الأقباط متحدون - الاْردن و ماذا بعد ؟
  • ١٧:٣٠
  • الأحد , ١٠ يونيو ٢٠١٨
English version

الاْردن و ماذا بعد ؟

شريف إسماعيل

مساحة رأي

٠٩: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٨

علم الأردن
علم الأردن
شريف إسماعيل
شهدت الأيام الماضية احداث مثيرة ضربت المملكة الاردنية الهاشمية ،  ذكرتنا  بأحداث مسلسل الربيع العربي نفس السيناريو نفس الإخراج و لكن  الأبطال الجدد من الجنسية الاردنية و  السؤال الذي يطرح نفسة  لماذا في هذا التوقيت بدأت أضطرابات الاْردن !! 
 
من يقرأ الماضي يستطيع ان يتعرف علي  أحداث الْيَوْمَ ، فهناك احداث و ترتيبات لا يمكن لنا أغفالها ، أولها نتائج اجتماع هرتسيليا في 2012 و الذي أقر فية مبدأ يهودية دولة أسرائيل و هو الامر الذي سيترتب عليه تداعيات أخراج مليون و ثمنمائة الف من العرب بما فيهم عرب 48 خارج حدود الدولة اليهودية .. و لكن حتي ينجح هذا المخطط يلزم ان نعرف الخروج الي أين ؟ 
 
ثانيا وصول الرئيس الامريكي ترامب لسدة الحكم و أعلانة عن صفقة القرن وسط أجواء مشحونة و وضع حرج يهدد شرعيته و يجعله يستسلم لنفوذ جماعات الضغط الصهيونية لدعم موقفه امام هجمات الديمقراطيين و هو ما دفعه للاسراع في نقل سفارة واشنطن للقدس و إعلانه عن مشروع سلام إسرائيلي فلسطيني سربت منه الادارة الملامح التالية 
 
نقل السفارة الامريكية للقدس لا يعني ان السيادة الاسرائيلية ستكون علي جميع القدس فأمريكا تترك قضية الحدود و السيادة للمفاوضات المباشرة الاسرائيلية الفلسطينية ، كبارقة أمل تركت لتشجيع السلطة للدخول في المفاوضات 
 
تصريح الرئيس الامريكي و الذي يحمل بين طياته تهديد مباشر لملوك الخليج و الاْردن وكل من له دور في تسوية الشرق الأوسط سواء كان دوره تمويلي لأمور الحل و التعويضات  او جغرافي يفرض علية الحل تجنيس فلسطينيين علي أرضة 
 
أمكانية زيادة مساحة المدينة الإدارية للقدس و حتي حي ابوديس و بما يمكن اعتبارها عاصمه للدولة الفلسطينية داخل حيّز القدس الكبري و لو شكليا 
 
اعتماد مبدأ تبادل الاراضي بين الطرفين الفلسطيني و الاسرائيلي و حتي نسبة 15%
 
إلغاء مبدأ حق العودة و اللاجئين و هو ما دفع الادارة الامريكية الي تقليص دعمها لمنظمة الأنروا تمهيدا لالغاء دورها 
 
محاولة تدويل مشكلة غزة و بما يضمن ابعاد المسؤولية الانسانية و الإدارية عن أسرائيل و ضمان توفير  تمويل دولي لغزة ، يضمن

استقرار الأوضاع المعيشية فيها و  يحافظ من جانب أخر علي دور حماس و يحافظ ايضا علي الانقسام الفلسطيني كورقة ضغط علي السلطة و ابومازن 
تبني سياسة أسرائيل في الضغط السياسي و العسكري علي حزب اللة اللبناني و أيران معا سواء علي نفوذهما في سوريا او لبنان 
 
ممارسة ضغوط سياسية و اقتصادية علي لبنان بهدف خلق توازن شيعي سني ماروني علي الساحة اللبنانية تنسحب علي دور حزب اللة و علي نفوذه العسكري و السياسي 
 
ممارسة ضغوط اقتصادية علي الاْردن و فرض شروط صعبة و قاسية علية تحت مسمي الاصلاح الاقتصادي تمهيدا لخلق حالة الا أستقرار السياسي بة 
 
اعتبار كل من سوريا و لبنان و الاْردن هم الحلقات الأضعف و الذي يمكن الضغط عليهم لقبول مهجرين يتم تجنيسهم علي أراضيهم ،  و بما ينهي ملف اللاجئين و حق العودة سواء من فلسطيني الخارج أو من عرب أسرائيل 
 
و هنا لا يمكنا ان نغفل الدور الخفي للإسلام السياسي و المساحه التي دائما تتركها أمريكا لتركيا و قطر  للحفاظ علي قدرة جماعه الاخوان في التحرك لاسيما في ظل وجود ظهير لها بالأردن هي جبهة العمل الاسلامي 
 
فالادارة الامريكية استطاعت توظيف كل الظروف و الأحداث لصالح صفقة القرن سواء حالة الإنهاك السوري أو الوضع الهش اللبناني أو الوضع الحرج الأردني فكل هذة الدول هي خيارات واشنطن مجتمعين او فرادًا لاستقبال لاجئين و تجنيسهم ففي لبنان سيعادل نفوذ الشيعه بقوه بشرية جديدة سنية تُخلْق نوع من توازن ميزان القوي ، أما سوريا فستكون ضمن صفقه بقاء و استمرار دور بشار و العلويين في الحكم و قدر الدور الذي يمكن ان تلعبة ايران في المنطقة ،  أما الاْردن فهو المرشح الرئيسي لاستقبال نصيب الأسد في النزوح الفلسطيني في أطار خطة مستقبلية تنبني علي اعلان وحدة فدراليةبين  الدولة الفلسطينية و المملكة الهاشمية 
 
تزامن ذلك مع تطبيق سياسة العصا و الجزرة من خلال تسريب شائعات تشير الي انه في حال فشل صفقة القرن فأن منطقة الخليج و الاْردن  مقبلين علي تغيرات جوهرية تشمل الإعلان عن   الاْردن الكبير و دولة الحجاز و نفوذ شيعي يخترق الخليج 
 
كل هذة الأمور تستدعي دور خليجي لتمويل و تعويض الفلسطنيين و الدول التي ستستقبلهم  بواقع مليون دولار قابلة للزيادة طالما أن  الدول المانحة و الخليج ملتزمين بذلك ، ستقدم  للدولة المضيفة عن كل متجنس لخدمة البنية التحتية و الخدمات الاجتماعية كمواطن جديد في تلك الدولة ، بجانب المبالغ المقررة للسلطة الفلسطينية لاعمار غزة و بناء الميناء و المطار و انشاء الطريق الامن الذي يربط غزة بالضفة .. و من هنا يمكن ان نقول ان عرف السبب بطل العجب !! فقد تم تهيئة المسرح الأردني بمتدربين و نشطاء من مختلف المحافظات للتحرك في وقت واحد ، و ورائهم  ظهير الاخوان من داخل العشائر ، فلأول مره يخرج الاْردن في مظاهرات عدائية ليست ضد الحكومة فقط بل ضد سيدنا ملك البلاد .. كل هذة أوراق توظفها أمريكا من أجل تنفيذ صفقة القرن
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع