الأقباط متحدون - رونالدو وميسي عازفان مختلفان
  • ٠٨:٣٦
  • السبت , ٢٣ يونيو ٢٠١٨
English version

رونالدو وميسي عازفان مختلفان

زهير دعيم

مساحة رأي

٢٠: ٠٥ م +02:00 EET

السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم : زهير دعيم

ينقسم كلّ محبّي كرة القدم العالميّة اليوم بين عملاقين اثنين هما : كريستيانو رونادو البرتغاليّ ونجم الريال، والارجنتينيّ ليو ميسي ونجم البارسا ، بل هناك من يحشر معهما اللاعب المصريّ الجميل والبارع محمد صلاح نجم ليفربول الانجليزيّ.

فهذه الفئة تقول : رونالدو ولديه الحُجج ، وذاك يقول : لا... انه ميسي ولديه البراهين والأدلّة القاطعة ، ولكن للحقّ أقول _  ومن منظاري البسيط وعشقي لكرة القدم ونجومها على مدى سنوات طويلة _ أقول : كلاهما رائع ، ماهر ، بارع ، فنّان يداعب الكرة كما الموسيقيّ أوتار الكمان، فيعزف لنا في كلّ مباراة سيمفونيّة جميلة تُحلّق بنا عاليًا فوق السّحاب فنُصفّق بحماس وعفوية ونصرخ برافووووو.....   نعم كلاهما لاعب وفنّان يستحقّ أن يسجَّلَ اسمه بماء الذّهب وان يُعمل له تمثال من الشّمع ( والأمر حدثَ بالفعل ).

ومع هذه البراعة والجمالية في الأداء تبقى هناك بعض الصّفات التي تطغى على هذا دون ذاك ؛ صفات أراها وألمسها أنا المُشاهد والعاشق للكرة والحياديّ ، فقد أثبت الواقع وأكّد ويؤكّد أنّ رونالدو لديه موهبة المُحارب العنيد ، المؤمن بقدراته ، والقادر أن " يسحب" الفريق كلّه على ظهره من أجل الفوز والنجاحات المتلاحقة ، فهو مُحصّنٌ ضدّ الخوف والرهبة، ومُطعًمٌ بالارادة القويّة والثّقة بالنَّفس ، فلا غرو من ان تجد منتخب البرتغال _ المتوسط المواهب _ تجده يحوز على كأس الأمم الأوروبيّة قبل سنتين ، ويضمن انتقاله او يكاد  الى دور ال 16  في كأس العالم الحاليّ بعد فوزوتعادل واربعة أهداف سجلهما رونالدو نفسه  منخلال مبارتين اثنتين، بل ويشقّ الطريق بعزم نحو الفوز بكأس العالم ، ليحوّل الحلم الى حقيقة ... من يدري ؟!!!

 في حين النجم الارجنتينيّ ميسي هادئ ، بارع وفنّان ولكن ينقصه عنصر القيادة الحقيقيّة وخاصّة في أوقات الحَرَج ، وفي الوقت الذي يتطلّب منه فعلًا أن يكون " الزنبرك" والمحور الذي يدور حوله " وحواليْه" كل الفريق ، بل ويكون القيدوم والقائد الفذّ فيسمو بلاعبيه فوق قدراتهم ، فيعطون من نفوسهم وأرواحهم . 
  وسبق ورأينا ذلك في التصفيات لمنتخبات  امريكا الجنوبية  حيث ان المنتخب الارجنتينيّ ضمن اشتراكه في مبارياك كأس العالم والتي تجرى في هذه الأيام في روسيا ؛ فقط في المباراة الاخيرة ، وها هو وبقيادة ميسي يتعادل مع ايسلندا ( المدينة الصغيرة ذات أل 430 ألف مواطن ) بهدف لهدف بعد أن اهدر ميسي نفسه ضربة جزاء !!! ثم تأتي الخسارة المؤلمة والمُهينة أمام كرواتيا بثلاثة أهداف للاشئ، فتفقد أو تكاد الأمل في الوصول الى دور ال16.

اللاعبان : رونالدو وميسي عازفان جميلان وبارعان ، ولكلّ واحد منهما معزوفته التي يعزفها على الساحة الخضراء ، فهذا الارجنتيني يعزف التصدّي والعناد والتحدّي وهذا الارجنتينيّ يعزف الربيع همسة على شفاه الورد في يوم عاصف.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع