الأقباط متحدون - موسيقار مصرى يقيم فى فرنسا : الاستهتار بالمعتقدات ليس فنا وإنما رعونة وجهل
  • ٢١:١٦
  • الجمعة , ٢٢ يونيو ٢٠١٨
English version

موسيقار مصرى يقيم فى فرنسا : الاستهتار بالمعتقدات ليس فنا وإنما رعونة وجهل

إيهاب رشدي

سياسة وبرلمان

٣٦: ٠٣ م +03:00 EEST

الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب : ايهاب رشدى

لأن الفن هو رسالة يبعث بها المبدع إلى المتلقى ، فإن رؤية هذه الرسالة تختلف من شخص لآخر وفقا لثقافته وعلمه ، وقد آثارت الرسومات التى نشرتها جريدة
الدستور مؤخرا للفنان أحمد الصبروتى جدلا فى أوساط الاقباط حيث أُعجبت البعض بينما آثارت غضب الكثيرين منهم
فاذا اقتربنا أكثر لهذه اللوحات الفنية وقرأناها بعينى فنان آخر موسيقار أو شاعر أو رسام فهل تختلف الرؤية والمفردات ؟ أم تبقى متماشية مع رجل الشارع ؟؟

الموسيقار بيشوى عوض هو دارسٌ لعلوم الموسيقى فى جامعات و معاهد باريس المتخصصة و يعمل هناك كقائد كورالات و أوركسترا و مدرس موسيقى منذ نحو 11 عاما ، يقول أن إجتهاد الصبروتى فى الرسم يستحق الإهتمام، و لكن من الناحية الإنسانية فان المتلقى القبطى أو المٌرسل إليه الذى إستقبل رسالة أحمد الصبروتى لفظها على التو، ليس لقبحها وإنما لأنها تنتقص إلى المعرفة .

واستطرد عوض قائلا أن الفنون كانت و لاتزال لها دور كبير فى توجيه ذوق الشعوب، للسمو إن كانت الرسالة بها مفردات السمو, أو للتدنى... 
وعما قرأه " عوض " فى لوحات الصبروتى قال أن كوبر يمثل "المسيح" القائم وسط أتباعه لاعبى كرة القدم و فى يديه خطته التى أقرّها و التى وجب على الكل العمل بها دون تصرُف, تماماً مثل الكتاب المقدس عقيدة المسيحيين التى لا يحق لأحد تغييرها.

وتابع فنان الموسيقى أنه من الناحية الفنية يرى أن إجتهاد الصبروتى فى الرسم يستحق الإهتمام، فالموهبة موجودة لا شك فى ذلك، و لكن من الناحية الإنسانية يرى أن رسالته واضحة و بسيطة و أن من تعود على قراءة الفنون قد وصلته الرسالة ولكن على الفنان ان يسأل نفسه قبل ان ينشر اعماله .. هل سيتم قبول هذه الرسالة أم انها ربما تضر بنفسية من تصل اليه وتثير غضبه .

و إن كانت الفنون هى رسائل منمقة بالقوافى فى الشعر، متزينة بنغمات عذبة فى الموسيقى أو مزخرفة بالخطوط و الألوان المعبرة فى الرسم و النحت فإن هدفها هو مخاطبة الشعوب و المجتمعات و إيداع الرسائل الى أذهانهم لترسيخ فكرة بعينها فى وجدانهم و من هنا تأتى الإشكالية، المتلقى القبطى أو المٌرسل إليه الذى إستقبل رسالة أحمد الصبروتى لفظها على التو، ليس لقبحها فهى جميلة, إنما لأنها تنتقص إلى المعرفة، فقد إستخدم أحمد فى رسوماته نمط الأيقونة القبطية دون معرفة حقيقية، فالأيقونة القبطية تُدَرّس، و الأهم من ذلك هى أنها تعج بالمدلولات, ليس فقط حينما تكون قد رُسِمت، إنما خطوات التنفيذ أيضا لها مدلولات عقيدية, و الأكثر من ذلك, الخامات المستخدمة و تحضيرها تعج أيضا بالمدلولات, و إن أردت أن أختصر قولى عن الأيقونة القبطية فهى على الرغم من بساطة أبعادها المقصود إلا أنها من مرحلة تحضير الخامات إلى وضعها فى المكان المخصص مشوار طويل تحكى فيه عقيدة المسيحية وفلسفتها، و أبعادها تتخطى مقلتى العين فهى بمثابة مؤسسة تعليمية عقيدية فلسفية متكاملة...وجب الحرص الشديد حين التقرب إليها.

وقال "عوض " أنه بصفته الفنية يشجع موهبة أحمد كثيرا و لكن ينتقد جهله بفنون الأقباط فالموهبة لابد ان تثقل بالمعرفة ، وقد كان فى طريقة عرض لوحات الصبروتى تقليلا من شأن الايقونة القبطية ..

فالابداع هو خلق شئ من العدم لذلك ولا يمكن أن اقول على "الصبروتى "مبدع لأنه لم يضف شئ وإنما كانت له فكرة لم يستطع توظيفها جيدا ويبدو ذلك مثلا فى استبدال الهالة التى على رأس السيد المسيح ووضع الكرة بدلا منها .

وتابع بأنه ينتهز الفرصة ليذكر الجميع بمذبحة شارلى إبدو بباريس حينما قَتَلَ المتطرفون راسمى صور رسول الاسلام دفاعاً عن المعتقد. 
وأنهى الموسيقار المصرى العالمى بيشوى عوض حديثه للاقباط متحدون قائلا أننى أُذَكِّر أيضا بأن معتقدات الأقباط وجب إحترامها فهؤلاء الأناس منزوعى السلاح هم أحفاد الفراعنة و الاستهتار بمفردات معتقداتهم ليس فنا إنما رعونةً و جهل.