الأقباط متحدون | لا يا قداسة البابــا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٤٧ | السبت ٢٥ يونيو ٢٠١١ | ١٨ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٣٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا يا قداسة البابــا

السبت ٢٥ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. ميشيل فهمي * العرضحالجي المصري

* مصدر كنسي: يؤكد تأجيل لقاء البابا والمرشد بسبب ارتباطات محددة سلفاً، والجماعة : « لم نحدد موعد الزيارة أصلاً »
* وقال المصدر بالكاتدرائية- طلب عدم ذكر اسمه، لماذا؟- إن لقاء مرشد «الإخوان» والبابا من المقرر أن يعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.
* مصدر كنسي: أكد أنه من المتوقع أن يقابل البابا شنودة الثلاثاء المقبل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وقد جاءت الزيارة بعد عدة تصريحات للمرشد في رغبته للقاء البابا، وهو ما قوبل بالترحاب من قبل الكنيسة.
* المصادر: قنوات دريم والحياة والبي بي سي العربية، الصحف: الدستور، واليوم السابع، والمصريون، وروز اليوسف، والأهرام.

بدأت تلك القصة العجيبة تحديدًا في يوم 20 مارس الماضي، تاريخ عودة قداسة البابا من رحلته من "الولايات المتحدة الأمريكية" العلاجية والتفقدية قبل الأخيرة، حيث أرسل "محمد بديع"، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في 21 مارس برقية تهنئة للبابا "شنودة الثالث" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وفي نفس الوقت ليطمئن على صحة قداسته.

وردًا على هذه المبادرة الكريمة– من وجهة نظر رجال القصر البطريركي– قام البابا بإجراء مكالمة هاتفية مع المرشد، استمرت 15 دقيقة ليشكره على برقيته. وقال مصدر بالقصر إن المرشد طلب زيـارة البابا "شنودة" خلال الأيام التالية على هذا التاريخ. وبعد وقت تم تأجيل تحديد موعد الزيارة إلى حين عودة البابا من أمريكا، حيث كان غادر "مصر" إلى الولايات المتحدة مرة ثانية يوم الأحد 22 مايو 2011.

منوهًا بموقف الكنيسة الذي سبق أن أعلنته بالترحيب بزيارة أي شخصية عامة إليها. من جانبه، قال قيادي بمكتب الإرشاد لـ « المصرى اليوم» إن موعد لقاء البابا مع المرشد لم يتحدد من الأصل لكي يتم تأجيله، مشيرًا إلى أن الجماعة تتطلع لهذا اللقاء، ولكنها لن تـعرض نفسها على البابا شنودة .!!!

في نفس الوقت، كشف نفس المصدر أن هذا اللقاء الذي تقوم الكنيسة بالإعـداد له هو الأول من نوعه، بعد إتصالات بين البابا والمرشد خلال الفترة الماضية.

هذه هي القصة التي لم يرد استنكار أو نفي لها من مصادر كنسية معلنة أو مُجهلّة، وذلك لغيبة وجود متحدث رسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وإن كان الرد على إعلان تأجيل الزيارة التي كان مقرَّر لها الثلاثاء الماضي جاء قاســيًا على الكنيسة من قِبَلّ الإخوان، متهمًا الكنيسة بالكذب، حيث قال الرد إننا لم نحدِّد موعدًا للزيارة ليتــــــم التأجيل.

وأعتقد أن طلب فضيلة المرشد العام وضع الكنيسة في حرج شديد، حيث أنه في تاريخ الكنيسة سيكون لقاء البابا "شنودة" هو الأول بين بطاركة الكنيسة المصرية الذي سيقابل مرشد عام الجماعة، ومنذ أن قام السيد "حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي" بتأسيس الجماعة في عام 1928. وبهذا ألقى "محمد بديع" بالكرة في ملعب الكنيسة، حيث يهدف إلى فتح الحوار أولًا مع القيادة الرسمية للكنيسة، حتى لا يُـــلام لو قام بمحاورة بعض الشباب القبطي أو استقطاب الكثيرين منهم بعد ذلك.

وفي الحقيقة صُدِمت وفوجئت، ومعي كثيرين من أقبــاط مصر مسلمين ومسيحيين، بتلك الأخبـــار التي أذيعت وبُثِتْ ونشرت في عدة مصــادر إعلامية، عن قرب موعد مقابلة البابا "شنوده الثالث" وصاحب الفضيلة الطبيب البيطري "محمد بديع"، المرشد العام للإخوان المسلمين.

وبكل حق الابن على الأب، وبكل التزام الأدب من الابن للأب، وبكل الخوف- الذي يصل لحد الارتياب- على الوطن وأبنائه، ومستقبل مدنية الدولة لا تديينها في هذه المرحلة الخطرة التي نمر بها، وبكل التخوف علي مستقبل أبناء الوطن مسلميه ومسيحيه.. أقول للأب الروحي للجميع.. قداسة البابا المعظم الأنبا "شنودة الثالث"، الآتي:

بصفتك بابــا وبطريـرك الكرازة المرقسية ورئيس أساقفة كنيستها، وكاروز الديـــار المصرية، لا يحـق لك مقابلة حضرة صاحب الفضيلة الطبيب البيطري "محمد بديع" مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين، للعديد من الأســـباب، منها:
- إنه لا يعتبرك أنت ورعايا كنيستك إلا مواطنـــًا ذِميــًا، يتولى هو حمايتك والسماح لك وشعبك الكنسي بالصلاة من عدمه.
- إنه ليس شخصية دينـــــــية أو شخصية عامة مُحِبة أو حتي حيادية.. للقول بأن الكنيسة ترحب بزيارته، الشخصية الدينية الإسلامية المرحب بها هي شخصية فضيلة الإمام الأكبر.
- إنه كذَّب رجال الكنيسة الذين قالوا أن موعد الزيارة تأجَّل، وردوا بكل الغطرسة والاستعلاء بأن ((موعد لقاء البابا مع المرشد لم يتحدَّد من الأصل حتى يتم تأجيله، مشيرًا إلى أن الجماعة تتطلع لهذا اللقاء، ولكنها لن تعرض نفسها على البابا شنودة.))


من منطلق أسباب عديدة لا يمكن التطرُّق إليها، لابد من رفض الزيارة، أو على الأقل يُمكن ترتيب اللقاء مع أحد أعضاء المجلس الملي العام (من العلمانيين) لا مقابلة بطريرك الأقباط. وفي هذا التوقيت (المريب) بالذات، لا.. وألف مليون لا.

الكل يعلم أن سبب الزيارة وهدفها ليس بريئـًا على الإطلاق، فهي لأهداف وأســباب انتخابية لتطوف صور هذا اللقاء أرجاء "مصر" والعالم، تعلن موافقة بطريرك أقباط مصــر الضمنية على قيام الـدولة الدينـية (إسـلامية.. إســـلامية) التي يمثِّل المرشد العام قمة قادتها.

سيخسر مسيحيو "مصـر" بكل مللهم وطوائفهــم، ومعهم إخوتهم وشــركائهم في الوطن من التنويريين الإســـلاميين، الكثير والكثير جدًا من نتائج هذه الزيارة الجهنميـة، التي لا تنطلق بغرض المحبة أو التآلف... فالكل يعرف علي مدى عشرات السنين رأي جماعة الإخوان المسلمين في مواطنة المسيحيين، ومعتقداتهم في بناء الكنائس، وحثهم وتخطيطهم لعشرات عشرات حوادث الطائفية وتَبِعاتها..الخ، وقد كتبنا عشرات المقالات والتحليلات في هذا الشأن.

بينمـا نجد حضرة صاحب الفضيلـــة الشيخ الطيب، شيخ الجامــع الأزهر التليـــد، يٌصدر منذ يومين- ومعه نخبة من رجال مصر المثقفين من ضمنهم أقباط مسيحيين أرثوذكسيين- وثيقة الأزهر الرائعـــــة، والتي ترفـــض الطائفية وقيـــام دولــة دينيــــة بل ديمقراطيــة بجميع سِماتها، نجد بطريرك الأقبـــاط يرحب بزيـــارة مرشد جماعة الإخــوان المسلمين التي من أولى أهدافهـــا قيـــام دولة دينيـــة، على حســاب الوطنية المصرية ومواطنتها.

هذا هو الوقــت والتوقيت الذي يجب أن يُحــاط قداسة البابــا بهيئة مستشارين مدنيين سياسيين يدلون برأيهم لقداسته في مثل هذه الأمور التي يجب أن ينأى بنفسه عنها.

الأمس وقبل اليوم يجب تفعيل دور المجلس الملي فورًا، وهو الهيئة المنوط بها مثل هذه الأمــــور والسياسات، لتعالج مثل هذه القضايا، لا رجال الكهنوت الذين يجب أن يعودوا لمسئولياتهم الكهنوتية وتعــود لهم..

لِصالح منْ يُجمَّــد نشاط وكيل وأعضـــاء المجلس الملي العــــــام ولا تجميدة محافظ قنا، الذي نسينا ونسي قداسة البابا أن من أشعل فتيل نار رفضه هم الإخـــوان؟!

وهناك الكثير والكثير لابد من قوله في هذا الشأن، لكن نطالب وبشده بإصدار بيان رسمي عن قصة هذه المقابلة من رجال الكنيسة، ليطمئن أبنــاء "مصــر" جميعًا أن الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية قد نَجَتْ من هذا الشرك الرهــــيب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :