكلى وتسييس الدين) لم يمنع من سقوط الجدار الفولاذى الذى يفصل بين الحلال والحرام!

بكل برود، وقف المتهم «محمد عادل عبدالله»، ٥٢ عاماً، ليدلى باعترافاته فى القضية رقم «١٢٨٣٤ لسنة ٢٠١٧ جنايات البساتين»، بعدما أبلغت عنه زوجته، واتهمته بالتعدى على ابنته جنسياً وهتك عرضها، وأثبت الطب الشرعى هتك عرض الابنة.. قال «الأب المزعوم»: «تيقنت من سوء سلوك ابنتى، وعاتبتها عدة مرات، ثم علمت من أحد شباب المنطقة أن ابنتى على علاقة بشاب، وهو دائم التردد عليها فى المعهد الدينى المجاور للمنزل»!!

فماذا فعل الأب الحكيم، المتدين.. هل ضربها أو شرع فى قتلها؟.. هل جاء بالشاب ولقنه درساً فى الأخلاق والفضيلة التى يدعيها «الملتحون»؟.. أم منع ابنته عن الذهاب للمعهد الدينى؟!

لم يحدث أى شىء من هذا، لقد استغل الوحش الكاسر خطيئة ابنته، وانتفض الشيطان الكامن بين ضلوعه، (الشيطان نفسه برىء من أفعاله)، وقرر أن يكسر عين ابنته ويستمتع بجسدها فى آن واحد.. فدخل عليها وهى عارية فى الحمام، كما جاء فى اعترافاته: «بدأت أفهّمها إن الشباب دول عورة ولا يجوز التكلم معهم، ثم لامست أجزاء حساسة من جسدها، وصفعتها وخرجت».. قطعاً لا أحد يفهم أين «العورة» هنا وأين «العار»؟.. هل فى اتصال الابنة بالشباب أم فى غريزة جنونية تحكّمت فى من أنجبها ليلامس أجزاء حساسة فى جسدها.. دون أن يفيق أو يتقى الله فى طفلته القاصر «15 عاماً»؟.. وهل هذا ما تعلمه فى «حزب» يكتفى برفت الأعضاء حين يرتكبون جريمة أو يشكلون فضيحة.. أم أنه شك يوماً فى سلوك زوجته واعتبر أنه أنجب من «ماء الزنا»، فاستباح لنفسه معاشرة ابنته، تطبيقاً لفتوى الدكتور «صبرى عبدالرؤوف» بإباحة زواج الابنة التى جاءت من ماء الزنا وفقاً لمذهب الإمام الشافعى؟. لكنه أسقط من رأسه حتى «الزواج» لأنها مسجلة باسمه كأب.. فربما أخذاً برأى الداعية السلفى «مازن السرساوى»، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، الذى لا يشترط حتى الزواج لمعاشرة الابنة.. ربما طبقاً لتحليل «ملك اليمين»!.

الوحش الذى واقع ابنته أربع مرات دون إحساس بالذنب أو تأنيب الضمير، عقب مواقعتها ذات مرة قال لها: «قومى اغتسلى وصلى».. هذا هو الجنون بعينه، لقد حوّل «الدين» إلى «حصانة» تعفيه من أبوته المغروسة فى عموده الفقرى ولم يأخذ منه إلا الفتاوى الشاذة التى تُشبع هوسه الجنسى.. وحوّل «الأبوة» إلى «فراش حرام» يمارس تحت غطائه «زنا المحارم» دون وجل أو خوف من رقابة سماوية أو قانون وضعى!

هذا الوحش الآدمى يستحق الإعدام شنقاً على الملأ ليكون عبرة لغيره، أو الرجم حتى الموت تطبيقاً لحد الزنا، (إن أردتموها دولة للأحزاب الدينية) .. لكن بكل أسف «الضحية» وحدها ستدفع ثمن صمتها خوفاً من سلطة الأب وبطشه.. هذا ما وصل إليه المجتمع نتيجة الفتاوى العبثية.. وتقديس التراث الفقهى!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع