البابا فرنسيس يعلق على اتهامات التعديات الجنسية من قبل بعض الأساقفة والكهنة الكاثوليك
أماني موسى
السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
الهجرة، مستقبل الكنيسة الكاثوليكية والإصلاحات الفاتيكانية، هذه هي أبرز المواضيع التي تناولها البابا فرنسيس خلال مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة رويترز للأنباء.
تطرق خلالها البابا فرنسيس أيضًا إلى مسألة التقارب الحاصل بين الكرسي الرسولي والصين.
عبّر البابا عن تفاؤله حيال هذه المفاوضات، مشيرًا إلى أن الصينيين معروفون بحكمتهم وثقافتهم الغنية وبصبرهم الطويل.
وأكد أن الحوار بين الطرفين بلغ مرحلة متقدمة، لافتا إلى الفرق بين الحوار الرسمي القائم بين الحكومة الصينية والكرسي الرسولي والحوار المفتوح بين الأشخاص والجماعات والذي يرتكز إلى العلاقات الإنسانية، هذا فضلا عن وجود حوار ثقافي يتمثل في النشاط الذي يقوم به العديد من الكهنة الكاثوليك في الجامعات الصينية.
ولم تخلُ كلمة البابا من التطرق إلى مسألة الهجرة متناولا السجال الكبير الذي أحدثته في الأوساط الأوروبية قضية الباخرة أكواريوس التي كانت تُقل مهاجرين غير شرعيين رفضت إيطاليا استقبالهم، فتوجهوا إلى إسبانيا. واعتبر البابا فرنسيس أن التوجهات الشعبوية ليست الحل، وذلك في إشارة واضحة إلى الحزبين الفائزين في الانتخابات السياسية الإيطالية الأخيرة وهما حزب الرابطة وحركة خمس نجوم. ودعا البابا للنظر إلى التاريخ مذكرا الجميع بأن أوروبا قامت على الهجرة وهي تعيش حالياً أزمة ديمغرافية كبيرة. وأضاف أن ثمة أشخاصا كثيرين يأتون إلى أوروبا بحثا عن المساعدة، حاثا الجهات المعنية على عدم طرد الوافدين وعلى مدهم بالعون المطلوب.
وأشاد أيضًا بالسخاء الكبير الذي أظهرته حيال المهاجرين واللاجئين كل من إيطاليا واليونان.
بعدها شدد البابا فرنسيس على أهمية الاستثمار أكثر من البلدان الفقيرة، لاسيما في القارة الأفريقية مشيرًا إلى ضرورة السعي إلى خلق فرص للعمل محذراً في الوقت نفسه من المخاطر التي تترتب على انتشار ظاهرة العبودية في بلدان عدة. وفي سياق حديثه عن الإصلاحات الفاتيكانية عبّر البابا عن ارتياحه تجاه هذه العملية التي تشهدها الكوريا الرومانية منذ سنوات قليلة وحيا الجهود الحثيثة التي يبذلها في هذا السياق العديد من المسؤولين الفاتيكانيين.
وقال إن مستقبل الكنيسة هو "في الطريق" لأن الكنيسة مدعوة إلى الخروج وملاقاة الأشخاص في البيئات التي يتواجدون فيها. هذا ثم تناول البابا فرنسيس أيضا دور المرأة داخل الكنيسة وإمكانية أن تشغل النساء مناصب هامة في الكوريا الرومانية. وقال إنه يوافق على رفع عدد النساء اللواتي يتبوأن مناصب هامة في الكنيسة.
مشيرًا إلى أنه لم يكن من السهل عليه أن يعين امرأة كنائبة لمدير دار الصحافة الفاتيكانية، ولفت أيضا إلى أن اسم امرأة كان قد طُرح لتُعين على رأس أمانة سر الاتصالات.
وأضاف البابا أن المرأة تلعب دوراً هاماً داخل الكنيسة أكانت راهبة أم علمانية وهذا الأمر يتعلق بقدرتهن على فهم الأمور، وبنظرتهن للحياة وطريقتهن في حل المشاكل.
وفي رد على سؤال بشأن فضيحة التعديات الجنسية على القاصرين من قبل بعض الأساقفة والكهنة الكاثوليك في تشيلي عبّر البابا فرنسيس عن ألمه إزاء ما جرى، لافتا إلى أن واجب الكاهن يتمثل في قيادة الأشخاص نحو الله وعندما يُقدم الكهنة على أفعال من هذا النوع يقضون تمامًا على هذه الدعوة. وذكّر بأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني سبق أن تعامل مع ملف التعديات الجنسية من قبل رجال الدين الكاثوليك في الولايات المتحدة وهذا ما فعله أيضا البابا بندكتس السادس عشر مع أساقفة إيرلندا.
وفي ختام مقابلته مع وكالة رويترز للأنباء تطرق البابا إلى اتفاق باريس حول المناخ وعبر عن ألمه لقرار الرئيس الأمريكي ترامب القاضي بالانسحاب من التفاهم هذا فضلا عن الموقف الذي اتخذته كوبا بهذا الشأن، وقال البابا فرنسيس إنه يشجع قادة البلدين على إعادة النظر في هذه المواقف المتعلقة بالمناخ والبيئة لأنه عليها يعتمد مستقبل البشرية برمتها. وأشار أيضًا إلى أزمة فصل حوالي ألف قاصر عن ذويهم في الولايات المتحدة وقد وُضعوا داخل الأقفاص على الحدود مع المكسيك، وقال البابا فرنسيس إنه يضم صوته إلى صوت الأساقفة الأمريكيين.