القديس ديديموس الضرير ( 313 – 398 )
ماجد كامل
الاربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٨
إعداد /ماجد كامل
مقدمة :-
ولد القديس ديديموس الضرير حوالي عام 313 م ؛ أصيبت عينيه بمرض وهو في الرابعة من عمره مما ادي الي فقدان بصره ؛ ولكن الرغبة القوية في المعرفة عنده أدت به الي نحت حروف هجائية علي ألواح من خشب ( وهو بذلك يكون قد سبق برايل بخمسة عشر قرنا ؛ وعلم نفسه بنفسه قواعد اللغة اليونانية الفلسفة والمنطق والحساب والموسيقي ؛ وقيل عنه ان كان يحفظ عن ظهر قلب جميع أسفار الكتاب المقدس بعهديه .
رئاسته لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية :-
أعجب به القديس اثناسيوس الرسولي جدا ؛فأقامه مديرا علي مدرسة الإسكندرية اللاهوتية حوالي عام 346 م تقريبا . وكان عمره في ذلك الوقت حوالي 33 عاما ؛ وتتلمذ علي يديه وعلي كتاباته كثير من الآباء القديسين مثل ( القديس غريغوريوس النزينزي – القديس جيروم – القديس روفينوس – يالاديوس ..... الخ )
صداقته للقديس العظيم الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان :-
كانت تربطه صداقة قوية ومتينة بالقديس العظيم الانبا انطونيوس حتي انه زاره عدة مرات في مغارته بالبحر الأحمر ؛ كما زاره القديس العظيم الانبا انطونيوس بالإسكندرية مرتين ؛ ومرة قال له ( هل انت حزين لفقدانك بصرك ؟ اجاب القديس ديديموس الضرير نعم ؛ فرد عليه الانبا انطونيوس "لا يحزنك فقدان بصرك ؛ فلقد نزعت منك الأعين الجسدية التي يمكتلكها أحقر الحيوانات ؛بل عليك ان تببتهج لأن لك أعينا تري بها اللاهوت نفسه وتدرك نوره ") فتعزي القديس ديديموس بهذا القول جدا .
الرؤيا التي شاهدها بشأن الأمبراطور يوليانوس الجاحد :-
يقول ( بينما كنت ذات يوم متفكر في شأن الأمبراطور يوليانوس والشرور التي فعلها بالكنيسة . أضطربت جدا حتي لم أذق خبزا الي ساعة متأخرة من المساء ؛ واذا بي أري خيولا بيضاء تجري ؛ وكان الراكبون عليها يقولون "قولوا لديديموس ان يوليانوس قد مات اليوم الساعة السابعة . قم وكل ؛ وأرسل الي أثناسيوس البطريرك لكي يعرف هو ايضا ما قد حدث " وقد دونت اليوم والساعة والاسبوع والشهر ؛ وأتضح لي ان كل ما قيل كان صحيحا )
أشهر كتاباته :_
+ في شهر اغسطس 1941 كان للجيش البريطاني بعض الثكنات العسكرية في مدينة طرة " أحدي ضواحي القاهرة ما بين المعادي وحلوان " وأكتشفوا هناك بعض البرديات التي تحتوي علي بعض كتابات القديس ديديموس الضرير وترجع الي القرن السادس الميلادي "تفاسير اسفار التكوين وأيوب وزكريا "
+ قال عنه بلاديوس ( فسر العهدين القديم والجديد كلمة كلمة ؛ وكان يركز عنايته بالأكثر علي العقيدة ؛ وكان يفعل ذلك بكل دقة ولكن بيقين حتي فاق في ذلك كل القدماء في معرفته )
+له كتاب عن الثالوث ويقع في ثلاثة أجزاء
+ له كتاب عن الروح القدس أصله اليوناني مفقود ؛ ولكن الترجمة اللاتينية للقديس جيروم ما زالت موجودة
+كتاب ضد أتباع ماني
+ يشير القديس جيروم الي تفاسير له في سفر المزامير
له مقالت عديدة مفقودة نذكر منها :-
ا- ضد الأريوسية ب- الدفاع عن اوريجانوس
ج- مقالين عن الفلسفة
أخيرا :- نماذج من أقواله وكتاباته :_
+ ( كل من يتصل بالروح القدس هو في نفس اللحظة يتقابل مع الآب والأبن ؛ وكل من يشترك في مجد الآب. فإن هذا المجد في الواقع هو ممنوح له بالروح القدس )
+ ( من المستحيل لإي واحد أن يطلب نعمة الله إن لم يكن عنده الروح القدس الذي فيه يتضح أن كل هذه العطايا متضمنة فيه . فالروح القدس هو نبع كل العطايا وليست عطية تمنح بدونه . هو المقدس والمحيي ؛ نور السماء ؛ الحافظ الكل ؛ المجدد والمحرر ؛ يطير بنا إلي السماء ويقتادنا في مداخل الخلاص ....... هو النعمة الإلهية ؛ينبوع المواهب الذي لا يفرغ ؛ومنطلق كل فكر صالح ؛ختم الخلاص ؛ والموهبة الإلهية ؛عربون الخيرات الأبدية ؛أكليل الأبرار هو حافظ الأخيار ؛المسكن السماوي ؛كل من يشترك فيه ينال التذكارات الصالحة )