الأقباط متحدون - سلامات يا عم سعد هجرس .. افتقدك
  • ٠٠:٤١
  • الأحد , ١٠ يونيو ٢٠١٨
English version

سلامات يا عم سعد هجرس .. افتقدك

سليمان شفيق

حالة

٢٢: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٨

 الاستاذ والمعلم سعد هجرس
الاستاذ والمعلم سعد هجرس

سليمان شفيق
تمر الذكري الرابعة لرحيل الاستاذ والمعلم سعد هجرس ، كنت مع الاستاذ سعد هجرس حينما شعر بطنين في أذنة ، ذهبنا الي الصديق د عماد حلمي وبعد الكشف اخبرني دعماد انة يشك في وجود مرض خبيث ونصح بالتحاليل وبالفعل اصطحبت عم سعد واجرينا التحاليل التي اثبتت شكوك الطبيب ، لم يهتز الفارس ، واستمر في الكتابة ، يتألم في صمت ، ويكتب في قوة مقاوما المرض.

من عمق الدلتا الي المدرسة السعيدية الثانوية ،كان الانتماء الاول للاخوان واكتشف ذلك مدير المدرسة اليساري محمد الخفيف الذي كما يقول سعد هجرس : انهي علاقتي بالاخوان بتعليمي قراءة تاريخ مصر والتذوق الموسيقي ، واصطحابنا للاوبرا ، صنع لي وجدانا فهجرت التطرف ، ومن عمق الوجدان
ويعتبر سعد هجرس من رواد الصحافة الاقتصادية ، وشارك في تأسيس اول صحيفة اقتصادية "العالم اليوم " ، كما شارك في تأسيس حزب التجمع عضو المكتب السياسي له ، كتب في 29 يونيو خطاب عزل مرسي ، وكان مؤسسا للتيار الشعبي واحد منظري الحركة الاشتراكية .

استاذي وشجعني كثيرا  ، وكان الاستاذ والاب ولازلت اتذكر ما كتبة عني في موقع " الحوار المتمدن " في 7/8/2011 تحت عنوان "سيناء في خطر يا ناس" وجاء فية 😞 حتي جاء الكاتب الصحفي الموهوب سليمان شفيق وكتب في روز اليوسف العدد الاخير صرخة مدوية لعلها توقظ الغافلين ، وكتب موضوعا بالغ العمق والذكاء وحاملا بالمعلومات ، بدأة بلامساك بطرف خيط العملية الاخيرة ، وأخذ يجذب الخيط الي عمق الدولة الحديثة منذ عهد محمد علي وانشائة العريش 1831، ..... وكيف ان بدو سيناء لم يتمردوا منذ 1831 وحتي 1952 سوي 14 مرة ، اي بمعدل مرة كل ثماني سنوات ، في حين سجلت الارقام الرسمية 5 حوادث تمرد شهريا في الخمس سنوات الاخيرة من حكم مبارك .... بينما تحمل اهالي سيناء ببطولة وبسالة مع القوات المسلحة والمخابرات المصرية عبء المقاومة من 1955 وحتي نصر اكتوبر 1973....)

لم يكتفي بالكتابة عني بل اصطحبني الي المسئولين لاطرح وجهة نظري ، في ابوة يندر وجودها في ايام ظهور بارونات الاعلام والصحافة عابري الوطنية .
كان فليسوفا يعمل با لصحافة ولة كتاب مهم في الفلسفة عن "مدرسة فرنكفورت " وكان خبيرا متفردا في الصراع العربي الاسرائيلي ، ومؤسس الصحافة الاقتصادية وعضو في الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والاحصاء والتشريع ،وكان محللا دوليا بارعا وعضو في اتحاد الصحفيين الدولي ، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ، اضافة الي عضويتة في الجمعية المصرية لحقوق الانسان.

عاش مناضلا وسجن خمسة سنوات من 1959 وحتي 1964 ، مع رفاق الحركة الشيوعية ، و أكمل دراستة بعد الافراج عنة وحصل علي ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة، واستكمل بعدها الدراسات العليا بأطروحة عن الانثروبولوجيا السياسية. بدأ هجرس حياته الصحفية بجريدة الجمهورية المصرية، واستمر في نضالة ولم ينحني أو يتوقف في عصور السادات وفي عصر مبار رفض التوريث وتعرض لكثير من التحديات عبرها في صمت مقاتل ونبل الفرسان .
في زيارتي الاخيرة لة كان يحدثني عن المستقبل دون مبالاة للالام الوحش السرطاني ، تركتة ودموعي تسبق ما تبقي لي من كلماتة "لا تتوقف عن الدراسة ولا تكتب رايك بدون معلومات " .

اة يا ابي كم افتقدك اب واستاذ ورفيق ، انت تعيش فيا اتذكرك حيا دائما وكما قال محمود درويش :

فيا موت !)
انتظرني ريثما اُنهي تدابير الجنازة
في الربيع الهش حيث ولدت..

حيث سأمنع الخطباء من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين
وعن صمود التين والزيتون في وجه الزمان وجيشه
سأقول: صُبُّـوني بحرف النّون
حيث تعبُّ روحي سورة الرحمن في القرآن

وامشوا صامتين معي
على خطوات أجدادي ووقع الناي في ازلي..!
ولا تضعوا على قبري البنفسج
فهو زهر المحبطين

يذكر الموتى بموت الحب قبل اوانه
وضعوا على التابوت سبعَ سنابلٍ خضراءَ إن وجدت
وبعض شقائقِ النعمان إن وجدت
وإلاّ فاتركوا ورد الكنائس للكنائس والعرائس)
 وداعا يا ابي حتي القاك قريبا في عالم أكثر شفافية وحرية للذات والوطن والكلمة.