الأقباط متحدون - قبل انطلاقها بساعات.. من المنافس الحقيقي لـأردوغان على رئاسة تركيا؟
  • ٢٣:٣٩
  • السبت , ٢٣ يونيو ٢٠١٨
English version

قبل انطلاقها بساعات.. من المنافس الحقيقي لـ"أردوغان" على رئاسة تركيا؟

٠٤: ١٠ م +03:00 EEST

السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

انتخاباتٌ تركيةٌ مبكرةٌ وشيكةٌ تنعقد خلال ساعاتٍ قليلة، حيث تشهد تركيا، صباح الغد، الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان منذ شهرين، وذلك قبل عامٍ ونصف من موعدها الأصلي الذي كان مقررًا في نهاية 2019، لتجرى بالتوازي مع الانتخابات البرلمانية" في يومٍ واحد.

6 مرشحين ينافسون على منصب رئيس الجمهورية، يتقدمهم الحالي، أردوغان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي يطمح أن يصبح رئيسًا لدورةٍ تالية، يحكم فيها البلاد من خلال النظام الرئاسي الكامل المنتظر أن تتحول إليه تركيا عقب إجراء الانتخابات.

المرشح الأبرز أمام أردوغان، هو محرم إنجه المفوه، صاحب الخطب النارية، عن حزب الشعب الجمهوري العريق، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، ويرأسه حاليًا كمال أوغلو، الذي يطمح في هز عرش الرئيس التركي عن طريق "إنجه"، مدرس الفيزياء السابق، الذي يعتبره الكثيرون، علمانيًا معتدلًا، بسبب تأييده للحجاب من قبل.

ميرال أكشنار، أو "المرأة الذئب" كما تُعرف في تركيا، والمرشحة عن حزب الخير، هي المنافس الثاني لأردوغان، حيث تمثل وزيرة الداخلية في تسعينيات القرن الماضي، قوةً كبيرةً، وتهديدًا للنظام التركي، بعد انفصالها عن حزب الحركة القومية المؤيد لسياسات الحزب الحاكم، وتأسيسها حزبها الحديث، للمنافسة في الانتخابات.

حزب الشعوب الديمقراطي الممثل للأكراد، رشّح كذلك زعيمه (المسجون) صلاح الدين دميرتاش، لخوض غمار الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان.

كما رشح حزب السعادة الإسلامي، الذي أسسه الراحل نجم الدين أربكان، زعيم الإسلام السياسي في تركيا، تمال كرم الله أوغلو، لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد رفض عبد الله جول الترشح على رأس الحزب، بالإضافة إلى دوجو بارينجاك مرشح حزب الوطن القومي.

الدكتور محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، قال إن محرم إنجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري، هو الأقرب للحصول على نسبة من الأصوات تؤهله للوصول لجولة الإعادة أمام رجب طيب أردوغان، خاصةً بعد مؤتمر أزمير الحاشد، الذي حضره نحو 2.5 مليون شخص.

وأضاف حامد، لـ"الوطن" أن "إنجه" نال النصيب الأكبر من هجوم أردوغان وحزبه وأنصاره، الذين قالوا عنه أنه "يشرب الخمر ويفطر في نهار رمضان، ويلعب القمار"، وكل أساليب اغتيال الشخصية المعروفة عن أنصار الحزب الحاكم.

ميرال أكشنار، مرشحة حزب الخير، تعتمد على مغازلة القوميين، حسبما يرى خبير الشأن التركي، موضحًا أنه كان من المنتظر أن تمثل وزيرة الداخلية السابقة رقمًا صعبًا في الانتخابات على "أردوغان"، إلا أن حداثة حزبها بالحياة السياسية، أضعَفَ من فرصها في السباق الرئاسي.

وتابع حامد، أن ترشح صلاح دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، لا يتخطى كونه ترشحًا رمزيًا؛ للفت أنظار العالم للقضية الكردية، ومحاولة لفك سجن زعيمهم المحبوس منذ قرابة العامين.

وأضاف أن كرم الله أوغلو، مرشح حزب السعادة الإسلامي المحافظ، يعتمد على سمعة مؤسسه الراحل نجم الدين أربكان، الذي خرج من تحت كنفه حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وفي حالة وصول "إنجه" أو أي مرشح آخر لجولة الإعادة، ستتكاتف حوله جميع أحزاب المعارضة، وفقًا للباحث في الشأن التركي، موضحًا أن مرشح حزب الشعب الجمهوري وعد بتعيين كلٍ من ميرال أكشنار، وكرم الله أوغلو، نائبين له، حال وصوله لكرسي الرئاسة.

الانتخابات التركية يشوبها "إجراؤها تحت مظلة قانون الطوارئ" و"غياب الحياد الإعلامي الحكومي والخاص"، كما قال حامد، مشيرًا إلى وقوع الإعلام الخاص والقنوات الفضائية والصحف تحت سيطرة رجال الأعمال الموالين للحزب الحاكم، لافتًا أيضًا إلى وجود اعتداءات على مقرات المرشحين، وعلى رأسها مقر ميرال أكشنار، كما أن الحزب الحاكم كذلك يغازل كبار السن بتقديم 5 آلاف ليرة للمتقاعدين في عيد الفطر، ومثلهم في "الأضحى"، ومواصلات مجانية أيام الانتخابات.

وأردف الباحث المتخصص في الشأن التركي أن تحالف الشعب بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم ربما يحصد من 40 إلى 45% من المقاعد البرلمانية، ولن يحصل على الأغلبية بسبب تكتل أحزاب المعارضة في التحالف القومي، الذي سيمنع تحالف "أردوغان" من الحصول على أغلبية برلمانية، إلا بضم نواب مستقلين بعد نجاحهم، على الرغم من ترشيح 21 وزيرا حاليا في الحكومة على قوائمه، والاستعانة برئيسة الوزراء السابقة تانسو تشيلر لدعمه في الانتخابات.

المعارضة التركية ليست ضعيفة ولكنها مشتتة، وفقًا للدكتور محمد حامد، موضحًا أنها بسبب ذلك لن تستطيع إسقاط رجب طيب أردوغان بسهولة، وإسقاطه يأتي على المدى الطويل عن طريق الفوز بأغلبية برلمانية يمكنها تغيير الدستور والحد من سلطاته، وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي يُمكِّن أحد الأحزاب القوية من الوصول للسلطة.

وبدوره قال المحلل السياسي بشير عبد الفتاح، المتخصص في الشأن التركي، إن الانتخابات المقرر إقامتها، تعتبر الأهم في التاريخ التركي الحديث، وخاصة أنها مقامة في غير موعدها بعد أن استجاب الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان لاقتراح من زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، بدعوة الناخبين لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وحل البرلمان التركي الحالي.

وأوضح عبد الفتاح، لـ"الوطن"، أن أردوغان، الذي يتولى منصب رئيس الجمهورية منذ 2014، سيكون على موعد مع منافسة قوية أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجة، الذي تتصاعد حظوظه بشكل كبير لحظة بعد الأخرى، مشيرا إلى أنهما يقعان في مراكز متقدمة باستطلاعات الرأي التي أجرتها المراكز المتخصصة في شأن الانتخابات الرئاسية مؤخرا، بينما يقع باقي المنافسين لهما في مراكز متأخرة، إذ لم تتخط نسب فرصهم للفوز بالانتخابات نسبة الـ5%.

وتابع المحلل السياسي المتخصص في الشأن التركي، أن محرم إنجه استطاع استغلال فترة الدعاية الانتخابية، لزيادة أسهمه في الفوز بمنصب الرئاسة، حيث كثفت حملته الرئاسية، الدعاية، بجانب عقده للمؤتمرات الجماهيرية الحاشدة التي تخطى الحضور فيها المليون شخص.

وأشار إلى أن مما يزيد من فرص محرم إنجه، انتماؤه لحزب الشعب الجمهوري، وهو من أقوى الأحزاب السياسية في تركيا، بالإضافة لكونه نائبا في البرلمان منذ 2002، ومعارض قوي لأردوغان، كما تعهد بوضع دستور جديد للبلاد في حالة فوزه بالانتخابات، وهي النقطة التي يجذب من خلالها المعارضين للتغييرات الدستورية التي أجري الاستفتاء عليها في 2017.

واختتم عبد الفتاح بأن احتمالية حسم الانتخابات التركية من الجولة الأولى ضعيفة، معربا عن توقعه أن يدخل أردوغان وإنجه لجولة الإعادة التي ستحسم المنصب لصالح أحدهما.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.