العَقِيدَةُ فِي ضَوْءِ رُوحِ التَّدْبِيرِ الرَّعْوِي
القمص. أثناسيوس فهمي جورج
٢٢:
٠١
م +02:00 EET
السبت ٩ يونيو ٢٠١٨
بقلم القمص اثناسيوس جورج
1 ) تأكيد سلامة الإيمان واستقامته تكون دائماً مُلهمة ومستندة إلى الحق الإلهي في الكتاب المقدس؛ والليتورجيات والقوانين والمجامع الكنسية الثلاثة المعتمدة؛ وفي روح ونصوص أقوال الآباء .
2 ) الآباء الكنسيون وأقوالهم وكتاباتهم ، في الواقع يمثلون واقع استمرار حضور الروح القدس في الكنيسة؛ من جيل وإلى جيل وإلى دهر الدهور؛ منذ أبينا الكاروز مارمرقس وحتى الآن .
3 ) الحقيقة الروحية المُعاشة في الكنيسة بأسرارها وعباداتها وكتب البيعة - أنفاس الله - هي المعيار التشريعي الحي والصريح ، ضد كل تحايل أو تعدٍّ أو ابتداع منحرف أو تعليم فردي لا يستند إلى التقليد الأورثوذكسي .
4 ) قبول الكنيسة للتعليم الموافق لمشيئة الروح القدس ، هو سلطانها الأعلى والأوحد وهو أمرٌ إلزاميٌّ على الجميع؛ عبر التاريخ الطويل وحتى يومنا هذا .
5 ) الدفاع عن سلامة الإيمان الأورثوذكسي الواحد؛ والانتباه للخطأ والانحرافات يستلزم كل أمانة وصدق وتجرد وجهوزية ، بعيداً عن الهوى والنفسنة والشخصنة والتحزبات الضيقة .
6 ) تقويم كل اعوجاج يتم في الكنيسة بموجب ( الحق ) و ( الروح ) فيما تسلمتْه منذ بداياتها وحتى اليوم؛ عبر ذخيرة الخبرات الروحية الحية والمتواصلة والممتدة ، لأنها وظيفة حراستها وقانونها الرسولي الملوكي .
7 ) مسيحنا القدوس ورسله لم يخلفوا لنا مجموعة مسائل كلامية أو صيغ لغوية ، إنما سلموا سر الاقتداء والاتحاد بالمسيح؛ لنعيشه ونحفظه ونكرز به ونحرسه بالإيمان والأعمال الحسنة والقدوة، لأنه الحكمة المعاشة في السر .
8 ) آباء الكنيسة ولاهوتيوها أغناطيوس وإيرينئوس وبوليكاربوس وديديموس وألكسندروس وبطرس خاتم الشهداء وأثناسيوس وكيرلس عمود الدين وايسيذروس الفرمي وكبريانوس وباسيليوس وغريغوريوس الثيؤلوغوس والنيصي ويوحنا ذهبي الفم وامبروسيوس ويوحنا كاسيان وساويروس الأنطاكي وفلكسينوس وأفراهات السرياني وديسقوروس وأنطونيوس الكبير وأبو مقار وبولس البوشي .. تركوا حياةً وغنىً وخبرةً مجدٍ ، فمن يريد أن يجترّ أقوالهم الحلوة وكتاباتهم الذهبية؛ يلزمه أن يحيا حياتهم وسيرتهم ( الفكر والسيرة ).
9 ) التقليد الكنسي ليس للمُلاسنات والتحزبات والتحريض والتحقير؛ ولا لتبادل المذمات والاتهامات المرسَلة ، لكنه تيار حياة وخبرة؛ وعُصارة استمرار دينامكية الكنيسة القبطية أم الأولاد الفرحة ، وأيقونة السماويات العلوية .
10 ) الكنيسة لا تؤمن بعصمة أحد ولا بفكر أحد منفرداً ، لكنها تتخذ من الحجة والتوثيق الآبائي لإجماع الآباء معياراً أصيلاً لحفظ إيمانها وثبات عقيدتها التي حفظوها لنا بالعَرَق والنفي والاعتراف وشهادة الدم؛ بعد أن سلكوا بتوبة وانسكاب وأدب ووقار كنسي ، صار قوةً مخفيةً علَّمت المسكونة؛ وبها كانت الكلمة الأخيرة الفاصلة .
11 ) الشعب البار الحافظ الأمانة بالتقوى كله مؤتمن على شهادة الإيمان وحفظه وعيشه وثباته ، بوعي وإفراز ومخافة ، لكن مجمع الكنيسة وحده هو المرجع النهائي للتصحيح والتعليم والتقنين والاستدراكات .
12 ) الحق الإلهي هو الذي يحكم على كل تعليم فيزكيه إن كان مطابقاً للتقليد المستقر ؛ أو يدينه إن كان مخالفاً أو منحرفاً؛ وعندها ليستدّ كل فم ، لأن إعلان الله فريد وحقيقي ومطلق وغير متضارب .
13 ) التعليم الكنسي الخالي من العثرة والتجاديف ، عمل إلهي يستلزم موهبة ونعمة؛ ننقله كحياة وكخبرة؛ وكقدوة محبة تقترن بالمعرفة العميقة الصحيحة في أمانة التوصيل والتأصيل .
14) صورة التعليم الصحيح لائقة؛ فقط عندما تقترن بالتقوى والمحبة العملية؛ ومحفوظة بتواضع وأدب التلمذة والطاعة ، لذلك أرثوذكسية التعليم شهادتها جماعية مشتركة؛ وتحكُمها الرحمة والوداعة واحترام قوانين البيعة .
15 ) تعاظم أهل البدع يلازم الذين اتخذوا من تشامخ الروح والعجب الكاذب طريقاً ، متجاهيلن تصميم البنيان وروح إفراز جامعية الكنيسة التي ترفض كل ما هو غريب؛ بلا مساومة ولا ابتداع .
16 ) التغاضي عن الأخطاء الهرطوقية هو قتل ، لذلك ترفُّع آباء الكنيسة عن التورط في المنازعة على الألفاظ والتعبيرات ، مثلما اهتموا في حرية الروح بالشرح الملازم لكل التعبيرات؛ فيقول الثيئولوغوس : " لسنا نتنازع في الأسماء إذا فُهمت المعاني " .
17 ) هناك هرطقات منحرفة تشكل منهجاً هدّاماً للتعليم لا بُد من دَحْضَها بالتفنيد؛ بينما هناك آراء وأفكار مجتزَأة تحتاج إلى التفسير والتوضيح والنصح والمعالجة؛ حتى لا يستمرئ أصحابها نشر غرائبهم ، فتصير إزعاجاً ومخاطر مهلكة؛ تَحِفُ بالسفينة من جراء الاجتراء والاستعلاء والدعاوى .
18 ) اتخذ الآباء من الوداعة والشجاعة طريقاً للإقناع وشرح المعاني والابتعاد عن التراشق بالحرومات والإتهامات والخصام ، حتى يحفظوا الإيمان الصحيح؛ ويجعلوا من الأموات أحياء لبنيان كنيسة واحدة للمسيح المعلم الأوحد .
19 ) انتهجوا طريقة سلامية حتى لا تنفصل صلتهم بالذين يخالفونهم الرأي؛ حرصاً على منافع رباط وحدة الوصل الكنسية، معتبرين أسلوب الإنذار يتناسب مع من كانت أخطاؤهم عَرَضية غير مقصودة بالعناد والإصرار على المُخَالَفة ، لذلك عُقدت المجامع؛ وتم سَنَّ القوانين ووضع الحرومات على كل تعليم هرطوقي ترفضه الكنيسة .
20 ) الشهوات الخاصة والأخذ بالوجوه والتعاظم هو الذي يضرب المبتدعين؛ عندما يطلقون العنان لشطحاتهم؛ فيتطاولون على الإيمان الذي سُلم مرة للقديسين ، لذلك لا مساومة ولا مهادنة مع الذين يزرعون الشقاق بنجومية الابتداع .