الأقباط متحدون - خبراء السوشيال ميديا
  • ٢٢:٢٣
  • الثلاثاء , ١٩ يونيو ٢٠١٨
English version

خبراء السوشيال ميديا

مقالات مختارة | فتحية الدخاخني

٠٦: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٨

فتحية الدخاخني
فتحية الدخاخني

عندما انطلقت جريدة «المصرى اليوم» كنت وزملائى من الصحفيين نبحث عن خبراء فى السياسة والثقافة والاقتصاد ومختلف المجالات لعمل تقارير صحفية تتضمن تحليلا للأحداث، ولما كانت جريدتنا حديثة وتنتهج أسلوبا مختلفا فى الصحافة كنّا دائما ما نبحث عن وجوه جديدة فى التحليلات السياسية والاستراتيجية.

ومع الوقت أصبحت الوجوه الجديدة قديمة، وأصبحنا نعرف هؤلاء الخبراء القادرين على الإدلاء بتصريحات فى كل الموضوعات، وكنا نتندر على بعضهم عندما نسألهم عن رأيهم فى موضوع فيكون ردهم «أنتم عايزين نقول إيه؟»، ومن ثم يتم توجيه دفة التحليل فى اتجاه عنوان الموضوع.

واليوم انضم لهؤلاء الخبراء نوعية جديدة على السوشيال ميديا، تقدم تحليلات وشروحات لجميع القضايا، دون ضابط ولا رابط، فتارة تجدهم خبراء فى الموضة، ثم يتحولون بقدرة قادر إلى خبراء فى الفلك، أو الاقتصاد أو السياسة، ورغم أنها لا تمتلك العلم والتخصص الذى تملكه النوعية الأولى، لكنها تدير منابر مؤثرة، لها القدرة على توجيه الرأى العام، والتأثير فى صنع القرار.

هم خبراء فى الفلك اكتشفوا بقدراتهم الفلكية خطأ فى رؤية هلال رمضان، حتى أصدر المسؤولون عن الموضوع بيانا يدحض اكتشافاتهم، وبالطبع فإن تأثير النفى لا يمكن أن يوازى ما فعلته حملات «السوشيال ميديا»، ودفعتهم خبراتهم إلى الاعتراض على تصميم أتوبيس المنتخب فى كأس العالم، واقتراح تصميمات بديلة، على «تمساح النيل» تميمة المنتخب باعتبارها «بدعة بلدى»، متجاهلين أن لغالبية الفرق العالمية «تميمتها».. كـ«الذئب الروسى Zabivaka»، ثم انطلقوا للتعبير عن رأيهم فى أزياء المنتخب، فهم خبراء فى الموضة بلا منازع، حتى تبين أن «بدل» المنتخب هى آخر صيحة فى الموضة، بعد الصدمة التى تلقوها بصور الفرق العالمية ترتدى نفس البدل والكوتشى الأبيض.. فتطوع بعضهم لتبرير الهجوم، ولا يمر يوم دون أن يقدم هؤلاء تحليلات لولبية لقضايا العصر، بما فى ذلك القضايا المصيرية أو الحربية التى لم تسلم من تحليلاتهم؟!! فلم ننس التصريحات المغلوطة والمتسرعة عن ضحايا وتفاصيل عمليات حربية فى سيناء العام الماضى.

ولمواجهة هؤلاء انشغل الإعلاميون بقضية الأخبار الملفقة، أو ما يعرف بـfake news، وظهرت محاولات لمواجهتها، لكنها غير فاعلة حتى الآن، فهل الحل هو وضع تشريعات لتقنين مواقع التواصل الاجتماعى ومعاملتها كمواقع إلكترونية، وهو سؤال يتم طرحه عالميا، أم تركها بلا ضابط أو رابط بحجة أنها صفحات شخصية تعبر عن آراء أصحابها مهما كان تأثيرها فى نشر الأخبار والتحليلات الكاذبة!!، سؤال يحتاج الكثير من الدراسة والتحليل، فوفقاً لتقرير موقع we are social هناك ٤٩ مليون مصرى يستخدمون الإنترنت، بينهم ٣٩ مليونا من النشطاء، حتى إنها أصبحت مصدرا للمعلومات والتقارير.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع