خواطر حول حلف السيسي اليمين الدستورية أمام مجلس النواب
يوسف سيدهم
٤٢:
٠٩
م +02:00 EET
السبت ٩ يونيو ٢٠١٨
بقلم : يوسف سيدهم
قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (686)
السبت قبل الماضي كان يوما مشهودا في الحياة السياسية المصرية, حيث توجه الرئيس السيسي إلي مجلس النواب لأداء اليمين الدستورية قبل بداية فترة رئاسته الثانية التي تمتد عبر سنوات أربع -2022/2018- وتلك مناسبة مهمة وجادة لكل من المنصب الرئاسي والحياة النيابية المصرية, فالرئيس يذهب إلي الشعب ممثلا في نوابه المنتخبين ليتلو القسم الدستوري: أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا علي النظام الجمهوري, وأن أحترم الدستور والقانون, وأن أرعي
مصالح الشعب رعاية كاملة, وأن أحافظ علي استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
مصالح الشعب رعاية كاملة, وأن أحافظ علي استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
هذا ما تنص عليه المادة (144) من الدستور والتي تنص بعد القسم علي الآتي: ويكون أداء اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا في حالة عدم وجود مجلس النواب… ولعل هذا عينه ما حدث عند حلف الرئيس السيسي لليمين الدستورية قبل بدء فترة رئاسته الأولي عام 2014 حيث لم يكن مجلس النواب قد تشكل بعد, ولأن مشهدي حلف اليمين الدستورية الرئاسية أمام كل من المحكمة الدستورية العليا ومجلس النواب لا يزالان حاضرين في الذاكرة, أجدني مدفوعا للمقارنة بينهما -وذلك أول خواطر هذا المقال- فبينما سيطر علي جلسة حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية منذ أربع سنوات جو مفعم بالوقار والهيبة والإجلال, نجد أن ذات الجلسة أمام مجلس النواب السبت قبل الماضي حفلت بالحفاوة والحماس والتهليل… الأولي سادتها رهبة الصمت وإعلاء جسامة المسئولية, أما الثانية فأخذت شكل احتفالية شعبية ينحي جانبا فيها الانضباط والجدية لحساب التصفيق والهتاف ومقاطعة مسار الجلسة بواسطة نواب ونائبات لإرسال المديح وإلقاء الشعر للرئيس!!!… وأصارحكم القول: بغض النظر عن مقصد الدستور الذي أقبله وأحترمه في أن يؤدي الرئيس اليمين أمام مجلس النواب باعتباره ممثلا للشعب, كم تمنيت أن يترسخ التقليد بأداء الرئيس اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا.
وأعود لكلمة الرئيس السيسي أمام مجلس النواب والتي ألقاها بعد أدائه اليمين الدستورية والتي أقدر له فيها ما تحلي به من كياسة ولياقة وطول أناة إزاء عشوائية التصفيق والمقاطعات والهتافات التي اعترضته في القاعة, وكانت الكلمة هادئة دبلوماسية تتناول الأهداف والتطلعات المستقبلية أكثر منها طرحا لتحديات الواقع وسبل علاجه ومجابهته… وهذه بعض الخواطر التي خلفتها لدي:
** ذكر الرئيس مؤسسة الأزهر مشيرا لها بأنها حاملة رسالة الوسطية والتنوير, دون أن يتعرض لما يتبقي إدراكه في تحدي إصلاح الخطاب الديني وما ينبغي عمله لاستئصال تيارات التطرف والتشدد والأصولية التي مايزال أحد روافدها متغلغلا في قيادات دينية داخل المؤسسة وفي كتبها وتعاليمها.
** ذكر الرئيس الكنيسة القبطية ممتدحا إياها إزاء مواقفها الوطنية وحكمتها في التعامل مع الأزمات وتحصينها لرعاياها ضد مواجهة الإرهاب بالعنف أو بما يخدش وحدة المصريين, دون أن يتعرض لاستمرار تقاعس أجهزة الإدارة والأمن عن إرساء دعائم القانون والذود عن هيبة الدولة أمام هجمات المتشددين
والمتطرفين الذين يواصلون الاعتراض علي بناء الكنائس وعرقلة فتح الكنائس المغلقة بالرغم من إجازة ذلك طبقا للقانون.
والمتطرفين الذين يواصلون الاعتراض علي بناء الكنائس وعرقلة فتح الكنائس المغلقة بالرغم من إجازة ذلك طبقا للقانون.
** لم يتعرض الرئيس من قريب أو بعيد لتحدي إصلاح الحياة الحزبية بالرغم من أنه كان يوجه كلمته أمام البرلمان الذي يعد معقل الأحزاب, وبالرغم من سابق دعوته للتصدي لظاهرة التشرذم الحزبي وحتمية اصطفاف الأحزاب في كتل سياسية قوية, وبالرغم من أن الرئيس والبرلمان علي السواء يعرفان تمام المعرفة أنه ينبغي مواجهة ذلك التحدي قبل انقضاء فترة الرئاسة الثانية لتجهيز المسرح السياسي لإفراز قيادات قوية فاعلة وقادرة علي تداول السلطة.
*** هذه بعض الخواطر التي ألحت علي حول جلسة حلف الرئيس السيسي لليمين الدستورية أردت أن أسجلها لتظل طافية علي سطح ملف التحديات الوطنية بدلا من أن تترك قابعة داخل ملف الأمور المسكوت عنها.