الأقباط متحدون - البحث عن مجلس مناهضة الإرهاب
  • ٢١:٢٠
  • السبت , ٩ يونيو ٢٠١٨
English version

البحث عن مجلس مناهضة الإرهاب

مدحت بشاي

بشائيات

٥٥: ٠٩ م +02:00 EET

السبت ٩ يونيو ٢٠١٨

 البحث عن مجلس مناهضة الإرهاب
البحث عن مجلس مناهضة الإرهاب
بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
كان للرئيس مبارك في كل حقبة من حقب حكمه عبارات يطلقها اعتبرت في زمانه بمثابة ثوابت أو شعارات أزهى عصور الاستقرار الوهمي والمميت الخانق لوجود أي حلول إبداعية ... منها حديثه المتكرر حول زيادة النسل التى وصل أثرها عند بعض أهل الرأي والعلم وكأنه ووفق تعليقهم أنه الرئيس الذي يعاير شعبه بشهوة الإكثار لاعتبارات مرضية ، وبات يُلقى بكل مسئولية حالة التراجع الاقتصادي والتعليمي والثقافي على الناس في بلاده ، و في النهاية كانت محصلة كل نداءات الرئيس الفشل الفعلي من جانب أجهزة حكوماته إلى حد كبير في إحداث نتائج إيجابية معقولة على الأرض ...
 
وفي مثال أخر على المناشدات والمطالبات " المباركية " المتكررة دون جدوى أو فعل وطني حقيقي يترجم وجود إرادة حقيقية للتغيير الفاعل ، أنه ومنذ تكرار وقوع الأحداث الإرهابية والطائفية الدموية البشعة في التسعينات من القرن الماضي كانت المناشدة " المباركية "  بأهمية عقد مؤتمر دولي للإرهاب مناشداً دول العالم وحكوماته لدعم المبادرة ، وظل الأمر الغريب والمدهش : لماذا لم يقم هو " مبارك " وأجهزته التنفيذية بتنظيم ذلك  المؤتمر بالفعل في مصر ولدينا في مصر كل مقومات إنجاح ذلك المؤتمر ، بداية من أن بلادنا تُعد حالة دالة وحقيقية لشعب واجه بالفعل تنويعات قاسية من وقائع جرائم إرهابية استهدفت البشر والحجر والحضارة والجمال وكل الإبداعات الإنسانية ، كما أن لدينا أصحاب الخبرات السياسية والبحثية والتفنية والإعلامية الرائعة القادرة على تقديم مادة كاملة مبهرة للعالم حول المعاناة من ويلات الهجمات الإرهابية والتعريف بأبعاد مصطلح الإرهاب " ومروراً بفضح تاريخه في مصر والمنطقة ، ووصولأ إلى الاتفاق على آليات تعاون دولية قابلة للتفعيل على الأرض !!
 
لقد اختار الحاكم في العصر " المباركي " عقد " صفقة حرام " بالتفهم السياسي والوطني للتعاون مع قواعد الإرهاب البشعة التي كان قد أسس لوجودها العصر " الساداتي " بأن يتركوا نظامه وكرسيه ينعم بهدوء ورغد عيش السلطان تحت لافتة وشعار غبي يتم تسويقه للبسطاء وهو تحقيق غاية  العيش في استقرار هش ( وهو الذي تم ضربه ببساطه في أيام قليلة عندما امتطى كوادر الإخوان الإرهابية ظهور نخبة الندامة الغبية وتقدموا الصفوف إلى حيث كرسيه في الاتحادية ليهزوه بعنف بتظاهرة شعارها الحقيقي " النهارده العصر المرشد هيحكم مصر " ، وكان لهم للأسف ما أرادوا ) !!! 
 
وإذا كان " السادات قد أعلن ندمه على هداياه المجانية للإرهاب وكوادره بعد فوات الأوان ، وهو الذي عاصر محاولة اغتيال " ناصر " وكان شريكاً في الحكم ، فالأمر كان غريباً ومستهجناً أن صاحب الكرسي المجاور لكرسي " السادات " في لحظة تصفيته لم يتعلم الدرس فمنح أهل الإرهاب والخسة فرصة تاريخية على مدى 30 سنة يشكلون ملامح دولة لها اقتصاد يؤمن لها أحلام إنشاء دولة الخلافة .. فكان إنشاء مدارس وجمعيات وبنوك ومشاريع تجارية ووسائل إعلام ووصولاً لمنحهم 88 " شلتة " ولا أقول المقعد الغالي تحت قبة البرلمان لتكتمل أبعاد الجريمة التاريخية بسقوط دولة الاستقرار الوهمية !!!
ولكن ، وبعد " سنة سوده " قضاها الشعب للتكفير عن خطية الاستكانة والتعايش المذل مع فكرة الاستقرار الشكلي ، ودفع ثمن بطاقات تأييد من عصروا الليمون لأن يحكم مصر العظيمة ذلك المرشد وجماعة الإرهاب .. بعد 365 يوم بلياليهم الصعبة وبدعم الجيش تم إسقاط حكم المرشد في ثورة شهدت استفاقة شعب عاد إلى ثوابته الإيمانية والتاريخية والحضارية ..
 
ولكن ، لا أعرف لماذا ونحن نضع خارطة طريق مستقبل شعب قام بثورة لإسقاط رموز التطرف والإرهاب أن نقوم بدعوة  كوادرهم وأحزابهم للمشاركة ؟!!!
 
وعموما ، قمنا بسرعة وصححنا ذلك الخطأ بوضع دستور ينص صراحة على رفض وجود أحزاب دينية ، ولكن وحتى تاريخه هم بيننا بحطة إيد النظام المباركي رغم سجن رموز وأقطاب النظام الإخواني والدخول في حرب عسكرية طاحنة مع ميلشيات مُنحت الفرصة للتوحش على أرض الفيروز .. 
 
و لكن ــ وعلى كل حال ــ أثق أن الرئيس " السيسي " يدرك أبعاد استمرار وجودهم ، كما أنه يعي فداحة عدم تصويب الخطاب الديني ، وضرورة مواجهة الإرهاب بإسقاط الفكرة الخاطئة في ثنايا ذلك الخطاب  ، ويكرر الرئيس بكل وعي المعايش للتجربة مطالبة الجهات المعنية بتصويب ذلك الأمر ، وفي لحظة تفاقم تبعات الأزمة وسقوط المزيد من ضحايا الإرهاب اللعين بداية من تهجير من وقعوا في دوائر الخطر الإرهابي من بيوتهم ، ووصولاً إلى وقوع ضحايا مواجهات باسلة من عناصر الجيش والشرطة ، وحتى سقوط العشرات لأنهم فقط أصحاب هوية دينية في البطرسية والمرقسية وطنطا لا تروق لأصحاب البيت العالي الإرهابي ، فيقرر الرئيس إنشاء مجلس أعلى لمواجهة التطرف والإرهاب ، وللآن نحن في انتظار تفعيل دور المجلس والتعرف على خططه ..